مع الانطلاق الوشيك للعمليات العسكرية لتحرير قضاء الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك، حذر مرصد عراقي حقوقي الاثنين من استخدام تنظيم داعش آلاف المدنيين المحاصرين هناك دروعا بشرية متوقعا هروب 86 ألف مدني من هناك لدى بدء المعارك ضد التنظيم.

إيلاف من لندن: قال المرصد العراقي لحقوق الانسان إن الآلاف من المدنيين في قضاء الحويجة (60 كم جنوب غرب كركوك) والقرى التابعة لها معرضون لخطر تنظيم داعش محذرا من حدوث انتهاكات ضد المدنيين أثناء العمليات العسكرية لاستعادة القضاء من سيطرة التنظيم. وأشار في بيان صحافي الاثنين حصلت "إيلاف" على نصه إلى أن "عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون في الحويجة، وينوي تنظيم داعش استخدامهم دروعاً بشرية لحماية مسلحيه عند بدء العمليات العسكرية".

توقعات بهروب 85 ألف مدني

وتوقع المرصد فرار 85 ألف مدني تقريباً عند بدء العمليات العسكرية لاستعادة قضاء الحويجة مشددا على أنه يتحتم على السلطات العراقية والمنظمات الدولية والمحلية تقديم المساعدات اللازمة لإعانة المدنيين الهاربين وايصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين منهم.

وأوضح أن أعداد المدنيين داخل الحويجة حاليا تتراوح بين 80 و 95 ألف مدني منوها بأنّ هؤلاء جميعهم معرضون لمخاطر كبيرة، منها عدم وجود ممرات آمنة يجتازون عبرها المناطق الخطرة، أو استخدامهم دروعاً بشرية أو عدم حصولهم على الاستجابة العاجلة التي يُفترض أن يتلقوها أثناء النزوح.

وبحسب إحصائيات المرصد، فإن مجموع سكان قضاء الحويجة حتى عام 2016 هو 291 ألف نسمة ويضم مركز القضاء 120 ألف نسمة و ثلاث نواحٍ هي العباسي بواقع 54 ألف نسمة وناحية الرياض بواقع 61 ألف نسمة وناحية الزاب بواقع 57 ألف نسمة.

 

قوات عراقية تتقدم نحو الحويجة بشعارات التحرير

 

إرغام السكان على حمل السلاح

وأشار المرصد إلى أن النازحين من قضاء الحويجة يتم إدخالهم عبر نقطة مكتب خالد في تل الورد ويتم نقلهم بعد التدقيق الأمني الصارم من قبل السلطات المحلية والبيشمركة إلى مخيم داقوق أو المخيمات الواقعة في ناحية ليلان.

ونقل عن سُكان من داخل قضاء الحويجة قولهم إن "تنظيم داعش أجبر خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين بعض العوائل على حمل السلاح والقتال معه، كما قام عناصره بزرع العبوات الناسفة في الشوارع واحتجاز بعض المدنيين بالقرب من مقرات التنظيم الذي نفذ عمليات اعتقال واسعة ضد المدنيين.

إعدام وحرق عشرات المدنيين

وقالت مصادر أخرى من داخل القضاء "منذ شهر يوليو2017 قام عناصر "داعش" بإعدام واعتقال ما يقارب 50 مدنيا على الاقل من اهالي الحويجة بتهم مختلفة منها التخابر مع القوات الأمنية".

وأكدت انه "في 24 أغسطس قام عناصر التنظيم بحرق ثمانية مدنيين بينهم طفل بعد أن حاولوا الفرار من قضاء الحويجة".

وشدد المرصد على أن "حماية المدنيين خلال العملات العسكرية أولوية قصوى، وعلى السلطات العسكرية مسؤولية حمايتهم، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من خطورة تنظيم داعش على سلامة المدنيين".
ودعا جميع الاطراف إلى الإلتزام بالقانون الدولي الإنساني ومنع حدوث أي انتهاكات بحق المدنيين العزل.

واوضح أن "المبدأ الثالث من المبادئ التوجيهية بشأن التشريد الداخلي يُحمل السلطات الوطنية، في المقام الأول وفي نطاق ولايتها، واجب ومسؤولية توفير الحماية والمساعدة الإنسانية للمشردين داخليا. وقال إن المبدأ ذاته ينص على حق المشردين داخلياً طلب وتلقي الحماية والمساعدة الإنسانية من السلطات، ولا يجوز اضطهادهم أو معاقبتهم بسبب تقديمهم طلباً كهذا.

وطالب المرصد الحكومة العراقية باتخاذ جميع الإجراءات التي تُسهل عملية تقديم المساعدة للنازحين، وفتح ممرات آمنة للهرب من بطش التنظيم، وإيلاء أهمية قصوى للأطفال والنساء الذين تضرروا كثيراً خلال المعارك السابقة.

تحرك القوات العراقية لبدء معركة تحرير الحويجة

يذكر أن القوات العراقية بدأت الجمعة الماضي تحركها لخوض معركتها المقبلة في قضاء الحويجة لتحريره من قبضة تنظيم داعش بعد ثلاثة اعوام من سيطرته عليه. 

وقالت انه "بعد اكمال مهامه في عملية قادمون يا تلعفر وتحقيق النصر الكامل هناك فقد توجه رتل مفارز العمليات النفسية الميدانية إلى قاطع الحويجة ليكون اول طلائع القوات التي تتحرك هناك". وأشارت إلى أن المعركة المقبلة قد اطلق عليها "قادمون ياحويجة".

ومن جهتها قالت خلية الاعلام الحربي ان طائرات القوة الجوية العراقية باشرت بإلقاء ملايين المنشورات على قضاء الحويجة.. وأوضحت أن المنشورات تتضمن إبلاغ أهالي القضاء بـقرب تحريرهم من داعش وتطلب منهم التعاون مع القوات الامنية لإنجاز مهمتها وإنقاذهم من براثن إرهابيي التنظيم.

وتوقع عضو مجلس قضاء الحويجة أحمد خورشيد أن عدد عناصر التنظيم في الحويجة ينحصر بين ألف إلى ألفي مقاتل.

 وبلدة الحويجة مركز القضاء التي تقطنها عشائر سنية لم تتعرض لأي عملية عسكرية لتحريرها.. وتعتبر الحويجة منطقة ريفية بسبب كثرة الزراعة فيها حيث تُنتج فيها العديد من المحاصيل الزراعية كالقطن والذرة والحنطة والشعير التي تنتج فيها بكثرة وتعتبر الحويجة ثاني أكبر قضاء مصدر للخضروات في العراق. 

وقد تم تقديم طلب من اعضاء مجلس محافظة كركوك إلى الحكومة المركزية في بغداد مؤخرا بتحويل قضاء الحويجة لمحافظة مستقلة بسبب التعداد السكاني الكبير وامتلاك هذه المنطقة المؤهلات لتصبح محافظة.