نصر المجالي: لاحظ مراقبون أن تركيا استنفرت جميع إمكانياتها وآلتها السياسية والإعلامية، لتأييد الضربة الصاروخية لقاعدة الشعيرات السورية الجوية فجر الجمعة، وقاد الاستنفار غير المسبوق الرئيس التركي الذي اعتبر أن الخطوة غير كافية.

وأعرب رجب طيب إردوغان، عن اعتقاده بضرورة استمرار الضربات العسكرية للنظام السوري، "لأن الرجل (بشار الأسد) الذي قتل قرابة مليون إنسان، يجب أن يدفع ثمن أفعاله".

ومن جهته، طالب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الولايات المتحدة بأن تضع ثقلها في الأزمة السورية، مؤكًدا دعم تركيا لواشنطن في هذا الخصوص.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه يلدريم مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الليلة الماضية (الجمعة)، بحسب بيان صادر عن المركز الإعلامي في رئاسة الوزراء التركية.

مناطق آمنة

وحسب تقرير لوكالة (الأناضول) فقد لفت يلدريم خلال الاتصال إلى "ضرورة التركيز بشكل أكبر على خيار إقامة مناطق آمنة في سوريا من خلال الأخذ بالاعتبار احتمال حدوث موجة هجرة جديدة تجاه تركيا في ضوء التطورات الأخيرة"، بحسب البيان.

من جهته، شكر نائب الرئيس الأميركي تركيا على الدعم الذي قدمته للولايات المتحدة. وأكد نائب ترامب "أهمية الحوار والتعاون مع تركيا. مشددًا على أن العلاقات الثنائية مع أنقرة سوف تشهد تطورًا مهمًا في المستقبل.

وعلى هذا الصعيد، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكّدت، من خلال استهدافها قاعدة "الشعيرات" في حمص، ضرورة تخلي النظام السوري عن ادعائه بامتلاك السلطة الشرعية، حتى يكون لعملية الانتقال السياسي معنى.

جاء ذلك خلال حديثه لقناة "سي ان ان انترناشونال"، حول المستجدات الأخيرة في سوريا، في معرض ردّه على سؤال عمّا إذا كان نظام الأسد سيكف عن استخدام الأسلحة الكيميائية أثناء عملياته العسكرية، على خلفية الهجوم الأميركي على قاعدته الجوية صباح الجمعة الماضي.

وأكّد قالن أن "تركيا تأمل ذلك، وقد أعربت عن دعمها للهجوم الجوي ليلة أمس على قاعدة الشعيرات في حمص في الإطار ذاته".

الخط الأحمر

وأشار المتحدث التركي إلى أن إدراة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، سمحت بتجاوز "الخط الأحمر" الذي كانت تؤكّد عليه دائمًا، حينما استخدم النظام السوري السلاح الكيميائي في هجوم مماثل في غوطة دمشق.

وأضاف: "لا شك أن نظام الأسد استمر بعد تلك المرحلة في ارتكاب جرائم الحرب بالأسلحة الكيميائية والتقليدية، لذلك أثبت الرئيس ترامب الليلة الماضية بقصفه النظام أن استخدام الأسلحة الكيميائية لن يمر دون عقاب".

ولفت قالن إلى وجود خطوات أخرى يجب الإقدام عليها لانهاء الحرب في سوريا ومنع نظام الأسد من ارتكاب جرائم أخرى خلال المرحلة القادمة.

وأردف: "أبدت إدارة ترامب موقفًا صريحًا تجاه جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، من خلال الهجوم الأخير، وأكّدت ضرورة تخلي الأسد عن ادعائه بامتلاك السلطة الشرعية في البلاد حتى يكون لعملية الانتقال السياسي معنى".

خطوات لاحقة

من ناحيته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ان الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات في سوريا، إذا لم تتبعه خطوات لاحقة فإن العملية ستبقى مداخلة هامشية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها جاويش أوغلو، اليوم السبت، خلال مؤتمر نظمته جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين "موسياد"، في ولاية أنطاليا جنوب&البلاد.
وأكد جاويش أوغلو، ضرورة إبعاد النظام (بشار الأسد) عن سوريا، والوصول إلى حل سياسي وإقامة حكومة انتقالية في هذا البلد، في أقرب وقت ممكن.
ولفت الوزير التركي إلى "مواصلة النظام السوري الظالم، ارتكاب المجازر بكل وحشية".

عقاب

وأضاف أن "بلدانًا (لم يذكرها) سعت من أجل شرعنة هذا النظام عبر الإدعاء بأنه لا يوجد بديل لرئيس النظام".

وتابع أن "عدم معاقبة النظام على انتهاكاته، شجعته في ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر"، في إشارة إلى الهجوم الكيميائي الذي نفذه النظام في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب شمال&سوريا الثلاثاء الماضي.

وأضاف جاويش أوغلو، أن "بلاده ستلعب دورًا هامًا في إعادة إعمار سوريا". مبينًا أن "العالم بات يتفهم سعي تركيا لإنشاء مناطق آمنة في سوريا في المرحلة الراهنة".