«إيلاف» من الرياض:&تنطلق مساء اليوم في الصالة الرياضية في محافظة الدرعية، العرضة السعودية التي تمثل إحدى أهم فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، حيث يشارك الملك سلمان بن عبد العزيز أفراد شعبه من الأمراء والمسؤولين والمواطنين في هذه الفعالية التراثية.
&
ويذكر أنّ العرضة السعودية التي يشارك بها قادة البلاد منذ عهد الملك المؤسس تعد تقليدًا عريقًا يجسّد وحدة القيادة والشعب، وتعد العرضة النجدية كما هو معروف فنًّا حربيًّا كان يؤديه أهالي نجد بعد الانتصار في المعارك، وذلك قبل توحيد أجزاء البلاد عندما كانت الحروب سائدة في الجزيرة العربية.
&
والعرضة وإن كانت غالبًا مرتبطة بالحرب، إلا أنها تؤدي في مناسبات أخرى كالاحتفالات والأعياد والزيجات، فعندما تقام حفلة كبرى لاستقبال شخصية مهمة غالبًا ما تؤدي العرضة،&ويردد المشاركون في العرضة السعودية جماعيا: (نحمد الله جت على ما نتمنى.. من ولي العرش جزل الوهايب)، مطعم بأصوات الطبول ولمعان السيوف.&
&
ويهتم الراقص في العرضة بإظهار الأسلحة وأدوات الحرب والقتال، إضافة إلى وجود زي خاص يستخدم فيها وهو زي فضفاض واسع يسمح بسهولة الحركة للراقصين ويصنع من قماش أبيض اللون خفيف حتى يتلاءم مع الطبيعة المحيطة التي تؤثر فيها عوامل الطقس.
&
ويرتدي الراقص عادة فوق هذه القطعة قطيفة سوداء تسمى القرملية وتكون أحيانا ذات أكمام طويلة وتلبس مع الشماغ والغترة والعقال. ويعتبر السيف عماد الرقصة بحكم أنها في بداياتها كانت عبارة عن رقصة حرب، ويلبس الراقص في الوقت الحاضر (محزما) وهو عبارة عن (جلة) يوضع بشكل متقاطع وكان قديما ذا أهمية في وضع الرصاص للبنادق.
&
الأصالة والمعاصرة
ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني في الجنادرية كل عام ، مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة، ومؤشراً عميقاً على اهتمام قيادة المملكة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة.&
&
وتعد الجنادرية مناسبة وطنية، يمتزج فيها عبق التاريخ المجيد، ونتاج الحاضر الزاهر، وتأكيداً للهوية العربية الإسلامية ، وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه ، والحفاظ عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة .&
&
وبدأت فكرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة " الجنادرية، بذرة بذرها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ورعاها حتى نمت وأثمرت، وأنتجت من مختلف صنوف الثقافة والتراث العربي الأصيل لتعرضها في قرية متكاملة، تقع شمال شرق العاصمة الرياض، تضم الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته منذ عقود، إضافة إلى سباق سنوي للهجن، اكتسب مع مرور الوقت ذيوعا على المستوى الوطني والإقليمي بين عشاق هذه الرياضة العريقة.&
&
رسالة حضارية
ويبرز المهرجان الرسالة الحضارية للحرس الوطني، في خدمة المجتمع السعودي التي تواكب رسالته العسكرية في الدفاع عن هذا الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره . وتضم قرية الجنادرية بين جنباتها، مجمعا لكل منطقة من مناطق المملكة، يشتمل على بيت وسوق تجارية، ومعدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة، وما تشتهر به كل منطقة من المناطق من موروثها الثقافي والحضاري والعروض الشعبية.&
&
وتحتضن قرية الجنادرية أغلب مؤسسات الدولة ووزاراتها الخدمية لتقدم الخدمة لجمهور قرية الجنادرية أثناء افتتاح المهرجان، وتعرفهم بما تقدمه من خدمات، وتعرفهم بالكثير من الأنظمة والقوانين، التي تخدم الوطن والمواطن، حيث يمتزج الماضي بالحاضر.&
&
وتحاكي الجنادرية حياة المواطن السعودي ، قديماً وتقدم نماذج لهذه الحياة البدائية من خلال نماذج مصغرة لها، مثل المزرعة، وجلب المياه عن طريق السواني، وحرث الأرض بوسائل زراعية بدائية .
&
وتجسد القرية الشعبية نماذج استوحيت من البيئة القديمة للمجتمع السعودي مثل السوق الشعبية، ومجموعة من المعارض التراثية ومعارض المقتنيات التي شاركت بها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص.
&
وتقدم فرق الفنون الشعبية في مناطق المملكة المختلفة للجمهور في قاعة العروض طوال أيام المهرجان جميع العروض الشعبية المعروفة في المملكة.