بعد هجومي برشلونة وكامبريلس الإرهابيين وجه أهالي الشباب المتورطين في الحادثين الاتهام إلى إمام مسجد مدينة ريبول الكاتالونية عبد الباقي السعدي بالمسؤولية عن غسل أدمغة الشبان المغاربة ودفعهم لتشكيل الخلية الجهادية المسؤولة عن الاعتداءين.
فمن هو الإمام عبد الباقي السعدي والذي يعتقد أنه لقي حتفه في انفجار بموقع كان يجري فيه إعداد متفجرات لعمليات إرهابية قبل يوم من هجوم برشلونة؟.
تطرف في السجن
يقول مارتن إيفانز في مقال بصحيفة ديلي تلغراف البريطانية تحت عنوان " العقل المدبر للخلية الأسبانية الإرهابية قد يكون تطرف على يد أحد المشاركين في تفجيرات مدريد".
وقال كاتب المقال إن" عبد الباقي السعدي ، الإمام، الذي يعتقد بأنه العقل المدبر لخلية برشلونة الإرهابية قد يكون قد تطرف في السجن على يد أحد مفجري قطار مدريد".
وأضاف أن "السعدي يُعتقد بأنه دخل السجن لقضاء حكم عليه بالسجن لمدة سنتين بسبب تهريبه مخدرات من المغرب إلى أسبانيا".
وأشار كاتب المقال إلى أن السعدي سجن مع رشيد أغليف آكا الملقب بـ "الأرنب" الذي كان يقضي حكماً بالسجن لمدة 18 عاماً لتورطه في تفجيرات مدريد التي راح ضحيتها 192 شخصاً وإصابة 2000 آخرين".
وتبعاً لمصادر اسبانية، فإن السعدي لم يكن متديناً قبل دخوله السجن، وربما يكون قد تحول الى التطرف الاسلامي على يد رشيد اغليف وغيره من الإرهابيين في السجن.
ونقلاً عن أحد أصدقاء السعدي فإن الأخير "كان يقضي معظم وقته أمام الكومبيوتر في غرفته كما أنه كان قد جمع كافة أغراضه في علبة صغيرة، وسافر إلى المغرب وتركهم هناك، وعندما عاد في 11 أغسطس /آب لم يكن معه أي شيء واختفى الثلاثاء الماضي قبل ساعات من تفجير في بلدة ألكنار".
تصرفات طبيعية
وقال أحد مرتادي المسجد الذي كان يؤم المصلين فيه: "تصرفات هذا الإمام كانت طبيعية بين الناس فإذا كان قد غسل أدمغة هؤلاء الشبان، فإنه كان يقوم بذلك سرا وفي مكان غير معروف".
من جهته قال مغربي في الثالثة والأربعين من العمر طالبا عدم كشف اسمه عن السعدي : "كان منطويا جدا وفي حال اختلط بالآخرين كان يفضل الشبان أكثر من الرجال من عمره. وأوضح المغربي انه كان ينظم مباريات كرة القدم داخل صالة شارك فيها شبان تورطوا في الاعتدائين مثل موسى أوكبير (17 عاما) الذي قتل خلال اعتداء كامبريلس، والذي وصفه بأنه "كان افضل اللاعبين والاكثر بهجة".
وقال حمو منحاج (30 عاما) المغربي الذي يشغل منصب سكرتير المجموعة الاسلامية في مدينة ريبول: "إن السعدي وصل عام 2015 إلى ريبول، ثم ذهب إلى بلجيكا كإمام بحسب ما كان يروي قبل أن يعود الى ريبول، وفي أبريل/نيسان 2016 بدأ يؤم المصلين في هذا المسجد الجديد، وفي نهاية يونيو/حزيران 2017 طلب أجازة لثلاثة أشهر للتوجه إلى المغرب لزيارة زوجته".
وقال مغربي يدعى نور الدين الحجي إن السعدي جمع كل متعلقاته في صناديق صغيرة وشحن كل شيء إلى المغرب، وعندما عاد في 11 أغسطس /آب لم يكن معه شيء واختفى الثلاثاء قبل ساعات من حدوث انفجار يعتقد أنه لقنبلة في ألكنار.
ولدى بحث الشرطة في موقع الانفجار عثرت على 120 أسطوانة غاز وآثار لمادة تي إيه تي بي المتفجرة التي استخدمت من قبل في تفجيرات بروكسل وباريس ومانشستر ومترو أنفاق لندن. وكانت ثلاث شاحنات قد استؤجرت استعدادا لهجمات منسقة تعتقد الشرطة أنه كان يخطط لها بهذه الشاحنات بعد تحميلها بالمتفجرات واسطونات الغاز ضد أهداف يقصدها السياح.
حالة من الجنون
وفي صحيفة التايمز كتب غراهام كيلي تقريرا بعنوان "أبنائي كانوا أولادا جيدين".
وأجرى كاتب التقرير مقابلة حصرية مع إبراهيم علاء والد أحد منفذي هجوم برشلونة الذي راح ضحيته 14 شخصاً .
وقال الوالد للصحيفة وهو يهز رأسه غير مصدق لهول المُصاب إنه "بعد نهاية شهر رمضان، أصيب الكثيرون من أبناء البلدة بحالة من الجنون".
وأضاف إبراهيم "أشعر بأن إمام البلدة دفعهم للتطرف"، مشيراً إلى أنه ما زال يعاني من حالة من الصدمة.
وقال كاتب المقال إن والد احد منفذي هجوم برشلونة مغربي الأصل (50 عاما) ما زال في حالة من الذهول لإقدام ابنه البالغ من العمر 19 عاماً على المشاركة في هجوم برشلونة.
وأكد الوالد أن "ابنه كان يعمل نادلاً في ريبول وكان من ضمن المهاجمين الخمسة الذين دهسوا بسيارتهم المارة في برشلونة قبل أن يردى قتيلاً".
وأشار إلى أن "جميع المشاركين في هجوم برشلونة كانوا من خيرة الشباب، إلا أن شيئا حصل عندما قدم إلى البلدة الإمام السعدي".
وأضاف للصحيفة "نحن مقربون من بعضنا كعائلة، واعتقدت بأنني اعرف ابني جيداً" ، مشيراً إلى أن ابنه لم يكن يتردد على المسجد بشكل دائم".
ونقلت الصحيفة عن أحد سكان البلدة، ماريا البا مارتينيز قولها إن " أبناء البلدة تغيروا بعد قدوم الإمام السعدي إلى البلدة، إذ فجأة بدأت الفتيات بارتداء الحجاب، إذ أنهن لم يكن يضعنه مسبقاً"، مضيفة أنه بعد قدوم السعدي للبلدة أضحت العائلات أكثر تزمتا.
التعليقات