إيلاف من لندن: فيما فرضت القوات العراقية الخميس سيطرتها على منطقة جامع النوري "الخلافة" ومنارة الحدباء بمدينة الموصل القديمة، وصفت القوات تقارير روسية عن قصف التحالف الدولي لقطعاتها في المدينة بأنها محاولات للتشويش وارباك للرأي العام وتعطيل للحسم العسكري ودعم اعلامي لتنظيم داعش.
وأكدت خلية الاعلام الحربي التابعة لقيادة القوات المشتركة العراقية أن ما نقلته وكالة سبوتنك الروسية عن قصف قوات التحالف الدولي لقوات عراقية في الموصل القديمة غير دقيق ويصب في صالح تنظيم داعش.
وأضافت الخلية في بيان اليوم تابعته "إيلاف"، أن قيادة العمليات المشتركة تؤكد انها تتابع بدقة الشائعات والأخبار المفبركة التي ازدادت بشكل كبير وملحوظ ومخطط له بعناية من خلال تبادل الأدوار في إطلاق الشائعات وبث الأخبار الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة، حيث تأتي في وقت تخوض فيه القوات معاركها العسكرية ضمن عمليات "قادمون يانينوى" في صفحة حسم تحرير المدينة القديمة، وهي تقترب من اعلان نصرها العسكري الكبير على عصابات داعش الإرهابية.
واشارت الى ان محاولة التشويش أو ارباك الرأي العام من خلال إطلاق هذه الشائعات والأخبار الكاذبة في هذا الوقت بالذات هو دعم اعلامي لعصابات داعش الإرهابية ظنًا من هذه الجهات انها ستؤثر على معنويات وارادة القوات العراقية في معركتها التاريخية.. وحذرت بشدة من ترويج مثل هذه الشائعات متوعدة بإتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل جهة تبث اخباراً كاذبة او مفبركة.
واكدت القوات المشتركة قائلة "إن ابناء القوات المسلحة من قوات الجيش وجهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي معنوياتهم عالية، وإرادتهم لن تلين وسيكتب التاريخ نصراً عراقيًا مدوياً يصفق له العالم اجمع".. واهابت بالرأي العام والاعلام الى الانتباه ومواجهة هذه الجهات التي تبث الأخبار الكاذبة والشائعات التي يروج لها أعداء العراق".
السيطرة على منطقة جامع النوري ومنارته الحدباء
وقد توغلت القوات العراقية اليوم في عمق الموصل القديمة، وانتزعت من تنظيم داعش جامع النوري "الخلافة" ومنارته الحدباء، اللذين كان التنظيم قد هدمهما الاسبوع الماضي.
واعلن الفريق الركن قوات خاصة عبد الامير رشيد يار الله قائد عمليات قادمون يانينوى، في بيان تابعته "إيلاف"، أن قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب سيطرت على جامع النوري ومنارة الحدباء ومنطقة السرجخانة وهي مستمرة بالتقدم.
وبالترافق مع ذلك، فقد اسقطت القوات الامنية طائرة مسيرة لداعش، فيما احبطت هجومًا انتحاريًا في حادثين منفصلين داخل البلدة القديمة، وقال مصدر امني إن القوات تمكنت من صد هجوم لداعش بانتحاريين يرتديان حزامين ناسفين مدخل منطقة باب البيض المحررة الاسبوع الماضي، وتم قتلهما بالحال قبل استهدفهما للقوات.
وأشار إلى أنه تم في الوقت نفسه اسقاط طائرة مسيرة في شارع خالد ابن الوليد قبل استهدافها للقطعات الامنية والمدنيين في الازقة القديمة داخل البلدة.
وكان تنظيم داعش قد فجر في 21 من الشهر الحالي "جامع النوري" أو "الجامع الكبير" أو "جامع النوري الكبير" ابرز مساجد العراق التأريخية وكان زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي اعلن منه دولته "الاسلامية" في العراق وسوريا في 29 يونيو عام 2014.. وهو يقع في منطقة محلة الجامع الكبير، اقدم مناطق الساحل الأيمن غرب مدينة الموصل. والذي ظل صامداً ما يقارب 844 عاماً، ونجا من غزو المغول إلا أنه لم يسلم من تنظيم داعش.
أما منارة الحدباء فهي الجزء الوحيد المتبقي من جامع النوري القديم، وقد حاول داعش تدميرها، لكنّ العراقيين وقفوا ضد هذه المحاولة وشكلوا سلسلة بشرية لحمايتها، ما دفع التنظيم إلى التراجع، لكنه عاد اليوم وقام بتفجيرها.
وكان تنظيم داعش قد حطم مواقع أثرية وتماثيل يعود تاريخها الى اربعة آلاف سنة منذ دخوله الى العراق في يونيو عام 2014 في هجمة بربرية شرسة تستهدف محو حضارة بلاد الرافدين.
يشار إلى أن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي قد وجه القيادات العسكرية الليلة الماضية بحسم معركة الموصل بعد ان فرضت القوات سيطرتها على 70 بالمائة منها، وبما يعادل اكثر من ثلثي مساحة المدينة القديمة.
خسائر فادحة لداعش خلال الساعات الاخيرة
واليوم، اعلنت خلية الاعلام الحربي مجمل خسائر تنظيم داعش البشرية والمادية خلال التقدم المستمر للقوات العراقية من ثلاثة محاور في المنطقة القديمة، آخر معاقل تنظيم داعش في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
وقالت الخلية إن قوات الشرطة الاتحادية تخوض حاليًا معارك عنيفة ضد عناصر داعش في المحور الجنوبي لمدينة الموصل وتحديدًا المدينة القديمة وتتقدم نحو أهدافها المرسومة.
وأشارت إلى أن القطعات ما زالت تحاصر المدينة وتتقدم نحو أهدافها من ثلاثة محاور من قبل الفرقة الثالثة والخامسة والسادسة شرطة اتحادية مسنودة من قبل الفرقة الآلية وطيران الجيش والطائرات المسيرة، فيما تواصل قطعات فرقة الرد السريع تطهير المستشفى الجمهوري في حي الشفاء.
وأوضحت الخلية أن خسائر تنظيم داعش كانت فادحة خلال الساعات الاخيرة، حيث تمثلت بقتل 82 ارهابيًا وقناصين وتفكيك 34 عبوة ناسفة وتفكيك عجلة مفخخة وتدمير عجلة وخمس مضافات وتفكيك سبعة احزمة ناسفة والعثور على نفق وعلى 3 صواريخ بازوكا وتدمير رشاشتين احاديتين.
ومن جهته، اعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن قواته التي تحاصر الجماعات الارهابية في المربع المتبقي من محور جنوب المدينة القديمة، وتقف على مقربة 200 متر من آخر معاقل التنظيم في السرجخانة، ستنجز مهامها القتالية في غضون ايام استناداً الى المعلومات الاستخبارية بانهيار تنظيم داعش.
وقال جودت في بيان اليوم إن وحدات من الفرقة الثالثة مسنودة بالفرقة الآلية المدرعة اقتربت من المجمع التجاري في منطقة السرجخانة، وتمكنت من تدمير عجلة مفخخة و34 عبوة ناسفة و5 مواضع دفاعية.. مؤكداً ان وحدات من الفرقة الخامسة توغلت في باب جديد تحت قصف مكثف بالطائرات المسيرة لأهداف متحركة للدواعش وقتلت 12 منهم، واستولت على معمل لتصنيع الصواريخ وسلاح مقاوم طائرات.
وأضاف قائد الشرطة الاتحادية أن قواته أجلت 37 مدنيًا من النساء والاطفال كانوا عالقين في مناطق الاشتباك في باب جديد، وهي تتقدم بحذر شديد في محاورها الثلاثة، وتعمل على عزل الارهابيين ومحاصرتهم بعيدًا تواجد المدنيين.
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.
التعليقات