لندن: يحتفل المعماري الحداثوي آيو منغ باي الذي تعرض لحملة من الانتقادات لبنائه هرماً زجاجياً في باحة متحف اللوفر بعيد ميلاده المئة اليوم الأربعاء فيما أصبح الهرم المثير للجدل ايقونة في العاصمة الفرنسية اليوم. &

وتحمل المهندس الاميركي ذو الأصل الصيني موجة من الذم قبل ان يُفتتح الهرم الزجاجي العملاق في عام 1989 بعد ان مر وقت قال فيه 90 في المئة من الباريسيين انهم ضد المشروع. &

واعلن باي لاحقاً انه كان يواجه الكثير من النظرات الحاقدة في شوارع باريس معترفاً بأنه بعد انتصاب تصميمه في باحة اللوفر أصبح يعتقد بعدم وجود مشروع يعصى عليه.

وفي النهاية أقر حتى الأمير تشارلس ولي العهد البريطاني المعروف بمعارضته لأعمال المدرسة المعمارية الحداثوية بأن هرم باي عمل معماري "رائع". &

واحتفت صحيفة لوفيغارو التي قادت الحملة ضد ما سمته التصميم "البشع" بعبقرية باي بملحق خاص بمناسبة مرور عشر سنوات على افتتاح هرم اللوفر.&

وكانت ضربة المعلم التي حققها باي ربط اجنحة اللوفر ، الذي يتصدر متاحف العالم في عدد الزوار ، بغاليريات تحت الأرض ينيرها الضوء الآتي من هرم الزجاج والفولاذ الذي بناه في باحة المتحف.& &

كما أصبح الهرم مدخل المتحف الرئيس جاعلا بهو المتحف مضيئاً حتى عندما تكون سماء باريس ملبدة بالغيوم. &

نشأ باي في هونغ كونغ وشنغهاي قبل ان يدرس في جامعة هارفرد مع فالتر غروبيوس مؤسس مدرسة باوهاوس.& ولكنه لم يكن المهندس المناسب لتصميم ملحق اللوفر الزجاجي لأنه لم يشتغل قط من قبل على مبنى تاريخي مثل اللوفر. &

توسعة غاليري الفنون الوطني

ولكن الرئيس الفرنسي وقتذاك فرانسوا ميتران كان معجباً بتوسعة باي لغاليري الفنون الوطني في واشنطن حتى انه أصر على ان باي هو المهندس المنشود لتوسعة اللوفر. &

وكان الرئيس الاشتراكي منهمكاً حينذاك في تغيير وجه باريس بسلسلة من "المشاريع المعمارية الكبرى" بينها دار اوبرا الباستيل وقوس الدفاع الكبير.

كان باي في منتصف الستينات من العمر ونجماً معمارياً معروفاً في الولايات المتحدة لتصميمه مكتبة جون أف. كندي ومبنى بلدية دالاس ولهذا السبب صُدم بالعداء الذي لاقته تصاميمه الحداثوية لمتحف اللوفر. &

واستخدم باي كل ما يتمتع به من لباقة وحس فكاهة خلال سلسلة من الاجتماعات والجلسات مع مسؤولي تخطيط المدن والمؤرخين الفرنسيين.& وخلال جلسة "عاصفة" من هذه الجلسات صرخ خبير فرنسي بوجه باي قائلا "أنت لست في دالاس الآن" بحيث شعر المعماري الشهير أنه هدف عنصرية معادية للصينيين. &

حتى فوز باي بجائزة بريتزك، التي تعتبر اوسكار الهندسة المعمارية ، في عام 1983 لم يشفع له أمام منتقديه، وصرح وزير الثقافة الفرنسي وقتذاك جاك لونغ لوكالة فرانس برس انه فوجئ "بعنف المعارضة" ضد أفكار باي.& &

صدامات ايديولوجية محتدمة

واضاف لونغ "ان المشروع جاء في وقت كانت تجري فيه صدامات ايديولوجية محتدمة" بين اليسار واليمين، واستقال مدير اللوفر وقتذاك اندريه شابو في عام 1983 احتجاجاً على ما سماه "المخاطر المعمارية" التي تشكلها رؤية باي.&

ولكن مدير المتحف الحالي جان لوك مارتينيز ليس لديه أي شك بأن الهرم تحفة معمارية ساعدت في تحويل اللوفر. وما يزيد قناعته بذلك انه عمل مع باي خلال السنوات القليلة الماضية لتعديل تصاميمه بما يتماشى مع شعبية اللوفر المتزايدة.& إذ كان تصميم باي الأصلي على أساس توافد نحو مليوني زائر سنوياً ولكن اللوفر استقبل العام الماضي زهاء تسعة ملايين زائر.&

باي ليس وحده الذي تعرض الى الذم بسبب تغيير مشهد باريس العزيز على أهلها.& ففي عام 1887 نشر لفيف من المثقفين بينهم الكاتبان اميل زولا وغاي دي موباسان ، رسالة في صحيفة لوتمب يحتجون فيها على بناء "برج ايفل عديم الفائدة والبشع" واصفين البرج بأنه "عمود مقيت من الصفائح المعدنية والبراغي".&

&

اعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن «الديلي تلغراف».& الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.telegraph.co.uk/news/2017/04/25/ieoh-ming-pei-master-architect-behind-louvre-pyramids-celebrates/

&

&