دان مجلس الأمن الدولي بالإجماع التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية الأحد وأطلقت فيها صاروخا بالستيا متوسط المدى قادرا على حمل رؤوس نووية، وهدد باتخاذ المزيد من "التدابير المهمة" بحق بيونغ يانغ. ووافق جميع أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم الصين التي تعد الحليفة الأساسية لكوريا الشمالية، على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة ووصفت فيه التجربة الصاروخية بأنها "تشكل انتهاكاً خطيراً" لقرارات الأمم المتحدة. ويأتي قرار مجلس الأمن بعد إدانات من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالب بالتعامل مع كوريا الشمالية "بشدة بالغة". ووصف ترامب خلال لقاء قصير جمعه مع رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو في البيت الأبيض كوريا الشمالية بأنها تمثل "مشكلة كبيرة جدا". وتعهد ترامب بالرد "بشدة" على كوريا الشمالية. وأكد مجلس الامن في قراره أن "الوقت حان لمحاسبة كوريا الشمالية، ليس بالاقوال وإنما بالافعال". ودان المجلس الأمن ايضاً في جلسته الطارئة كل نشاطات كوريا الشمالية المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية، التي تتعارض مع قرار الحظر الأممي المفروض عليها. وتحظر قرارات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ القيام بأي أنشطة نووية أو تتعلق الصواريخ البالستية. "اختبار ناجح" وكانت كوريا الشمالية أكدت أنها اختبرت بنجاح صاروخا باليستيا جديدا متوسط المدى الأحد يمكنه حمل رؤوس نووية، مضيفة أن الزعيم كيم جونغ أون أشرف على عملية إطلاق "بوكجوكسونج2". ووصف وزير الدفاع الكوري الجنوبي اختبار الصاروخ الجديد بأنه "استفزاز مسلح، يهدف إلى اختبار ردة فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه كوريا الشمالية". ويقول الخبراء إن مسار الصاروخ صمم ليأخذ ارتفاعا كبيرا، ولمسافة أقصر ما يمكن، حرصا على عدم سقوطه في أي من الدول المجاورة. ويعتقد أن الصاروخ قطع مسافة وصلت إلى 500 كيلومتر، وأنه سقط في المياه الدولية. "ردود فعل" وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، إن الاستفزازات المتكررة لكوريا الشمالية تظهر الطبيعة غير العقلانية لنظام كيم جونغ أون، والمستهترة، والمهووسة أيضا بالسلاح النووي وتطوير الصواريخ. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، خلال زيارته للولايات المتحدة، إن "التجربة الصاروخية هذه لا يمكن التسامح معها". وندد حف شمال الأطلسي بالتجربة الصاروخية، وحث أمين عام الحلف يانس ستولتنبرغ كوريا الشمالية، بأن لا تؤجج التوتر في المنطقة، وأن تنخرط في حوار حقيقي وهادف مع المجتمع الدولي. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان: "إن عدم احترام كوريا الشمالية المتكرر لالتزاماتها الدولية يعد استفزازا غير مقبول". ولم تدل الصين، الحليف الوثيق لكوريا الشمالية، بأي تعليق حتى الآن. وكانت بكين قد انضمت للجهود الدولية الرامية إلى الضغط على رئيس كوريا الشمالية. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، خلال زيارته لكوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، إن أي استخدام من جانب كوريا الشمالية لأسلحة نووية سيقابل برد "فعال وشامل". كما أكد من جديد خطط نشر نظام دفاع صاروخي أمريكي في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من العام الجاري.
- آخر تحديث :
التعليقات