بيروت: اعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الثلاثاء ان الجيش يخطط للقيام "بعملية مدروسة" في جرود بلدة حدودية مع سوريا، بعد نحو ثلاثة اسابيع من اقدام خمسة انتحاريين على تفجير انفسهم خلال مداهمات عسكرية لمخيمات نازحين سوريين فيها.
وتزامنت تصريحات الحريري مع دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون الثلاثاء الى وقف "تنظيم حملات تحريض وتعبئة ضد النازحين المسالمين" على خلفية تصعيد في المواقف والتعليقات المسيئة بحق النازحين، بلغت ذروتها على مواقع التواصل الاجتماعي في الايام الاخيرة.
وقال الحريري الثلاثاء في مجلس النواب وفق تصريح مقتضب نقلته الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في لبنان، "الجيش اللبناني سيقوم بعملية مدروسة في جرود عرسال والحكومة تعطيه الحرية" من دون ان يحدد هدفها او توقيتها.
ولبلدة عرسال في شرق لبنان حدود طويلة ومتداخلة مع سوريا غير مرسمة بوضوح وعليها العديد من المعابر غير الشرعية، ما يسمح بانتقال المسلحين بسهولة بين جهتي الحدود. وتؤوي البلدة اكثر من مئة الف نازح سوري يتوزعون على عشرات المخيمات في البلدة وجرودها.
وشهدت مخيمات البلدة توتراً امنياً اثر مداهمات للجيش فيها في 30 يونيو، اقدم خلالها خمسة انتحاريين على تفجير انفسهم ورمي القنابل، ما تسبب بمقتل طفلة نازحة واصابة سبعة عسكريين بجرحى.
وقال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يقاتل عناصره الى جانب قوات النظام في سوريا منذ العام 2013، في خطاب عبر التلفزيون قبل اسبوع "الذين في جرود عرسال هم تهديد للجميع بما فيها مخيمات النازحين السوريين"، مضيفا "آن الأوان للانتهاء من هذا التهديد".
وبعد التفجيرات الانتحارية، اوقف الجيش اللبناني العشرات من المخيمات في عرسال قبل ان يعلن بعد ايام وفاة اربعة منهم لاسباب صحية، يحقق راهناً في ظروف موتهم بعد اتهامات وشكوك بوفاتهم تحت التعذيب.
واثارت التفجيرات وما تبعها من توقيفات ثم وفاة موقوفين، سجالاً واسعاً في لبنان بين داعمين للجيش اللبناني ولحسم عسكري في عرسال، ومتضامنين مع النازحين واخرين طالبوا بوجوب التمميز بين المدنيين والمتورطين بالاعتداء على الجيش.
وفي موقف لافت، اكد الرئيس اللبناني ميشال عون الثلاثاء أن "حل أزمة النازحين السوريين في لبنان والحد من اعبائها السلبية على الوضع العام في البلاد، لا يكون من خلال نشر الكراهية وتعميمها بين الشعبين الشقيقين والجارين"، داعيا الى "الحذر وعدم الانجرار الى لعبة بث الحقد لأن نتيجتها لن تكون ايجابية على لبنان ولا على السوريين ايضا".
وقال خلال استقباله مسؤولين محليين، وفق بيان عن مكتبه الاعلامي، "إذا كان هناك من بين النازحين السوريين من أساء، فهذا لا يعني أن جميع النازحين السوريين مسيئون، وبالتالي يفترض التمييز بين هذين الامرين".
ويؤوي لبنان، البلد الصغير ذو الامكانات الهشة، اكثر من مليون نازح سوري يعيشون ظروفاً انسانية صعبة.
وتعمل الحكومة اللبنانية على بلورة خطة لاعادة النازحين، الا ان الانقسام يتعلق بمطالبة بعض القوى بأن يتم ذلك عبر الامم المتحدة واصرار اخرين وبينهم حزب الله على وجوب التنسيق مع الحكومة السورية في شكل مباشر في هذا الصدد.
التعليقات