حملت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإقليمية إدانات واسعة لمحاولة استهداف المسجد الحرام بمكة المكرمة قبل العيد بيومين.
وقالت السلطات السعودية إنها أحبطت هجوما كان يستهدف المصلين في المسجد الحرام، وكشفت أن ثلاثة مجموعات إرهابية - اثنتين منها في مكة والثالثة في جدة - كانت تخطط لهذا الهجوم.
من ناحية أخرى، واصلت صحف خليجية وقطرية التعليق على الأزمة الخليجية القطرية بعد أن أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مطالب من أجل رفع العقوبات التي فرضتها على الدوحة.
هجوم الحرم
قالت الأهرام المصرية في افتتاحيتها: "ما من شك أن هذا العمل الخسيس تجاوز كل المحرمات، وهو ما يؤكد أن آفة الإرهاب ومخططيه لن يدعوا هذه الأمة دون محاولات بث الفرقة والفتنة".
وأضافت: "الكل مستهدف وفي أتون النار، والمجرم معروف والتأخير في مواجهته خطر كبير، كل يوم يزداد توغلا ويدخل أرضا جديدة".
وأشارت إلى أن "الإرهاب بات الآفة الأولى والأكبر التي يتوجب وقفة حاسمة من الجميع لمواجهتها"، مضيفة أن "الإرهاب لم يعد مجرد خلايا وتنظيمات، ولكن أصبح صناعة ترعاها دول وتصدرها للآخرين".
قال حمود أبو طالب في عكاظ السعودية "إن قرار استهداف الحرم في أواخر رمضان، لا يمكن أن تتخذه عصابة جاهلة من المنفذين الذين تم تغييب عقولهم وطمس كل المشاعر الإنسانية فيهم".
ويرى أن قرار استهداف الحرم "لا تتخذه وتجهز له سوى جهة تريد تحقيق هدف مهم هو وضع المملكة في مأزق كونها راعية الحرمين الشريفين والمسؤولة عن حماية كل الذين يرتادونه، حتى لو كان الثمن اقتراف أبشع جريمة يمكن أن تخطر على البال".
وقالت صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية: "إننا في هذه الصحيفة، ندين كل هذه الاعتداءات التي تروع المصلين والمعتمرين وفي الحرم المكي، الذي من المفترض أن يكون الأكثر أمانا في العالم بأسره، ونجزم بأن هذه الجماعات التي تقف خلفها لا تريد خيرا بالإسلام وأمته".
وفي الشرق الأوسط اللندنية، قال حسين شبكشي: "في كل مرة يعتقد العالم أن الجماعات الإرهابية بلغت المدى في إجرامها يأتي حادث جديد، ليثبت أنه قادر على الهبوط إلى مستويات دنيا وغير مسبوقة".
وانتقد الكاتب الفتاوى الموجودة في بعض الكتب "التي يتم الدفاع عنها باعتبارها جزءا من التراث"، قائلا: "بئس التراث الذي يتسبب في قتل الأرواح البريئة مرة تلو الأخرى دون رادع ولا عقاب".
وحذر من أنه "إذا لم تتغير لغة المواجهة وترجمتها إلى أفعال حقيقية تحدد علاقة كافة هذه الجماعات بالدين نفسه فلن يتغير شيء، وسيبقى الحال كما هو عليه".
"إملاءات"
وصفت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها الدوحة بأنها "عاصمة القرار الخاطئ".
وقالت: "لم يعد خافياً ما عاشه النظام القطري من ارتباك خلال الأيام القليلة الماضية إلى درجة وصلت حد الشفقة، فما يمارس حالياً من سلطات الدوحة هو ببساطة غياب للحكمة تسبب في تلعثم وهيستيريا جماعية أصابت مكونات النظام القطري".
وأضافت: "المنظومة السياسية في قطر طغت عليها وتحديداً منذ عشرين عاماً الصبغة الميكافيلية، فرضتها عقدة الصغير التي أدت إلى توتر دائم في علاقته بأشقائه وجيرانه الكبار الذين كانوا منشغلين على الدوام بقضايا أهم تتعلق باستراتيجيات وتحالفات دولية وإقليمية تحقق أمن واستقرار بقعة جغرافية تضم عشرات الدول".
وفي صحيفة الغد الأردنية، قال نضال منصور: "لا تحسد دولة الكويت في ظل الأزمة التي تعصف بالبيت الخليجي، ولا تحسد وهي تقوم بتسليم قطر مطالب الدول الأربع لتطويق الأزمة، وهي المطالب الصعبة، والتي من الممكن أن لا تقبل بها قطر وتسلم بها، وتعلم الكويت أن وساطتها وجهودها لن تجد صدى دون ضغوط وتدخلات دولية".
وأشار إلى أن "الأزمة الخليجية مفتوحة على كل الاحتمالات، ولا يُعرَف متى وكيف ستنتهي، ولكن المؤكد أن كل الأطراف تخسر خلال تصاعد هذه الأزمة".
وفي المقابل، أبرزت الصحف القطرية رفض المطالب التي اعتبرتها جريدة الشرق القطرية "إملاءات".
فقالت في افتتاحيتها إن "مطالب دول الحصار قوبلت برفض شعبي تام، باعتبارها انتهاك لسيادة قطر، وتحجيم لحرية الرأي والتعبير، وتقييد لسياسة قطر الخارجية بما ينسجم مع رؤيتها ودورها الإقليمي والدولي الهام".
وأضافت: "المواطنون القطريون تباروا في الدفاع عن موقف الدوحة، واعتبروا تلك المطالب محاولة لفرض الوصاية عليهم عبر فرض شروط ومطالب مجحفة غير قابلة للتنفيذ بأي حال من الأحوال".
وكتبت الوطن القطرية في افتتاحيتها تقول إن السيادة القطرية "لن ينال منها أحد، مهما تمادى في الأكاذيب والافتراءات، ومهما واصل في مسار الضغوط الفاشلة التي لن تنال من صمود قطر والقطريين".
التعليقات