تحتفي الأمم المتحدة بمرور عام على إصدارها إعلان الحق في السلام، وهو أول وثيقة أممية تصدر في الألفية الجديدة.

في 19 ديسمبر 2016، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان الحق في السلام الذي جاء ثمرة ثلاث جلسات مكثفة عقدها في جنيف فريق العمل الحكومي المعني بالحق في السلام الذي شكله مجلس حقوق الانسان. وبقيادة "مؤسسة السلام بلا حدود"، قام المجتمع المدني بدور مهم جدًا في عملية التفاوض بأكملها، وصولًا إلى صدور الإعلان في الأمم المتحدة.

أول وثيقة

إعلان الحق في السلام أول وثيقة إعلانية عن السلام تقرها الجمعية العامة للأمم المتحدة في الألفية الجديدة، ويضاف إلى ذلك أن الاعلان أصبح ركنًا مهمًا من أركان حقوق الانسان والحريات الاساسية، لأنه يتضمن مقاربة تركز على الضحايا بشكل واضح في التعامل مع النزاعات المسلحة بالنص، على أن "لكل فرد الحق في التمتع بالسلام بما يحقق بصورة كاملة تدعيم حقوق الانسان وحمايتها وتطويرها".

يدعو الإعلان الدول كافة إلى الاسترشاد في نشاطاتها بالأهمية البالغة لممارسة التسامح والحوار والتعاون والتضامن بين سائر البشر والشعوب وأمم العالم كوسيلة لتدعيم السلام. ولهذه الغاية يجب أن تضمن الأجيال الحالية أن تعلُّمها والأجيال القادمة التعايش بسلام مع العمل على تجنيب الأجيال القادمة آفة الحرب.

لقراءة النصّ باللغة الأنجليزية
Commemoration of the first anniversary of the Declaration on the Right to Peace

ولمناسبة الذكرى الأولى لصدور إعلان الحق في السلام، نشرت جامعة السلام المفوضة من الأمم المتحدة وكرسي اليونسكو الخاص بالسلام والتضامن والحوار الدولي في جامعة آبات اوليبا، كتاب "تاريخ السلام في الغرب".

سلام وأخوة

كما يشير ميغيل بوسي في المقدمة، يهدف الكتاب إلى القيام برحلة سلام تاريخية من اليونان وروما القديمتين إلى الأزمنة الحديثة من خلال الشهادات الحية لكوكبة من المفكرين والفنانين والفلاسفة المعروفين. وبذلك، يشجع الكتاب اجراء تبادل أوسع للمعرفة وفهم التراث الثقافي لجنسنا البشري فهمًا أفضل.

كما ينوه الكتاب بأن جذور إعلان الحق في السلام تعود إلى المعاهدة الحيثية - المصرية التي أنهت الحرب المديدة بين الامبراطوريتين من أجل السيطرة على سوريا في عام 1276 قبل الميلاد. وهي من أقدم معاهدات السلام في تاريخ العالم والدبلوماسية.

تتضمن المعاهدة الموجودة نسخة برونزية منها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أكثر من 20 مبدأ والتزامًا للطرفين، بما في ذلك الحق في السلام باعلانها تعايش مصر وبلاد الحيثيين "بسلام وأخوة إلى الأبد".

يستحق جهودنا

من جهة أخرى، أرادت الجهات الراعية نفسها نشر كتاب بعنوان "الحق في السلام: الماضي والحاضر والمستقبل"، و"ملخص تنفيذي" بالإسبانية والانكليزية لهذا الكتاب من اجل تيسير قراءته.

يختتم الكتاب بالتشديد على أن مستقبل السلام يستحق جهودنا وابداعنا. وبسبب مشكلات العالم التي تؤثر في السلام والاستقرار، فإننا نحتاج إلى حلول عالمية تقوم على التعاون والعمل متعدد الأطراف.

للحفاظ على الجنس البشري وصونه، من الضروري أن نركز أفكارنا على الأجيال الحالية والمقبلة. ولتشجيع الاتفاق والحوار يجب أن نحرر السلام من قيود الحرب والجهل والكراهية. فان مسؤوليتها اليوم هي تدعيم الأجندة العالمية من أجل السلام.

​*إعداد عبد الإله مجيد