أعلن في اقليم كردستان العراق عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المتظاهرين المحتجين في إحدى مدن الاقليم وتم حظر التجوال وتعطيل الدراسة في مدن أخرى إثر تصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية في مناطق متفرقة من الاقليم واتخاذها مسارًا عنفيًا بحرق مقرات أمنية وحزبية.

إيلاف من لندن: أكد المتحدث باسم مديرية صحة قضاء رانية بمحافظة السليمانية طه محمد مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة 80 آخرين في حصيلة أولية برصاص قوات الأمن التي واجهت المحتجين الذين أحرقوا مقرات حزبية وأمنية بالرصاص الحي.

وفرقت قوى الأمن احتجاجات في قضاء رانية بعد ان رافقها اعمال عنف وحرق مقار لاحزاب كردية وخاصة مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم السابق مسعود بارزاني هاتفة بسقوط حكومة الاقليم. 

واعلنت قائممقامية قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية حظر التجوال الليلة وتعطيل الدوام الرسمي في جميع اداراتها الى يوم غد الاربعاء. وقالت قائممقامية القضاء انه بناء على توصيات من الجهات العليا فانها تعلن للمواطنين ان جميع سلطات اللجنة الأمنية في القضاء قد انيطت بالسلطات العسكرية وان قيادة قوات دفاع الطوارئ في القضاء باتت هي من تشرف على القوات الأمنية والعسكرية. وفي قضاء كفري اعلنت السلطات المحلية ايضا حظرا ليليا للتجوال.

وانطلقت امس الاثنين تظاهرات شعبية واسعة في العديد من مدن اقليم كردستان مطالبة بحل الازمات السياسية والمعيشية والخدمية التي يعانيها الاقليم حاليا وصرف رواتب الموظفين المتوقفة منذ اشهر حيث اتسعت التظاهرات اليوم واخذت منحى اكثر عنفا.

 

مواجهات بين المحتجين وقوات الامن في اقليم كردستان العراق

 

حكومة الاقليم تهدد بعقوبات

ودانت حكومة اقليم كردستان "اعمال العنف" التي تصاحب تظاهرات احتجاجات تشهدها محافظة السليمانية ثاني اكبر مدن الاقليم بعد اربيل وبلدات اخرى احتجاجا على سوء الاوضاع السياسية والخدمية مشيرة الى ان التظاهر حق ديمقراطي مشروع للمواطنين لكن يجب أن يمارس ضمن حدود القانون بعيداً عن العنف والتخريب.

 واضافت حكومة الاقليم في بيان اليوم اطلعت "إيلاف" على نصه قائلة "اننا ننظر بقلق الى هذه الممارسات البعيدة عن المدنية والى العنف الذي استهدف عددا من الدوائر الحكومية والمقرات الحزبية وادى الى اصابة عدد من الاشخاص والحاق اضرار باملاك وأموال المواطنين". واوضحت ان التظاهرات "ممارسة ديمقراطية مسموح بها تماما لكن استغلال هذه الحقوق والمطالب للمواطنين لممارسة العنف وإلحاق الاضرار بأملاك وأموال المواطنين وإثارة المشاكل وتخريب الأمن والاستقرار لا يمكن القبول به قطعا".

واقرت الحكومة بأن الاقليم يمر "بأوضاع صعبة ويواجه مخاطر التخريب وتفكيك كيانه السياسي والدستوري".. ودعت المؤسسات الحكومية ذات العلاقة "الى التعامل بموجب القانون مع الاحداث وان تقوم بحماية ممتلكات المواطنين وأمنهم واستقرارهم وعدم السماح باستغلال التظاهرات والتجمعات لاي غاية او نية ومن اية جهة كانت لافتعال العنف وإلحاق الأضرار بممتلكات المواطنين وإثارة المشاكل وزعزعة الأمن والاستقرار وان تتم مواجهة المخالفين بالعقوبات القانونية".

تجدد الاحتجاجات

واليوم تجددت التظاهرات لليوم الثاني على التوالي في مدينة السليمانية (333 كم شمال شرق بغداد) و بلدات اخرى في الاقليم وسط اجراءات أمنية مشددة ومكثفة حيث قامت اجهزة الأمن باطلاق النار في الهواء في مكان تجمع المحتجين وسط السليمانية لترويعهم.

وشهدت بلدات حلبجة وجمجمال وكويسنجق وكفري اليوم تظاهرات ضد سوء الاوضاع السياسية والمعيشية وتأخر صرف المرتبات والنقص في الخدمات. 

فقد اقتحم عدد كبير من المحتجين مبنى قائممقامية قضاء كويسنجق وأضرموا النار فيه فيما تحاول قوات الأمن اخماده.. وايضا اقتحم متظاهرون مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة حلبجة قبل ان يسارع جهاز الأمن المكلف بحماية المقر الى اخراج المتظاهرين.

كما خرج العشرات من المواطنين بتظاهرات في قضاء رانية وكذلك في بلدة كفري جنوبي السليمانية وهاجموا مقر الاتحاد الوطني الكردستاني قبل ان تتمكن القوات الأمنية من تفريقهم. 

وقدم المحتجون طلبات الى السلطات الكردية تدعو الى توفير الرواتب وانهاء الازمة السياسية في الاقليم وتفعيل دور برلمان الاقليم. 

وتشهد عدد من مدن محافظة السليمانية ثاني اكبر مدن اقليم كردستان حاليا تظاهرات واسعة يشارك فيها الاف بينهم معلمون وموظفون ونشطاء تطالب باستقالة حكومة الاقليم ومحاربة الفساد بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة في الاقليم.

وردد المتظاهرون شعارات ابرزها "يسقط اللصوص" و"الموت لبارزاني ويسقط طالباني" و"لتسقط الحكومة الفاسدة" و"تسقط الحكومة التي خسرت مناطق متنازع عليها" في اشارة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط التي استعادت الحكومة الاتحادية السيطرة عليها مؤخرا.

 وقامت شرطة مكافحة الشغب باطلاق غاز مسيل للدموع على المتظاهرين ما ادى الى وقوع عدد من حالات الاختناق كما اغلقت قوات الأمن عددا من الشوارع الرئيسة في السليمانية واخرى تؤدي الى مقار حزبية وانتشرت دوريات في عموم المدينة. 

ولم يتسلم الموظفون في حكومة الاقليم رواتبهم منذ ثلاثة اشهر وتقوم السلطات في الاقليم هذه الايام بدفع رواتب شهر ايلول سبتمبر الماضي فيما فرضت اجراءات للادخار الاجباري كما يعيش القطاع الخاص ركودا وازمة حادة الامر الذي دفع عشرات من الشركات المحلية الى غلق ابوابها.