إيلاف من واشنطن: انتظر الجمهوريون في أميركا السيناتور جون ماكين طويلاً قبل أن يقدموا قانونهم في الكونغرس لإلغاء برنامج أوباما للرعاية الصحية، فهم كانوا بحاجة لصوت العضو العجوز لتحقيق انتصار لرئيسهم دونالد ترمب الذي يعاني أزمات تهدد شرعيته بسبب "تواطؤ" مزعوم مع روسيا للتأثير على نتائج الانتخابات.
عاد ماكين (80 عاماً) الجمهوري إلى واشنطن مطلع الأسبوع الجاري رغم إصابته بسرطان الدماغ، التي قالت تقارير إعلامية إن مرضه قد يبعده عن واشنطن لأسابيع وربما للأبد، وحظي باستقبال حافل وتصفيق استمر لدقائق من زملائه عند دخوله الكونغرس، حتى ترمب رحب بعودته إلى واشنطن للتصويت على تشريع الرعاية الصحية، رغم مرضه.
لكن ما ظن الجمهوريون أنه "منقذهم"، انقلب عليهم وصوت بـ "لا" تعمد أن تكون بصوت مرتفع وتوثقها الكاميرات من داخل الكابيتول هيل الجمعة، فهو كما قال في مؤتمر صحافي عقده الخميس، "إن مشروع ترمب للرعاية الصحية يهدد حياة الملايين من الأميركيين".
ودعا إلى عدم تسيس قانون الرعاية الصحية وأن يتم تمريره بعد حوار بين أعضاء المجلس من الجمهوريين والديمقراطيين.
لم يمر القانون، بعدما صوت ضده ثلاثة من الجمهوريين أحدهم ماكين، إضافة إلى الديمقراطيين.
ترمب الذي وعد ناخبيه بـ"انتصارات" لم يحقق شيئاً منها رغم مرور سبعة أشهر على دخوله البيت الأبيض، اتصل بماكين الخميس وطلب منه التصويت لصالح المشروع، لكن طلبه قوبل بالرفض.
ربما يكون ماكين وهو أسير حرب سابق وتعرض لتعذيب شديد على يد الفيتناميين، من القلائل في العاصمة واشنطن التي تقول وسائل إعلام إنه "غير مسيس"، حتى أن أكثر الناس الذين أبدوا تعاطفا معه بعد انتشار خبر مرضه، هم الديقراطيون وعلى رأسهم هيلاري كلينتون وزوجها بيل، والرئيس السابق باراك أوباما الذي قال إن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا "هو من أكثر الناس شجاعة"، رغم أنه من أكثر من هاجموا سياسته بشأن سوريا "وصمته على ذبح الشعب السوري على يد بشار الأسد".
من الواضح أن ترمب سيفرح بغياب ماكين عن المشهد، فهو هاجمه مرارا وسخر منه "لأنه وقع أسيراً خلال الحرب الأميركية في فيتنام"، واحتاج إلى يومين حتى يبدي تعاطفاً معه بعد انتشار خبر إصابته بالسرطان.
والجمعة، غادر ماكين واشنطن بعدما وجه صفعة مدوية إلى الرئيس الأميركي وزملائه في الحزب الجمهوري، إلى فينيكس في ولاية أريزونا، حيث بيته، لكنه اختار قبل سفره أن يوجه رسالة إلى صانعي السياسية في أعظم عاصمة في العالم عبر موقع تويتر، "بأن يثقوا ببعضهم بعضا، ويتركوا التلاعب بالسياسة، ويضعوا مصالح الشعب الأميركي بالمقدمة".
التعليقات