نصر المجالي: كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، عن أن قادة دول في منطقة الشرق الأوسط اتهموا، خلال جولته الأخيرة في المنطقة، قطر بتمويل الفكر المتطرف.

وفي أول تعليق له على الأزمة القطرية، أكد الرئيس الأميركي أنه لن يتسامح مع تمويل الأيديولوجيا المطرفة. وكتب ترمب عبر "توتير": "خلال زيارتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، عندما تحدثت عن ضرورة وقف تمويل الجماعات المتطرفة، أشار شركاؤنا إلى قطر".

ولم يعطِ ترمب أي تفاصيل عن موقفه من هذه الاتهامات كما لم يحدد أسماء هؤلاء القادة الشركاء.

وزار الرئيس الأميركي السعودية الشهر الماضي، في أولى زياراته الخارجية منذ تنصيبه رسميا في 20 يناير الماضي، حيث عقدت قمة عربية اسلامية اميركية كان هدفها مواجهة الإرهاب.

وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وليبيا العلاقات الدبلوماسية مع قطر، واتهمتها بـ "دعم الإرهاب"، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، فيما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.

وكانت بوادر تصعيد التوتر بين قطر وبعض الدول الخليجية الأخرى، قد ظهرت مباشرة بعد قمة الرياض الأميركية العربية الإسلامية في 20 و21 مايو الماضي، إذ ظهرت على موقع وكالة الأنباء القطرية تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أثارت غضب جيران الدوحة. 

وعلى الرغم من أن وكالة الأنباء القطرية نفت صحة تلك التصريحات وفسرت ظهورها على موقعها بعملية اختراق، إلا أن السعودية والإمارات والبحرين شنت حملة إعلامية موجهة ضد القيادة القطرية على خلفية علاقاتها مع طهران.

قلق أميركي 

وإلى ذلك، قال مستشار الشؤون الخارجية في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وليد فارس، إن هناك "قلقًا أميركيًا كبيرًا" من الدوحة، التي وجهت انتقادات داخلية للرئيس الأميركي وإدارته، وذلك عبر تسجيل مصور نشره على صفحته في فيسبوك.

وأضاف فارس في حديث لـ(سكاي نيوز عربية) أن "الإدارة الأميركية والكونغرس يدرسان المواقف التي صدرت عن قطر في موضوع يتعلق بانتقاد إدارة الرئيس دونالد ترمب والرئيس ترمب (شخصيا)".
وقال إن "هذه القضية داخلية أميركية، ولا علاقة لها بالمنطقة العربية"، مشيرا إلى أن انتقاد قطر للإدارة الأميركية "أثار قلقاً كبيرًا في واشنطن".

موقف استراتيجي 

وحذر فارس من أن الإدارة الأميركية سيكون لها "موقف استراتيجي" من الدوحة في حال لم تتخلَّ عن سياستها الحالية في دعم الجماعات المتطرفة وغض الطرف عن محاربة الإرهاب.

وقال إن هذا الموقف "غير شخصي وليس متسرعًا، بل مبني على مجموعة الانتقادات المتعلقة بالعلاقات الأميركية القطرية ومجموعة الانتقادات الكثيرة ما بين دول الخليج وقطر".

وتساءل فارس: " كيف يمكن لأحد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وهي قطر، أن تفتح جسرًا مع النظام الإيراني؟"، مذكرا في الوقت نفسه بتصريحات الرئيس ترمب مؤخرًا في الرياض بشأن ضرورة وجود موقف عربي موحد لوضع حد للانفلات العسكري والأمني الإيراني بالمنطقة.

وقال: "ما هو معلوم أن النظام الإيراني يشكل خطرًا على الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما أكد عليه وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان ومستشارو الأمن القومي وأعضاء كثر للأكثرية في الكونغرس الأميركي".

وأعرب فارس عن اعتقاده أن واشنطن "ستتجه عبر الدبلوماسية الخفية أو السرية أو غير المباشرة إلى شركائها في المنطقة لتفهم منهم حقيقة الأمور".

وأضاف: "ستكون هناك بالطبع رسالة إلى قطر، وسوف تكون أمام خيارين: إما أن تلتزم قطر بهذه الجبهة العريضة للدول العربية والإسلامية وتتخلى عن سياساتها الحالية فتصلح الأمور وتعود إلى ما كانت عليه أو أفضل".

وختم فارس بالقول: "أو أن يكون للإدارة الأميركية موقف استراتيجي من الدوحة مبني على مجموعة الانتقادات المتعلقة بالعلاقات الأميركية القطرية ومجموعة الانتقادات الكثيرة ما بين دول الخليج وقطر".