في اليوم التاسع لمعركة تحرير قضاء تلعفر العراقي الشمالي غرب الموصل، فقد اقتحمت القوات العراقية اليوم ناحية العياضية التي يتجمع فيها عناصر داعش الهاربون من مدينة تلعفر مركز القضاء.. فيما حمل رئيس البرلمان ادارة محافظة كركوك وقواتها الأمنية مسؤولية الاغتيالات والاختطافات التي تتصاعد حاليًا في المحافظة ضد عربها وتركمانها.
إيلاف من لندن: باشرت القوات العراقية الاثنين اقتحام ناحية العياضية شمال غرب مدينة تلعفر مركز القضاء لانتزاعها من قبضة تنظيم داعش بعد أن اكملت خلال الساعات الماضية تطويقها من جميع الجهات وحررت القرى حولها، حيث تدور هناك حاليا معارك ضارية ضد مسلحي التنظيم الهاربين اليها بعد تحرير تلعفر. وكشفت استخبارات الحشد الشعبي أن أغلب عناصر داعش المتواجدين في ناحية العياضية هم الهاربون إلى الناحية شمال القضاء.
وخلال تقدم الجيش نحو العياضية، فقد كانت القوة الصاروخية للحشد الشعبي تقدم الدعم والاسناد للقطعات العسكرية المهاجمة في العملية العسكرية التي دخلت مراحلها الاخيرة في عمليات قادمون ياتلعفر مكبدة عناصر التنظيم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات. كما دمرت القوات العراقية اليوم سيارة مفخخة حاولت إعاقة تقدمها على مشارف ناحية العياضية.
ضبط سجن لداعش بتلعفر واعتقال مسؤول اغتيالاته شمال بغداد
وأعلنت قيادة عمليات بغداد عن اعتقال مسؤول مفرزة الاغتيالات في تنظيم داعش بقضاء الطارمية شمال بغداد. وقالت القيادة في بيان اليوم إن "قوة من مقر اللواء 22 وبناء على معلومات استخبارية تمكنت من إلقاء القبض على إرهابي يشغل منصب ما يسمى معاون آمر مفرزة الاغتيالات في عصابات داعش الإرهابي في قضاء الطارمية شمال بغداد".
ومن جانب آخر، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت الاثنين عن ضبط سجن لتنظيم داعش بمنطقة غرب مدينة تلعفر المحررة. وقال الفريق جودت في بيان اليوم إن قوات الشرطة الاتحادية عثرت على احد سجون داعش خلال عمليات تطهير حي السعد غرب تلعفر.
وأشار إلى أنّ السجن يحوي غرفاً وزنازين للاعتقال وتعذيب المواطنين، حيث عثرت القوات داخل السجن على كميات من الادوية والحبوب المخدرة.
وأكد قائد عمليات "قادمون ياتلعفر" الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يارالله عن تحرير جميع احياء مدينة تلعفر مركز القضاء ولم يتبقَ سوى ناحية العياضية.
وأضاف أن "قطعات فرقة المشاة السادسة عشرة انجزت تحرير قرى العلولية وخويتله وكصير والهارونية والفقة وقبك فضلاً عن حقول الدواجن والصاجعة والتمارات ومعسكر الكسك وتل محمد والوائلية ومعمل غاز تلعفر". وأضاف ان "قطعات الفرقة حررت كذلك قلعة الحدود ومعمل جص تلعفر والبشار والنخوة شرق العياضية، فيما تمكنت من فتح طريق الكسك باتجاه تلعفر".
وأمس، أكدت القوات العراقية تحريرها لمدينة تلعفر مركز القضاء بالكامل ولم يتبقَ فيه غير ناحية العياضية والقرى المحيطة بها بيد داعش حيث تتقدم القوات حاليا لانجاز تحريرها وأشارت إلى قتل 253 داعشيًا.
وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد أعلن فجر يوم العشرين من الشهر الحالي إنطلاق عمليات تحرير قضاء تلعفر الذي يبعد 80 كيلومتراً غرب الموصل مؤكدا أن موعد النصر سيتحقق قريبا وان مدينة تلعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير.
رئيس البرلمان يحمل ادارة كركوك مسؤولية الاغتيالات والاختطافات
حمل رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إدارة محافظة كركوك مسؤولية تصاعد الاختطافات والاغتيالات التي تشهدها المحافظة الشمالية المتنازع عليها وخاصة ضد مكونيها التركماني والعربي، وأكد رفض قرار مجلس محافظة بابل جنوب بغداد بمنع عودة نازحي منطقة جرف الصخر السنية إلى مساكنهم.
وقال الجبوري في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم تابعته "إيلاف"، ان مجلس النواب سيستأنف جلساته بعد عطلة عيد الاضحى مباشرة لاقرار القوانين المساعدة على تحقيق الامن والاستقرار وتكون امتدادًا لقوانين سابقة اقرها المجلس والتي كانت مغيبة لسنوات. واوضح ان القضية الاساسية التي سيتم التركيز عليها هي قوانين الانتخابات وخاصة انتخابات مجالس المحافظات.
ورداً على سؤال حول تصاعد عمليات الاختطافات والاغتيالات في محافظة كركوك المتنازع عليها والتي يقطنها تركمان واكراد وعرب ومسيحيون، فقد حمل الجبوري الاجهزة الامنية والادارة المحلية "مسؤولية الامن واستتبابه وخاصة العمليات الاجرامية من خطف نساء او اعادة تهجير". يذكر أن محافظ كركوك نجم الدين كريم هو قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني.
وحول انتخابات المحافظة، أشار إلى أنّ هناك مشاكل تعترضها تتعلق بسجل الناخبين وتقاسم السلطة وحين حلها سيتم تصويت البرلمان عليه. وشدد الجبوري على ان محافظة كركوك ترتبط بالحكومة المركزية في بغداد، وأي ارتباط بأي جهة اخرى أمر مرفوض، في إشارة إلى اصرار محافظها على شمولها باستفتاء اقليم كردستان للانفصال المقرر الشهر المقبل.
وطالب بمحاسبة كل من يحمل السلاح خارج الدولة، وقال "ايًا كانت الاذرع المسلحة فانها تشكل خطرًا على الامن والاستقرار وما يشاع من حوادث يجب ان يتم كشف الجهات وضرورة محاسبتها وتحملها كامل المسؤولية".
وفي ما يخص قرار مجلس محافظة بابل جنوب بغداد بحظر عودة نازحي منطقة جرف الصخر السنية إلى مساكنهم، فقد أشار الجبوري إلى أنّ من مسؤوليات الدولة العمل على اعادة جميع النازحين وتوفير الاجواء الامنية لهذه العودة، لان منعهم من ذلك امر منافٍ للاخلاق والنبل. وكانت بعثة الامم المتحدة انتقدت الجمعة قرار المحافظة واعتبرته معوقًا لعمليات المصالحة المجتمعية التي يتطلع المجتمع الدولي لتحقيقها في البلاد بعد القضاء على تنظيم داعش.
وأكد على ضرورة الزام الجهات التنفيذية بتسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم، وقال ان من يثبت تورطه بالارهاب فيحال إلى المحاكم منوهًا إلى أنّ هناك عوائل لم يسمح لها بالعودة إلى ديارها رغم تحريرها منذ ثلاث سنوات.
وأضاف الجبوري أن العراق سيدخل مرحلة جديدة بعد انجاز تحرير جميع أراضيه منوهًا إلى أنّ هذه المرحلة يجب ان تستهدف تحقيق الاستقرار الامني والتقدم الاقتصادي والانفتاح الخارجي.
وشدد على ان العراق لا يستثني الانفتاح على اي دولة، فالزيارات المستمرة والمتبادلة هي من اجل الحفاظ على التوازن وبناء دولة تحافظ على مصالحها دون استئثار مكون على حساب الاخرين، وانما بشراكة حقيقية. وأشار إلى أنّ الرضا والقبول بالانفتاح يعززان مكانة العراق وصورته الجديدة الهادفة لتحقيق امن واستقرار المنطقة.
التعليقات