إيلاف من لندن: في موقف اعتبره مراقبون تدخلا في الشؤون الداخلية لبلد آخر، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المواطنين الأتراك في ألمانيا، لعدم التصويت للأحزاب التي وصفها بالمعادية لبلاده، وعلى رأسها الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل.
وخاطب إردوغان، في تصريحات للصحافيين عقب صلاة الجمعة في اسطنبول من أسماهم بـ"أبناء جلدتي في ألمانيا" بأن لا يدعموا الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر، فهؤلاء أعداء تركيا "وادعموا الأحزاب التي لا تعادي بلادنا، فهي مسألة كرامة لمواطنينا المقيمين في ألمانيا"، في الانتخابات البرلمانية التي ستشهدها ألمانيا في 24 سبتمبر المقبل".
تدهور
وتدهورت العلاقات بين ألمانيا وتركيا في الأشهر الأخيرة بعدما شككت ميركل بالتزام تركيا، الساعية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بالديمقراطية وسيادة القانون، بينما اعتبر إردوغان أن ماضي ألمانيا النازي لم ينته بالكامل.
ووفق ما نقلت وكالة (الأناضول)، أشار إردوغان إلى أن تلك الأحزاب الألمانية تعتقد أنها ستحصد مزيدا من الأصوات بقدر تهجمها على تركيا، معتبرا أن المسؤولية لا تقع على تركيا في خفض حدة التوتر بين أنقرة وبرلين، بل على ألمانيا نفسها.
وأشار إردوغان إلى أنّ أحزابا ألمانية تعتقد أنها ستحصد مزيدا من الأصوات بقدر تهجمها على تركيا، واصفا إيّاها بأنها أحزاب معادية لتركيا. وأضاف: ألمانيا تشهد انتخابات بعد 25 أو 30 يوما.. والأحزاب فيها تعتقد أنها ستحصل على أصوات للناخبين بقدر تهجمها على تركيا.
مسؤولية ألمانيا
وأوضح إردوغان أن المسؤولية لا تقع على تركيا في خفض حدة التوتر بين بلاده وبرلين، بل على ألمانيا نفسها، مشيرا إلى أن الأخيرة لم تعد تلتزم بمعايير الاتحاد الأوروبي حيث تتخذ من تركيا هدفا لتجاذبات داخلية فيها، إلى جانب وقوف بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى جانبها.
ونوه الرئيس التركي بأنه قدم لميركل ملفات 4500 إرهابي مطلوب لكن لم نتلق أي رد إيجابي حتى اليوم ومازلنا ننتظر".
وذكر إردوغان أن ألمانيا لم تعد تلتزم بمعايير الاتحاد الأوروبي، موضحا بالقول: "قدمت لميركل ملفات 4500 إرهابي مطلوب (لدى تركيا)، لكن لم نتلق أي رد إيجابي حتى اليوم وما زلنا ننتظر".
وترفض برلين حتى الآن تسليم جنود ومدنيين تتهمهم أنقرة بأنهم من بين منسقي محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا العام الماضي، كما يتهم إردوغان ألمانيا بإيواء عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
أكبر جالية
ويشار إلى أن الجالية التركية في ألمانيا تعتبر أكبر جالية أجنبية هناك، إذ يبلغ عدد الأتراك المقيمين في ألمانيا حوالى مليون ونصف المليون تركي، بالإضافة إلى حوالى مليون ونصف المليون تركي، حصلوا على الجنسية الألمانية.
وكثيرا ما يلقي الداعون الألمان إلى تعدد الثقافات مسؤولية نقص الاندماج لدى الأتراك على سياسة الاندماج الألمانية الضعيفة، حيث يقول عالم الاقتصاد توماس ستراوبهار إن أغلب الألمان يعتبرون الأتراك ضيوفا وليسوا مواطنين، وهو موقف لا يشجع الأتراك على الاندماج.
ازمة دبلوماسية
وكانت اندلعت أزمة دبلوماسية وسياسية بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية -في مقدمها ألمانيا وهولندا- بعد منع هذه الدول تنظيم لقاءات جماهيرية لمسؤولين أتراك بالجاليات التركية على أراضيها، في إطار حملة الاستفتاء على الدستور المعدل، ما دفع القيادات التركية للاحتجاج على هذه الخطوة الألمانية.
واعتبر المسؤولون الأتراك أن منعهم من إقامة تجمعات جماهيرية وشرح التعديلات الدستورية المقترحة لمواطنيهم يعد دعما للمطالبين برفض التعديلات ومناقضا لحرية التعبير التي ينادي بها الغرب.
التعليقات