صنعاء: حطت في مطار صنعاء السبت طائرة تابعة لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) تحمل على متنها لقاحات للأطفال، في اول مساعدات تصل الى العاصمة اليمنية منذ ثلاثة أسابيع.
وكان التحالف العسكري بقيادة السعودية اعلن الاربعاء السماح باعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة أمام المساعدات بعد حظر كامل بدأه عقب اطلاق صاروخ بالستي من اليمن في 4 تشرين الثاني/نوفمبر تم اعتراضه فوق مطار الرياض.
وقبيل اعلان التحالف، حذّرت وكالات أممية من أن "آلاف الأبرياء سيموتون" في اليمن اذا لم يرفع الحظر عن دخول المساعدات الى البلد الغارق في نزاع مسلح.
وحطت طائرة المساعدات بعدما أعلنت الثلاثاء السلطات التابعة للمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ان المطار بات جاهزا للتشغيل الكامل بعد أسبوع من استهداف غارة للتحالف العسكري جهاز الارشاد الملاحي فيه وتدميره.
وكتبت مديرة مكتب منظمة اليونيسف في اليمن ميريتشيل ريلانو في تغريدة عقب وصول المساعدات "1,9 مليون لقاح وصلت الى صنعاء صباح السبت".
وغرد من جهته المدير الاقليمي للمنظمة غيرت كابيلياري قائلا "لا شيء يمكن ان يوقف معركتنا (...) وصلت اللقاحات الضرورية"، مضيفا "الأمل لا زال حيا".
واوضحت اليونيسف على حسابها في تويتر ان اللقاحات التي يبلغ وزنها 15 طنا تهدف الى حماية نحو 600 الف طفل من امراض عديدة بينها الخناق.
وكان اطباء يمنيون اعلنوا الاربعاء ان ثلاثة اشخاص فارقوا الحياة جراء اصابتهم بمرض الخناق، بينما حذرت المنظمات الدولية من انتشار هذا المرض في البلد الذي شهد مؤخرا انتشار كبيرا لمرض الكوليرا ما تسبب في وفاة المئات.
والى جانب طائرة المساعدات، حطت السبت أيضا في مطار العاصمة ثلاث طائرات اخرى تابعة لبرنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الاحمر، تنقل عمال إغاثة.
وأفادت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي ان سفينة تابعة لها محملة بالمساعدات الغذائية تنتظر السماح لها بالدخول الى ميناء الحديدة الخاضع ايضا الى سيطرة المتمردين.
ويُعدّ ميناء الحديدة، الواقع في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون، منفذا رئيسيا لجهود الاغاثة الاممية. ويطالب التحالف بوضع الميناء تحت اشراف الامم المتحدة، متهما المتمردين باستخدام شحنات المساعدات لتهريب الأسلحة.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وخلّف النزاع اليمني اكثر من 8650 قتيلا وتسبّب بأزمة انسانية حادة.
وقالت الامم المتحدة إن اليمن يواجه أخطر الازمات الانسانية في حين بات معظم سكانه يعتمدون على المساعدات الانسانية وبينهم سبعة ملايين يواجهون خطر المجاعة.
التعليقات