«إيلاف» من لندن: بعد يوم من اعلان تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل والسيطرة على محافظة نينوى الشمالية بالكامل فقد اعلنت القوات العراقية اليوم بدء تحركها لخوض معركتها المقبلة في قضاء الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك لتحريره من قبضة تنظيم داعش بعد ثلاثة اعوام من سيطرته عليه.

وقالت القوات العراقية المشتركة في بيان الجمعة تابعته "إيلاف" انه "بعد اكمال مهامه في عملية قادمون ياتلعفر وتحقيق النصر الكامل هناك فقد توجه رتل مفارز العمليات النفسية الميدانية الى قاطع الحويجة ليكون اول طلائع القوات التي تتحرك هناك". واشارت الى المعركة المقبلة قد اطلق عليها "قادمون ياحويجة".

ومن جهتها قالت خلية الاعلام الحربي ان طائرات القوة الجوية العراقية باشرت بإلقاء ملايين المنشورات على قضاء الحويجة (60 كيلومترا جنوب غرب محافظة كركوك الشمالية) .. وأوضحت أن المنشورات تتضمن إبلاغ أهالي القضاء بـقرب تحريرهم من داعش وتطلب منهم التعاون مع القوات الامنية لانجاز مهمتها وانقاذهم من براثن ارهابيي التنظيم.

وقالت الخلية في بيان صحافي "ان العملية العسكرية المقبلة ستكون (قادمون ‏ياحويجة) لاستعادة القضاء التابع لمحافظة كركوك من عصابات داعش الارهابية" من دون تفصيلات اخرى.

بين الف والفي داعشي في الحويجة

من جهته رجح المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي لمحور الشمال علي الحسيني انطلاق "قادمون يا حويجة" بعد عيد الأضحى الذي بدأ اليوم الجمعة وأن تكون العمليات "سريعة وخاطفة".

وقال الحسيني إن "قطعات الحشد الشعبي جاهزة للمشاركة في عمليات قادمون يا حويجة .. مشيرا في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز" العراقية إلى أن "معركة الإرهاب ستطوى في الأراضي العراقية".

وتوقع عضو مجلس قضاء الحويجة أحمد خورشيد أن عدد عناصر التنظيم في الحويجة ينحصر بين ألف إلى ألفي مقاتل .. موضحا أن جميع القوات سيكون لها دور في عمليات التحرير ومنها الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الشعبي الشيعي والحشد العشائري السني.

وقد دعا تحالف القوى العراقية السنية مؤخرا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لوضع خطط "فورية" لتحرير قضاء الحويجة بعدما ترددت انباء عن وقوع مجازر على يد داعش ضد المدنيين الذين يحاولون الفرار من القضاء. وقال التحالف في بيان إن داعش احتجز المئات واعدم العشرات واحرق شبابا وهم احياء في الحويجة مما يتعين انقاذ اهلها وفك الحصار عنها فورا وتأمين ممرات امنه لعبور النازحين والحفاظ على ممتلكات وحياة المدنيين .

وتقول المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة إنها تلقت معلومات ميدانية تفيد باقتياد داعش لاكثر من ثلاثة آلاف مدني حاولوا الهرب من الحويجة فيما تحدثت تقارير عن اعدامات بالجملة طالت المدنيين بينهم عدد كبير من النساء والاطفال.

ويسيطر تنظيم داعش على قضاء الحويجة والمناطق التابعة له منذ ثلاثة اعوام ويمنع خروج المدنيين نحو المناطق التي لا تخضع لسلطته.

وبلدة الحويجة مركز القضاء التي تقطنها عشائر سنّية لم تتعرض لأي عملية عسكرية لتحريرها بسبب صراعات سياسية بين قوات البيشمركة والفصائل الشيعية ووجهاء المدينة من الطائفة السنية. وتصر الفصائل الشيعية على المشاركة في معركة الحويجة لحماية قرى شيعية واقعة في ضواحيها ابرزها قرية بشير ولكن القوات الكردية تخشى بقاء الفصائل الشيعية في مواقعها بعد انتهاء المعارك في حين يخشى شيوخ عشائر الحويجة وغالبيتهم من السنة من مشاركة قوات كردية وشيعية لاستعادة مدينة يقطنها السنّة وما قد ينتج عن المعركة من اعمال عنف طائفية.

ويقدر عدد سكان قضاء الحويجة بحدود 318٫600 نسمة غالبيتهم من العرب المسلمين من عشائر وقبائل الجبور والعبيد وشمر والدليم. وتعتبر الحويجة منطقة ريفية بسبب كثرة الزراعة فيها حيث تُنتج فيها العديد من المحاصيل الزراعية كالقطن والذرة والحنطة و الشعير التي تنتج فيها بكثرة وتعتبر الحويجة ثاني أكبر قضاء مصدر للخضروات في العراق. 

وقد تم تقديم طلب من اعضاء مجلس محافظة كركوك الى لحكومة المركزية في بغداد مؤخرا بتحويل قضاء الحويجة لمحافظة مستقلة بسبب التعداد السكاني الكبير وامتلاك هذه المنطقة المؤهلات لتصبح محافظة.