أثارت تصريحات الخارجية الإيرانية بخصوص الإستفتاء الشعبي في إقليم كردستان إمتعاض حكومة إقليم كردستان التي أعلنت بأنها ماضية في تنظيمه، بينما يؤكد مسعود بارزاني أنه حان الوقت لإستقلال الإقليم عن العراق بطريقة سلمية وإيجابية.
إيلاف: أعلنت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، في بيان صدر منها مساء اليوم الثلاثاء، عن رفضها للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية في الإقليم، لاسيما في ما يتعلق بتنظيم الإستفتاء الشعبي لتقرير المصير.
حق تقرير المصير
وأوضح البيان أن مسألة الإستفتاء الشعبي مسألة داخلية تخص العراق فقط، حيث سيتم التباحث عنها مع الحكومة المركزية في بغداد، كما لا يمكن لأي دولة التدخل فيها، مشيرًا إلى أن تقرير المصير حق مشروع للشعب الكردي مثله مثل أي شعوب في العالم، وأن المواطنين في الإقليم هم من سيقررون مصير الإقليم.
كما بينت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم أن الأخيرة ماضية في تنظيم الإستفتاء الشعبي للإستقلال.
طهران تدافع عن وحدة العراق
وكان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي&قد أكد في مؤتمر صحافي أن طهران ترفض بشدة مساعي الأكراد في العراق إلى إجراء استفتاء شعبي للاستقلال، مشيرة إلى أنها تعارض أي خطوة من شأنها أن تُجزِّئ العراق، مشيرًا إلى أن الأكراد يشكّلون جزءًا مهمًا من العراق، وأنهم وفي إطار السيادة الوطنية وسلامة الأراضي العراقية لديهم حقوق تم إدراجها في الدستور العراقي، وعليه لا يمكن لهؤلاء المساس بسلامة أراضي هذا البلد.
بهرام قاسمي |
الإستقلال عبر الحوار
من جانبه، قال مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق في مقابلة مع صحيفة فرنسية، إن الإقليم يسعى إلى الإستقلال عن العراق بطريقة سلمية من خلال إجراء إستفتاء شعبي، وإن هذا لن يحدث خلال أيام قليلة، مشيرًا إلى أن إقليم كردستان يريد أن يكون جارًا جيدًا، وأن الجانب الكردي لن يطلب إذنًا من أحد لكي ينظم إستفتاءه الشعبي المقبل.
وأكد بارزاني أن الأكراد يريدون ترك العراق بصورة سلمية، وعبر الحوار والمفاوضات، بعد محاولاتهم منذ عشرات السنين كي يكونوا شركاء حقيقيين مع بغداد، غير أن الحكومات العراقية المتعاقبة كافأت الشعب الكردي بتدمير آلاف القرى وبالقصف الكيميائي وإزهاق أرواح الآف الأبرياء، ناهيك عن حجب حصة الإقليم من الموازنة&الإتحادية من جانب الحكومة المركزية، متهمًا بغداد بعدم الإيفاء بوعودها وإلزاماتها الدستورية تجاه مواطني إقليم كردستان.
مسعود بارزاني |
مصير كركوك
وفي ما يتعلق بمصير محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتعددة الإثنيات، وصف بارزاني كركوك بأنها مدينة كردستانية تاريخيًا وجغرافيًا، ولكن هذا لا يعني أن كركوك تنتمي فقط إلى المكون الكردي، إنما تنتمي إلى كل من يعيش فيها، ومنهم الأكراد والعرب والتركمان والمسيحيون.
ويتمتع إقليم كردستان بحكم ذاتي في العراق، حيث يمتلك قوات مسلحة رسمية تعرف باسم البيشمركة، وله حكومة ووزارات وتعاملات اقتصادية وسياسية مستقلة.
وعلى الرغم من الرفض الذي يواجهه حيال الاستفتاء، سواء من طهران أو بعض الشخصيات العراقية البارزة، إلا أن إقليم كردستان لم يعرِ أي اهتمام لتلك التصريحات.
التعليقات