أساء الناس فهم لوحة "المنتظر" للنمساوي فرديناند جورج فالدمولر، فقالوا إن الفتاة التي فيها تحمل آيفون، وهي المرسومة في القرن التاسع عشر. هل نلوم أنفسنا أم التكنولوجيا؟


إيلاف من دبي: شاعت قبل أيام على وسائل التواصل الاجتماعي لوحة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، تظهر فيها فتاة ريفية تنظر إلى شيء بين كفيها، يشبه إلى حد بعيد هاتف "آيفون".

تناقل الناس هذه الصورة مبهورين، ونقلتها وكالات الأنباء متسائلة عما بين يدي هذه الفتاة. إنها لوحة "المنتظر" (Die Erwartete) التي رسمها الفنان النمساوي فرديناند جورج فالدمولر في عام 1865 وكان عمره 72 عامًا، وهي محفوظة اليوم في متحف "بيناكوثيكن" الألماني إلى جانب لوحات أخرى للفنان نفسه.

من ينظر إلى اللوحة مليًا، يرى الفتاة وكأنها منهمكة في إرسال رسالة نصية من آيفونها، وهذا ما قاد الناشطين على منصات التواصل الإجتماعي إلى أن يشطحوا بأفكارهم، وأن يتكلموا مثلًا على "أنها دليل على القدرة خفية على السفر عبر الزمن إلى الماضي، أو دليل على اختراق الطبقات الزمانية".

أتى الخبر اليقين من القائمين على المتحف الألماني نفسه، إذ نشروا على الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف ما مفاده أن ثمة لبسا كبيرا حاصل في الحديث عن هذه اللوحة، وما تحمله فتاة فالدمولر الريفية هو كتاب تراتيل وصلوات ليس إلا!

المذهل في هذه المسألة حقًا هو الحال التي وصلت إليها البشرية التي غسلت التكنولوجيا الحديثة دماغها، فصارت منقادة إليها ووراءها بلا أي تعقل.

هذا الانقياد هو فعليًا ما دفع بالناس إلى مشاهدة اللوحة خارج إطارها الزماني والفني. ولا شك في أن أي ناظر إلى هذه اللوحة، عاش بين عامي 1850 و 1860، كان سيرى الكتاب سريعًا، وما كانت لتراوده أي أفكار ملتبسة أخرى.
إنه عصر الهواتف الذكية التي تسلب الناس ذكاءها. أليس كذلك؟ 

https://www.standard.co.uk/news/world/150-year-old-painting-appears-to-show-woman-holding-an-iphone-a3691956.html