إيلاف - متابعة: حمّل وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، مسؤولية فشل المساعي الكويتية لحل الأزمة بين قطر ودول الخليج إلى الدوحة، مشيراً إلى أن نجاح مساعي تطويق الأزمة التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد يتوقف على القيادة القطرية فقط.
جهود الكويت
وتوجه أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح مساء الاربعاء الى قطر بعيد اجرائه محادثات في الامارات ولقائه في اليوم السابق مع العاهل السعودي.
واشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش بأمير الكويت وبدوره في الخليج، لكنه أضاف ان الظروف لم تتضافر بعد من اجل وساطة فعلية. وقال "لا بد في البدء من تصريح وإرادة من قبل قطر".
مسؤولية الدوحة
وقال آل خليفة في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الخميس: "أنا أحمّل قطر المسؤولية في عدم إنجاح هذه المساعي، وأحمّلهم المسؤولية لأنهم لم يعطوا الشيخ صباح الفرصة في أن يضع الجميع على طاولة واحدة. مسألة نجاح هذه المساعي وما هي نتائجها وماذا ستحقق، كلها تتحملها دولة قطر".
وفي سياق آخر، شدد آل خليفة على أن البحرين كانت أكثر الدول تضرراً من النهج القطري، حيث قال إن "البحرين عانت من التآمر القطري عليها من دعم للمخربين وللمنظمات التي تستهدفها، إلى حملات التشويه الإعلامية التي مارستها قطر عبر ذراعها الإعلامية تجاه مملكة البحرين".
وأوضح أن شروط عودة العلاقات مع الدوحة هي "تصحيح السياسات القطرية والمسار الذي اتخذته دولة قطر، والابتعاد عن عدو الخليج الأول إيران التي تتآمر على دول الخليج للهيمنة عليها".
وعن نتائج اللقاء بين العاهل البحريني والعاهل السعودي الذي عقد أمس، أكد أن هناك "اتفاقاً تاماً وتنسيقاً مشتركاً وموقفاً واحداً، وقاعدة صلبة ما بين بلدينا".
وسرد آل خليفة الأخطاء التي ارتكبتها قطر في حق البحرين، قائلاً: "منذ 20 أو 21 سنة كان هناك تحامل كبير على البحرين، حتى في عام 2011 كان لهم موقف داعم للأحداث التي شهدتها البحرين، وكانوا يتحدثون باسم المخربين في البحرين ويدافعون عنهم، وقناة الجزيرة القطرية تظهر البحرين والبحرينيين بصورة سيئة، إضافة إلى دعمهم للمنظمات الدولية التي تمتهن مسألة حقوق الإنسان كمهنة، يدعمونها للتركيز على مملكة البحرين. هذا الشيء الذي عانينا منه، إضافة إلى التدخل في أمور كثيرة أخرى".
احتواء الازمة
أجرى الرئيسان الاميركي دونالد ترمب والفرنسي ايمانويل ماكرون سلسلة اتصالات هاتفية مع قادة الدول المعنية. وقام امير الكويت بوساطة شملت توجهه تباعا الى السعودية والامارات وقطر.
وقطعت السعودية والبحرين والامارات ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في أخطر أزمة دبلوماسية في المنطقة منذ سنوات. وحذت دول أخرى حذوها. وأوقفت الدول الأربع كل الرحلات من والى قطر وسحبت السفراء من الدوحة وطلبت من الدبلوماسيين القطريين مغادرة أراضيها.
وتتهم الرياض وحلفاؤها قطر بدعم الارهاب وخدمة مصالح ايران. وترى السعودية وحلفاؤها ان على قطر تغيير سياستها والالتزام بأمن واستقرار منطقة الخليج.
وشدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على ان قطر "دولة شقيقة" وإن الإجراءات العقابية اتخذت ضدها لوقف دعمها للتطرف الإسلامي. وأضاف "يجب أن نكون قادرين على أن تقول لصديقك أو شقيقك متى يفعل الخطأ ومتى يفعل الصواب".
وتواصل الامارات ضغوطها على قطر، متهمة اياها بلعب "دور المروج الرئيس للتطرف والارهاب في المنطقة".
دور للامير السابق؟
وأوضح مسؤول خليجي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية ان الازمة ناتجة من "التأثير" المستمر للامير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (65 عاما) على نجله الشيخ تميم (2013) الذي تنازل له عن الحكم في العام 2013.
وبعد ان اعرب ترمب الثلاثاء عن دعمه الاجراءات العقابية بحق قطر، عاد وعرض مساعدته لنزع فتيل الازمة.
وعرض ترمب في اتصال هاتفي مع الشيخ تميم "استعداده لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية في الخليج، مؤكداً حرصه على استقرار المنطقة". واشار الى إمكان استضافة المعنيين بالازمة في البيت الابيض للتحاور.
ودعا ماكرون من جهته في اتصالات منفصلة مع امير الكويت والرئيس الايراني حسن روحاني والعاهل السعودي الملك سلمان "كل الاطراف" الى مواصلة "الحوار".
وشدد ماكرون على "تمسكه في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومكافحة الارهاب دون اي التباس".
تقرير حول القرصنة
ونفت قطر كل الاتهامات الموجهة اليها، مؤكدة ان الازمة مردها "قرصنة" موقع وكالة الانباء الرسمية ونسب تصريحات "خاطئة" نسبت الى الامير حول ايران والاخوان المسلمين وتضمنت انتقادات لدول الخليج واشارة الى اهمية ايران في المنطقة.
ومساء الاربعاء، نشرت وزارة الداخلية القطرية النتائج الاولية للتحقيقات في "القرصنة"، مشيرة الى ان عملية الاختراق بدأت في أبريل، اي قبل شهر من وضع تصريحات منسوبة الى الامير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الوكالة.
واضافت ان "فريق التحقيق اكد أن عملية القرصنة استخدمت فيها تقنيات عالية وأساليب مبتكرة من خلال استغلال ثغرة إلكترونية على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية"، دون ان تحدد الجهة التي تقف وراء القرصنة.
التعليقات