يضبط العراقيون ساعاتهم على عملية تحرير الموصل حيث ارتفعت توقعات قرب إعلان قيادة العمليات المشتركة عن "النصر الكامل" في الموصل، فيما أغارت الطائرات العراقية على آخر معاقل داعش في المدينة.
إيلاف من بغداد: أكد بريت ماكغورك، مبعوث التحالف الدولي، ان إعلان تحرير الموصل يعود للقيادة العراقية، فيما تقترب قيادة العمليات المشتركة في العراق من اعلان السيطرة الكاملة على المدينة القديمة في الموصل التي اكدت اكمال الشرطة الاتحادية مهامها في الموصل القديمة في حين نشرت خلية الاعلام الحربي خريطة تظهر ان تنظيم داعش لم يعد يسيطر على أي منطقة في الموصل وعلمت المساحات التي يتواجد فيها باللون الأبيض وهي غير موجودة في الخريطة باستثناء بضعة امتار علمت باللون الأحمر ووصفت بانها منطقة اشتباكات فيما احتل اللون الأخضر المساحة الكاملة للمناطق المحررة.
ومضت 265 يوما على انطلاق عمليات قادمون يا نينوى ومعارك تحرير الموصل بحسب الخريطة التي حدثت اليوم السبت.
كما لفتت قيادة عمليات قادمون يا نينوى في بيان مقتضب ان قوات الشرطة الاتحادية أكملت المهام المنوطة بها في المدينة القديمة والساحل الأيمن من الموصل.
وتحولت المعارك الان الى ملاحقة عناصر داعش بين البيوت والازقة الضيقة وبالذات في منطقتي الشهوان والقليعات على الساحل الأيمن من الموصل، فيما رفع جنود عراقيون العلم العراقي في حي الحاوي آخر معاقل داعش في الموصل القديمة.
ونفذت الطائرات العراقية ضربة جوية عند عتبة الجسر الخامس في الموصل القديمة، وهي المنطقة التي ينحصر فيها عناصر داعش.
وقال نائب قائد الفرقة التاسعة في الجيش العراقي العميد الركن وليد خليفة مجيد ان قواته تقف الآن على ضفة نهر دجلة في الساحل الأيمن من المدينة القديمة
وكان قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت أعلن الجمعة أن قوات الشرطة أنجزت مهامها في المدينة القديمة بالموصل وتواصل ملاحقتها فلول داعش في شارع النجيفي.
وعلمت "ايلاف" ان اعلان النصر النهائي سيكون في اي لحظة والقيادات الميدانية بانتظار تماس قوات الفرقة 16 وقوات جهاز مكافحة الإرهاب.
بريت ماكغوريك والعبادي |
صيد ثمين
وتحدث القائد في جهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي عن وقوع أسرى وأسيرات لداعش من بينهم "صيد ثمين" بأيدي القوات الأمنية العراقية.
وأوضح ان القوات الامنية تمكنت من القاء القبض على اعداد كبيرة من عناصر داعش الفارين من ايمن الموصل .
وقال الساعدي لـ"ايلاف" ان "مفارز الاستخبارات العسكرية تقوم بعمليات تدقيق واسعة للعناصر الفارة ضمن العوائل النازحة من المدينة القديمة في ايمن الموصل" موضحا ان "هذه المفارز تحمل قوائم ومعلومات تفصيلية عن عدد الدواعش وأسمائهم وانتماءاتهم، وهو ما مكنها من اعتقال هؤلاء واحالة الكثير منهم الى القضاء".
وأشار الى ان من اولويات القوات الامنية بعد تحرير مدينة الموصل بالكامل هو التوجه لتحرير قضاءي تلعفر والحويجة ومدينة القائم، لكنه استدرك ان تحديد هذه الاولويات ستكون بيد القائد العام للقوات المسلحة.
من جهته قال قائد عمليات قادمون يا نينوى الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله ان "قوات الشرطة الاتحادية حررت باب الطوب بالكامل وسوق الصاغة وشارع النجفي وبذلك تكون قد اكملت المهام المنوطة بها في المدينة القديمة والساحل الايمن من الموصل".
كما أشارت القيادة المشتركة في بيان اطلعت عليه "ايلاف" الى مقتل 35 عنصرا من تنظيم "داعش" واعتقال6 آخرين حاولوا التسلل إلى الساحل الأيسر للمدينة.
وبدأت القوات العراقية مدعومة بالتحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة وميليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران معركة ما وصفتها بتحرير الموصل من داعش في أكتوبر الماضي.
وانتهى الجزء الأول منها بإعلان تحرير شرق الموصل في يناير الماضي، ثم بدأ الجزء الثاني في غرب الموصل في فبراير.
حساسية معركة تلعفر
وفي مؤتمر صحافي في السفارة الأميركية في بغداد قال مبعوث الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد داعش، بريت ماكغورك، أن أمامنا عمل كثير وان المعركة لم تنته بعد والعراقيون هم من يعلنون النصر.
وذكر بأن "تنظيم داعش قام بانتهاكات كبيرة بحق الإيزيديين والمسيحيين، وإن العراقيين تضامنوا للقضاء على داعش"، مضيفا أن 94 ألف من النازحين من الانبار عادوا إلى مناطقهم.
واكد ماكغورك أن التحالف هو في المراحل الأخيرة في حملته بالموصل، لافتا إلى أن "250 مترا هو ما تبقى لداعش داخل الموصل".
وأشار المبعوث الأميركي أيضا إلى أن الجانب الايمن هو الأصعب في معركة الموصل، مؤكدا أن "المعركة لم تنته بعد وأمامنا عمل كثير".
واكد مبعوث ترامب ان " تلعفر منطقة حساسة وسنتعامل معها بحذر ودقة" ماضيا الى القول "كنت في تركيا الاسبوع الماضي وبحثنا وضع داعش في العراق".
وأضاف "التفكير بتحرير تلعفر خطوة مهمة ونحن مستعدون لمساعدة العراق بتحرير أراضيه بما فيها تلعفر، والقيادة العسكرية العراقية سيكون لهم القرار في مشاركة التحالف".
وقال إن "لقاءنا مع العبادي والجبوري كان جيدا، وشعار داعش قبل ثلاث سنوات بالتوسع، وقاموا بانتهاكات ضد أبناء الشعب العراقي"، لافتا الى ان "العراقيين انتفضوا ضد داعش وتم تحرير اكثر من 65 الف كيلو متر".
واضاف إن "القوات الامنية العراقية وضعت حماية المدنيين نصب أعينهم"، موضحا ان "المعركة صعبة جدا في غرب الموصل وتكبدت فيها القوات العراق خسائر، والمعركة لم تنته ولدينا الكثير من التحديات".
واوضح مبعوث التحالف، إن "أغلب الموصليين نزحوا من مناطقهم، وتوقعنا ثمانية اضعاف النازحين ولكن الخطط الموضوعة منعت ذلك"، لكنه استدرك قائلا أن "افراد داعش قاموا بتفخيخ المنازل والشوارع، ونعمل على ازالة الالغام الموضوعة واعادة الخدمات الاساسية واعادة النازحين الى بيوتهم".
التحالف الدولي ومؤتمر ما بعد داعش
واستطرد بالقول، إنه "تمت ازالة 40 الف طن من المتفجرات، والحكومة سوف تلتقي مع البنك الدولي لوضع الخطط لإعادة الاستقرار ووضع الخطط الاقتصادية"، واكد وجوب " أن تلتزم جميع الشركات الأميركية بالقوانين العراقية".
وقال المبعوث، إن "الاسبوع المقبل سيكون هناك مؤتمر للتحالف الدولي لمناقشة المرحلة المقبلة ما بعد هزيمة داعش، وهناك الكثير من العمل أمامنا وأدينا اتفاقية ستراتيجية مع العراق.. نعمل مع العراق ضمن الاطار الاستراتيجي وهو سماح العراق لنا بتدريب قواته ونحن ملتزمون بعراق موحد مزدهر، وقرار بقاء أميركا من قبل الحكومة العراقية".
واستكمل، إن "العراقيين يشيدون بدور التحالف الدولي في مساعدة العراق، والإعلان عن تحرير الموصل عائد للحكومة العراقية".
ونوه قائلا، "لا نستطيع مقاتلة داعش بالصواريخ، وقد يستغرق قتال التنظيم الإرهابي بعض الوقت، وحكومة العراق تحاول تأمين حدودها السيادية ونحن نعمل على مساعدة العراق في تأمين الحدود".
ماكغورك: ابدينا رفضنا الواضح لاستفتاء إقليم كردستان
وعن استفتاء الاقليم، قال المبعوث، "ابدينا رفضنا الواضح لاستفتاء اقليم كردستان ونحن مع الحوار بين العراقيين، ونأمل تأجيل الموضوع ما بعد داعش حتى لا يتشتت الموضوع"، مضيفا بأن "الموصل مدينة كبيرة وتمت السيطرة عليها من داعش، لكن بعد الحملة العسكرية وتحرير الموصل لدينا الكثير من الاراضي يجب تحريرها".
وأوضح "نريد ان نؤكد ان أي مقاتل اجنبي ارهابي يجب ان يقتل ويقضى عليه من خلال القوات العراقية، وداعش سوف يخسر المناطق التي يسيطر عليها، لإعادة الحياة الطبيعية وسيطرة الحكومة العراقية".
وكرر قائلا "كنت في تركيا الاسبوع الماضي وبحثنا وضع داعش ونحن في العراق على اعتاب القضاء على داعش، وهناك حملة دولية للقضاء عليه"، ماضيا الى القول "نحن قمنا بايقاف الاجانب الذين يأتون الى سوريا والعراق، وندعم الحملة العسكرية في الرقة للقضاء على داعش".
وخلص مبعوث التحالف الى القول إن "تدفق الارهابيين انخفض جدا، وليس بامكانهم الهروب من العراق وسوريا، وانحسرت التفجيرات بشكل كبير، ونعمل بجد في كل الدول لتجفيف منابع الإرهاب مع الشرطة الدولية وتعقبهم في جميع الدول وهي جهود دولية، ونحن فخورون بما تعمله الشركات الاميركية في العراق وسوف نستمر في العمل مع الحكومة العراقية، وعلى الشركات العمل بقوانين العراق والالتزام بها".
ماكغورك للجبوري: دعم واشنطن مستمر
الى ذلك بحث رئيس البرلمان مع مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك، السبت، المستجدات الامنية والسياسية في المشهد العراقي وتعزيز التعاون في مواجهة الارهاب بين البلدين.
وقال المكتب الإعلامي للجبوري في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه ان "رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بحث مع مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك وبحضور السفير دوغلاس سيليمان المستجدات الامنية والسياسية في المشهد العراقي، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة الاميركية في مواجهة الارهاب والتطرف، وكذلك في المجالين الاقتصادي والاستثماري".
من جانبه اكد ماكغورك، أن "الولايات المتحدة الاميركية مستمرة في مساندة العراق في حربه ضد الارهاب، وانها داعمة لكل الجهود الرامية نحو تفعيل التعاون الاقتصادي اقليميا ودوليا".
الجبوري: إعادة النازحين أولى خطوات تحقيق الاستقرار
وأكد رئيس البرلمان، وفقا للبيان أن "نهاية داعش باتت وشيكة وهي خطوة مهمة على طريق الاستقرار، لكنها لا تعني انتهاء قضية الارهاب بشكل تام، لذا فنحن نؤكد ان امامنا عمل يتعلق بالتاهيل الفكري وهو لا يقل اهمية عن التحرير الجغرافي"، وأشاد كذلك بـ "جهود الولايات المتحدة الاميركية في مساندة العراق خلال حربه ضد عصابات داعش الإرهابية".
واشار الجبوري، الى أن "أولى الخطوات التي يمكن ان تساعدنا في تهيئة مناخ مناسب للاستقرار هو اعادة النازحين وانهاء معاناتهم، والتركيز على تطوير الواقع الخدمي للمدن المتضررة من الإرهاب".
وأوضح البيان، أن "الطرفين اتفقا على اهمية تعميق الحوار المثمر واعتماده لحل كافة المشاكل وتذليل كل العقبات، وان زيادة التوتر والشحناء ستضيع كل فرص الاستقرار".
التحالف الدولي يقصف مضافة لداعش شمال بغداد
واعلنت قيادة عمليات بغداد، السبت، تدمير مضافة لداعش وقتل 7 ارهابيين منهم، بضربة جوية لطيران التحالف الدولي، في الطارمية شمال بغداد.
وقالت القيادة في بيان، تلقت "ايلاف"، نسخة منه، ان "طيران التحالف الدولي وبالتنسيق مع استخبارات عمليات بغداد، نفذ ضربة جوية ضمن منطقة الطارمية شمال بغداد".
واضافت ان "قوة من الفوج الاول اللواء 22، توجهت الى موقع الضربة، حيث تم تدمير مضافة لداعش والعثور على جثث 7 قتلى من التنظيم الارهابي".
واوضحت ان "القوات الامنية عثرت على مخبأ احتوى على ثلاثة احزمة ناسفة، و10 رمانات يدوية واجهزة موبايل، وجلكانين مملوءين بمادة الـ C4 شديدة الانفجار".
وكانت وزارة الداخلية قد اعلنت، الخميس (29 حزيران الماضي)، مقتل انتحاريين اثنين في الطارمية شمال العاصمة بغداد.
التعليقات