أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حرصه على مواصلة تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر وتجاوز أي عقبات قد تؤثر عليها، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
جاء ذلك في مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الأمريكي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ساعة متأخرة من يوم الخميس.
وقال بيان الرئاسة "تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مساء اليوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد خلاله على قوة علاقات الصداقة بين مصر والولايات المتحدة وأعرب عن حرصه على مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين وتجاوز أية عقبات قد تؤثر عليها".
جاء ذلك عقب تقارير عن وقف الولايات المتحدة لمعونات عسكرية تصل قيمتها إلى 152 مليون دولار واعتزامها قطع معونات أخرى تبلغ قيمتها 96 مليون دولار نظرا لما وصفته واشنطن بأنها مخاوف بشأن حقوق الإنسان في مصر.
ووصفت الخارجية المصرية القرار، الذي لم يعلن رسميا، بأنه يعكس "افتقارا للحكمة".
- مصر تقر قانونا مثيرا للجدل لتنظيم عمل المنظمات غير الحكومية
- مصر "تعاني أزمة ضخمة" في حقوق الإنسان بعد 5 سنوات على الثورة
- السيسي يؤكد على "اهتمام مصر بقضايا حقوق الإنسان"
وقال مصدر لوكالة رويترز إن مسؤولين أمريكيين أعربوا عن عدم رضاهم بشأن إقرار قانون جديد للمؤسسات الأهلية.
وحذرت ثمان مؤسسات للمجتمع المدني في يونيو/حزيران الماضي من أن القانون الجديد يسمح بـ "مستويات غير مسبوقة من القمع" وسيؤدي إلى تجريم عمل الكثير من المؤسسات الأهلية في مصر، ويجعل استقلاليتها أمرا مستحيلا.
وينص القانون الجديد على أن المنظمات الأهلية ممنوعة من ممارسة الأنشطة التي "تضر الأمن القومي، والنظام العام، والأخلاقيات العامة أو الصحة العامة"، ويسيطر بصورة صارمة على مصادر تمويلها ويعطي الدولة السلطة على مراقبة أنشطتها.
وتعاقب المخالفات في القانون بأحكام بالسجن تتراوح بين عام وخمسة أعوام وغرامة تترواح ما بين 50 الف إلى مليون جنيه مصري (2820 دولارا إلى 56400 دولار).
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أخبر شكري هاتفيا بقراره وقف 195 مليون دولار من المعونات العسكرية التي تصل إلى 1,3 مليار دولار التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر وأن تعيد تخصيص معونات عسكرية إضافية تصل إلى 56.7 مليون دولار ومعونات اقتصادية أخرى قدرها 30 مليون دولار إلى دول أخرى.
وأضاف المسؤولون أن المعونات الموقفة سيتم الاحتفاظ بها في حساب مصرفي حتى تبدي مصر بعض التقدم في "الأولويات الرئيسية"مثل حقوق الإنسان والقانون المنظم للجمعيات الأهلية.
وكان مسؤولون مصريون قد أعطوا تطمينات للولايات المتحدة في وقت سابق هذا العام من أن قانون المنظمات الأهلية لن يطبق قط، حسبما قالت وكالة رويترز.
- هيومان رايتس ووتش: السيسي يلتقي ترامب في لحظة بلغت الحريات بمصر الحضيض
- مركز النديم لضحايا التعذيب في مصر "سيواصل عمله" رغم قرار إغلاقه
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يصدر عفوا رئاسيا عن 203 شبان مدانين في قضايا تظاهر
وشن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حملة واسعة النطاق على معارضيه بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي عقب احتجاجات حاشدة.
ويقول ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن ألف شخص قتلوا واعتقل عشرات الآلاف منذ الإطاحة بمرسي. ومعظم المعتقلين من مؤيدي الاخوان المسلمين، ولكن أعدادا من المعارضة العلمانية والليبرالية اعتقلوا.
ووجهت انتقادات ايضا لقوات الأمن بارتكات انتهاكات صارخة مثل التعذيب والاخفاء القسري والإعدامات خارج أحكام القضاء.
وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما قد جمد بعض المعونات العسكرية عام 2013. وأكد أوباما على أن التجميد سيستمر حتى تظهر مصر "تطورا ذا مصداقية" صوب الديمقراطية، ولكنه اعاد المعونات العسكرية عام 2015 لأن ذلك كان "في صالح الأمن القومي الأمريكي".
التعليقات