‎أكدت مصادر متطابقة خبر اعتقال عبد الباسط الساروت قائد كتيبة شهداء البياضة التابعة للجيش السوري الحر ووجوده في سجن هيئة تحرير الشام منذ أيام، بعد إصدار مذكرة اعتقال بحقه قبل أشهر عدة، بتهمة انتمائه إلى تنظيم داعش.

إيلاف: يُعرف عبد الباسط الساروت بمنشد الثورة السورية، حيث أنشد لها العديد من الأناشيد الحماسية، وبحارس الثورة، فهو لاعب كرة قدم سابقًا في مركز حراسة المرمى في نادي الكرامة السوري، والمنتخب الوطني للشباب قبل اندلاع الثورة السورية في مارس 2011. 

الثوار ممتعضون
‎اعتقلت هيئة تحرير الشّام الساروت، بعدما طالب بذلك، وتمت الموافقة على طلبه، وهو بانتظار خضوعه "للمحاكمة". وطالب الساروت محكمتي حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام، (جبهة النصرة سابقًا)، بمحاكمته من أجل تبرئته ونفي التّهمة عنه، على خلفية خلاف سابق بين "كتيبة شهداء البياضة"، التي يقودها الساروت، وجبهة النصرة سابقًا، قبل خروجه من ريف حمص الشمالي.

‎وافق السّاروت على المثول لحكم هيئة تحرير الشام في منطقة سلقين، والتي طلبت منه البقاء في المحكمة حتى البتّ في قضيّته، ولايزال في المحكمة الشرعية في سلقين، بحسب آخر الأخبار الواردة عنه.

‎وقال موقع "كلنا شركاء" السوري الإخباري إن خبر اعتقال السّاروت لاقى انتقادًا كبيرًا من قبل ناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يعتبر الساروت رمزًا من رموز الثورة السورية.

‎قائد تظاهرات
حمّل المنسق الإعلامي للساروت أمير عبد الباقي هيئة تحرير الشام مسؤولية أي مكروه يصيب الساروت. وكان الساروت قد غادر الأراضي السورية متوجّهًا إلى تركيا في العام الماضي على خلفية اتهاماتٍ له ولكتيبة شهداء البياضة التي يقودها، بمبايعة تنظيم داعش، ودخل الساروت على أثرها في صراع مسلح مع فصائل المعارضة وفتح الشام آنذاك (جبهة النصرة سابقًا ثم سُميت هيئة تحرير الشام بعد اندماج عدد من الفصائل معها) في ريف حمص الشمالي، ثم ظهر في إسطنبول، وهو يقود تظاهرة للسوريين للتضامن مع مدينة حلب، في قلب مدينة إسطنبول في شمال غرب تركيا.

وتناقل ناشطون شريطًا مصورًا ظهر فيه وهو يقود تظاهرة في مدينة إسطنبول التركية، شارك فيها المئات من السوريين المتواجدين في إسطنبول، عبّروا فيها عن تضامنهم مع مدينة حلب، التي كانت تواجه حملة قصف من قبل طائرات النظام والطائرات الروسية. لكن السّاروت عاد ووصل إلى الشمال السوري، وتنقل بين مناطق عدة، وشارك في العديد من التظاهرات في الشمال السوري أخيرًا.

وظهر نهاية العام الماضي في تظاهرات انطلقت في محافظة إدلب السورية، معقل المعارضة السورية المسلحة. وقاد الساروت المتظاهرين الذين طالبوا بتوحيد فصائل المعارضة السورية المسلحة، منددين بتهجير النظام السوري للمدنيين والمعارضة من مدينة حلب.

مهلة قضائية
وكتب الناشط خالد أبو صلاح على حسابه آنذاك في فايسبوك ما يلي: "الساروت في المكان الذي يجبُ أن يكون فيه، عبد الباسط الله يحميك الشعب يعيد الثورة من جديد".

وكانت المحكمة الشرعية العليا لحمص، قد أمهلت في 26 أبريل من العام الماضي الساروت سبعة أيام لتسليم نفسه لإحدى محاكم الهيئة الإسلامية في الشمال السوري، وإلا فإن المحكمة ستصدر حكمها غيابيًا بحقه، على خلفية اتهامه بالانتماء إلى داعش والقيام بأعمال إجرامية لمصلحة التنظيم.