إيلاف من لندن: أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بان المشاركة الجماهيرية الواسعة في الانتخابات تحفظ قوة وهيبة ومنعة البلاد وتمنع العدو من ارتكاب اي حماقة، وانتقد حكومة الرئيس حسن روحاني بسبب دعمها لخطة تعليم طرحتها الأمم المتحدة بوصفها "متأثرة بالغرب".

وقال خامنئي في كلمة خلال استقباله لحشد من المعلمين، اليوم الأحد، إن خطة الأمم المتحدة للتعليم تتناقض مع المبادىء الإسلامية، وأكد ضرورة الاهتمام الجاد من قبل المسؤولين بتنفيذ وثيقة تطوير التربية والتعليم في البلاد.&

واضاف المرشد الإيراني أن مسؤولية التربية والتعليم هي تربية جيل مؤمن ووفي ومسؤول وواثق من نفسه ومبدع وصادق وشجاع وذو حياء وحامل للفكر والمنطق ومحب للبلاد والنظام والشعب ومتفان من اجل مصالح البلاد.

الحياة الغربية

وحذر خامنئي أمام المعلمين من أن "إيران ليس مكانا سيسمح فيه لأسلوب الحياة الغربي الخاطئ والفاسد والمدمر بنشر تأثيره". وقال: "ليس منطقيا على الإطلاق قبول مثل تلك الوثيقة في الجمهورية الإسلامية"، في إشارة إلى خطة التعليم 2030، التي طرحتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ولم يذكر خامنئي بالتفصيل أسباب اعتراضه على خطة اليونسكو، لكن معلقين محافظين في إيران قالوا إنها تشجع المساواة بين الجنسين في التعليم. وقال خامنئي: "كيف يمكن لجهة يطلق عليها دولية تقع تحت تأثير القوى الكبرى أن تسمح لنفسها بأن تكلف دولا بمهام وهي دول لديها تاريخ وثقافات وحضارات مختلفة؟".

مكانة المعلم

واشار المرشد الإيراني الأعلى الى اهمية ومكانة المعلم وقال، ان قوة ومكانة وسمعة البلاد متعلقة بالكوادر البشرية اكثر من اي شيء اخر وان المعلمين هم بناة جيل المستقبل وكوادره البشرية.

واكد ضرورة معرفة مكانة المعلم وتكريمه في المجتمع واعتبر القيام بالمسؤولية الكبرى المتمثلة بتربية جيل المستقبل بحاجة الى رفع مستوى جهوزية المعلمين وقال، انه بناء على ذلك اؤكد على المسؤولين بان ياخذوا بجدية جامعة المعلمين التي تقوم باعداد المعملين وتحظى باهمية وافرة.

وحذر قائد الثورة الإيرانية من تيار يسعى للقضاء على مكانة وقيمة التربية والتعليم وسلب الثقة من هذا الجهاز المهم جدا واضاف ان هذا التيار يتم توجيهه من خارج البلاد وان السبيل الوحيد لمواجهته هو معالجة نقاط الضعف في التربية والتعليم وسد منافذ اختراقها.

وثيقة 2030

وانتقد خامنئي بشدة قول الحكومة بوثيقة 2030 للامم المتحدة واليونسكو، وقال إن هذه الوثيقة وامثالها ليست بالامور التي ترضخ لها الجمهورية الاسلامية الايرانية وان التوقيع على هذه الوثيقة وتنفيذها من دون اعلان امر لا يجوز بالتاكيد وقد تم ابلاغ الاجهزة المسؤولة بذلك.

وتساءل: بأي مناسبة تمنح مجموعة تسمى دولية وواقعة كذلك تحت نفوذ القوى الكبرى، الحق لنفسها بان تقرر لشعوب ذات تاريخ وثقافات وحضارات مختلفة ما ينبغي عليها ان تفعله.

واكد المرشد الأعلى الإيراني ان هذا الاجراء خاطئ من اساسه، واضاف ان لم يكن بامكانكم معارضة اساس العمل، فاعلنوا صراحة بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك في مجال التربية والتعليم وثائق مبدئية ولا حاجة لها بهذه الوثيقة.

عتاب

ووجه خامنئي العتاب للمجلس الاعلى للثورة الثقافية في إيران، وقال إ انه كان على هذا المجلس ان يراقب الامور ولا يسمح بان تمضي الى الحد الذي نضطر معه للوقوف امامه.

واكد أنه يعتبر الاسلام والقرآن هما الاساس، وليس هنا مكان يمكن لنمط الحياة الغربية المعيبة والمدمرة والفاسدة ان تفرض نفوذها، ففي نظام الجمهورية الاسلامية لا معنى للرضوخ لمثل هذه الوثيقة.

الانتخابات الرئاسية

ووصف خامنئي الانتخابات الرئاسية المقبلة، بانها قضية حيوية وقيمة جدا واضاف، ان الانتخابات في الجمهورية الاسلامية الايرانية نابعة من الاسلام، ولو لم تكن الانتخابات لما كان هنالك اليوم اثر للجمهورية الاسلامية الايرانية.

واعتبر أن المشاركة الجماهيرية الواسعة في مختلف الساحات خاصة الانتخابات بانها تصون البلاد وتحفظ مصالح الشعب وتمنح الهيبة للنظام في عيون الاعداء.

واشار الى مثال تاريخي لاجراء اتخذته احدى الحكومات الاوروبية باتهامها لرئيس الجمهورية الاسلامية في حينه واصدارها قرار استدعاء بحقه للمثول امام المحكمة قبل اكثر من عشرين عاما، وقال: رغم ان رئيس الجمهورية كانت له علاقات وثيقة مع تلك الحكومة الاوروبية الا ان تلك الحكومة هي نفسها وجهت الاتهام له واصدرت قرار استدعائه لكن العامل الوحيد الذي حدا بتلك الحكومة للتراجع عن قرارها هو الصفعة التي تلقتها، لذا فان العدو عدو ولا علاقة لذلك بهذه الحكومة او تلك.

مسؤولية&

واكد خامنئي انه لو اردنا صون هيبة وقدرة الجمهورية الاسلامية الايرانية وتبقى منعتها فانه على الجميع المشاركة في الانتخابات. واضاف، لو جرى قصور في الانتخابات ووفرت بعض العوامل الارضية ليأس الشعب فان البلاد ستتضرر بالتاكيد وان كل شخص يسهم في التسبب بهذا الضرر سيكون مسؤولا امام الباري تعالى.

وفي الأخير، تحدث المرشد الإيراني الأعلى عن "الاذواق والاراء السياسية المختلفة والتوجهات المتباينة في انتخاب المرشحين" وقال إن كل شخص يصوت في الانتخابات لمن يحبذه الا ان القضية الاساس والمهة هي حضور الشعب كله عند صناديق الاقتراع ليثبتوا جهوزيتهم للدفاع عن الاسلام والنظام وسيصونون منعة البلاد.