كرمت بي بي سي عربي ستة فائزين في الدورة الثالثة من «مهرجان بي بي سي عربي للأفلام الوثائقية". بعض الأعمال المشاركة في المهرجان هي الأولى لمخرجين ليست في رصيدهم أفلام من قبل.

خاص بـ«إيلاف» من لندن: أعلنت لجان التحكيم في الأفلام الفائزة بالجوائز عن فئاتها المختلفة، والتي نالها مخرجون يقدمون باكورة نتاجهم السينمائي، التسجيلي والوثائقي والتقريري.

وينتمي الفائزون إلى جنسيات مختلفة، ألمانية وسورية وجزائرية وفلسطينية ومصرية.

تنوع وثائقي

تبيّن لائحة الأفلام الفائزة التنوع في الأفلام المصورة في العالم العربي، فبينها أفلام شاعرية، وتجريبية، وفيلمان صامتان، إلى جانب أفلام وثائقية روائية تبوح بقصص مسكوت عنها. أما الجوائز فكانت لست فئات: الريبورتاج والأفلام الوثائقية القصيرة والافلام الوثائقية الطويلة والافلام الروائية القصيرة، بالاضافة الى جائزة ليليان لندور للتميز في الصحافة وجائزة بي بي سي عربي للصحافي الشاب.

وقد احتفت بي بي سي عربي بالمواهب المنتشرة في الشرق الاوسط، وهي الأساس الذي جعل من مهرجان الأفلام والوثائقيات أمراً ممكنًا.

عشرون فيلمًا بلغات متنوعة، منها العربية والانكليزية والاسبانية والارمينية والنوبية، ملأت قاعة مسرح بي بي سي لندن على مدى الأيام القليلة الماضية. الأعمال لمخرجين عرب وأجانب واعدين، كان العامل المشترك بينهم منطقة الشرق الأوسط بتنوعها وبتعقيداتها.

فاز بالجائزة الأولى عن فئة الريبورتاج فيلم «القدر أينما يأخذنا» (Fate, Wherever it takes us) للمخرجة السورية قدر فياض (Kadar Fayyad). وقدمت الجائزة الصحافية اليمنية نوال المقحفي. وقد استلهمت قدر قصتها من أسلوب التعامل الذي تتبناه وسائل الاعلام والمنظمات الدولية مع اللاجئ، إذ تصنفه وكأنه قطيع بشري… ينتقل من مكان الى آخر.

أرادت ابنة منطقة السويداء والتي تعيش اليوم في الأردن إنصاف اللاجئ، بتصحيح النظرة إليه: إنه إنسان يواجه مشكلة ويحمل رواية فريدة عن تجربته في اللجوء، لا تقل فيها المعاناة عمّا عايشه أي لاجئ آخر.

علمت قدر أنه لم يعد بامكانها العودة الى بلدها. وظلت سنة كاملة الى أن تيقنت أنها تحولت من طالبة علم إلى لاجئة.

الرسالة التي أرادت قدر ابلاغها بسيطة: أن ينظر كل إنسان إلى نفسه كفرد وليس كجماعة بشرية، ليحاول انطلاقاً من هذه النظرة البحث عن كيفية تحسين المجتمع، في ظل احداث متسارعة تعيش منطقة الشرق الاوسط على وقعها.

فيلم "القدر أينما يأخذنا"

أما الأفلام الأخرى التي كانت مرشحة في فئة الريبورتاج:
«دعاء لأجل مكة» (Prayer for Mecca) للمخرج ماتيو لوناردي (Matteo Lonardi)
لقطات توثق تحول مدينة، وهو ريبورتاج يعكس التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي، من وجهة نظر فنان.

«باريو تشينو» (BarrioChino) للمخرج برونو روتشي (Bruno Rocchi) الذي ينقل من خلال فيلمه القصير الوضع على الحدود المغربية الاسبانية في ظل عمليات التهريب التي تحصل هناك والمشقات التي تعيشها امرأة تعتاش من نقل الأحمال على اكتافها عبر الحدود، فتواجه القسوة والعداء من الشرطة المنتشرة على ضفتي الحدود المغربية الإسبانية.

«مدنيون يهجرون سرت هربا من داعش» (Civilians escape ISIS from Sirte) للمخرج محمد لاغا (Mohamed Lagha).
في احدى الليالي واثناء تصوير رجال الأمن عند البوابة الشرقية لمدينة سرت الليبية، لناحية الجهة التي تقع تحت سيطرة داعش، خرجت سيارة من العتمة، فتوقع مخرج الفيلم محمد لاغا وقوع الاسوأ. «الارهاب أسوأ الأمور التي يعاني منها الناس»، يقول لاغا الذي يحاول في تقريره المصور معالجة المعاناة التي يحملها الهاربون من داعش معهم إلى خارج سرت، الا أنهم يتفادون الحديث عنها علنًا خشية بطش التنظيم بأهلهم أو من تبقى لهم داخل المدينة.

«كعك» (Ka’ek) للمخرج الأردني حمدي العايد (Hamdi Alayed). يروي قصة صديق يحب السفر، لكن جواز سفره لا يسمح له بذلك. الرجل يتوق الى الحرية، فيختار أن يكون بائع كعك بلا قيود، ويهوى تربية طيور الحمام التي تجسد بالنسبة اليه الحرية: فالطائر لا يُسأل أوراقه، والسماء حدوده. إنه حر طليق.
العايد أنجز فيلمه خلال مدة قصيرة جدًا، وهذا كان التحدي الأكبر بالنسبة اليه.

الأفلام الوثائقية القصيرة
وقد فاز فيلم «عايدة» (Aida) للمخرجة ميسون المصري (Mason ElMassry) عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة.
والفيلم أرادته ميسون المصري صامتًا، يعكس رحلة بائعة الورد عايدة الشاقة، ليحكي خمسين عاماً من تاريخ مدينة الاسكندرية. لم تحضر المصري لاستلام الجائزة، الا أنها اطلت على الحاضرين بشريط مسجل، لتقول إنها فخورة بنيل الجائزة وحزينة لأنها لم تتمكن من استلامها شخصيًا بسبب ارتباطها بالعمل على مشروع التخرج.
بميزانية ضئيلة، وفريق عمل مؤلف من أربعة أشخاص بالإضافة إلى عايدة، صورت المصري فيلمها في العام 2015.

مشهد من "عايدة"

ضمن الأفلام الأخرى المشاركة في هذه الفئة:
* «رجل يعود» (A man returned)، فيلم قصير للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل (Mahdi Fleifeh)
* «بابور كازانوفا» (Babor Kazanova) للمخرج كريم صياد (Karim Sayad)
* إيمان (Iman) للمخرجة منى ماجد (Mona Magid)
* ثم قالوا لاجئ (Then they said: Refugee) للمخرجين جايكوب بوسوول (Jacob Boswall) وبيريس لوف (Persis Love)

الأفلام الوثائقية الطويلة
- عن فئة الوثائقي التسجيلي: فيلم «فن الارتحال» (The Art of Moving) من إخراج ليليان مارينو دي سوسا (Liliana Marinho de Sousa)، ويسلط الضوء على أزمة اللاجئين، وتدخل داعش في حياتهم والقرارات المصيرية التي يتوجب على شباب سوريا اتخاذها. فالمخرجة لاحقت مجموعة من الناشطين السوريين ينتجون أفلامًا مناهضة لداعش، يحاولون العثور على ملاذ لهم بعد تعرضهم للتهديد في مقرهم بمدينة غازي عنتاب التركية.

مشهد من فيلم "فن الارتحال"


أفلام أخرى تنافست ضمن هذه الفئة:
* «إسعاف» (Ambulance) للمخرج الفلسطيني الشاب محمد جبالي (Mohamad Jabaly)
* «بيوت بلا أبواب» (Houses without Doors) للمخرج آفو كابرياليان (Avo Kaprealian)
* روشمية (Roshmia) للمخرج سليم أبو جبل (Salim Abu Jabal)
* عجلات الحرب (Wheels of War) للمخرج رامي قديح (Rami Kodeih)

 

- عن فئة الأفلام القصيرة:
فيلم "ماريه نوستروم" "Mare Nostrum" لرنا كزكز وأنس الخلف، عن والد سوري يقرر أن يغامر بحياة ابنته في البحر هربًا من دمشق التي أحرقتها نار الحرب الأهلية السورية.

 "ماريه نوستروم" يروي قصة والد سوري يهرب مع ابنته من الحرب


جائزة بي بي سي عربي للصحافي الشاب
فاز فيلم "إسعاف" "Ambulance" لمحمد الجبالي بجائزة بي بي سي عربي للصحافي الشاب، وهذا فيلم يروي فيه الجبالي مجريات الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

"إسعاف" يروي مجريات الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة


وتشمل هذه الجائزة برنامج تدريب، إلى جانب تقديم الرعاية وبعض الأجهزة للفائز ليُتم فيلمًا وثائقيًا جديدًا، مع إمكانية أن يُعرض عمله المقبل على تلفزيون بي بي سي عربي، وأن يحصل على عرضه الأول في الدورة التالية للمهرجان.

جائزة ليليان لندور للتميز في الصحافة
كما فاز فيلم "بابور كازانوفا" "Babor Casanova" للجزائري السويسري كريم صياد بجائزة "ليليان لندور" لأفضل عمل صحافي. يتحدث هذا الفيلم عن عدلان وزكي، اللذين يحصلان على بعض النقود من صفقات تجارية بسيطة، وينتظران بفارغ الصبر نهاية الأسبوع ومباريات كرة القدم الجزائرية لفريق المولودية لتعويض الفراغ في حياتهما اليومية.

مشهد من فيلم "بابور كازانوفا"

تألفت لجان التحكيم في هذه الدورة من مهرجان بي بي سي عربي للأفلام الوثائقية من تشارلي فيليبس، رئيس قسم الوثائقيات في صحيفة "غارديان"، والمخرجة الوثائقية جيهان الطاهري، والمنتجة كايت تاونسند (لجنة الأفلام الوثائقية)؛ وطوني خوري، المقدم الإخباري في بي بي سي، والمنتجة ندين طوقان، وطارق كفالا، مراقب اللغات في بي بي سي العالمية (لجنة الأفلام القصيرة)؛ والكاتب والمعلق الإماراتي سلطان القاسمي، والمنتجة روزا بوش، والمراسلة يلدا حكيم في بي بي سي الدولية (لجنة التقارير القصيرة).