تشن الشرطة البريطانية عملية مطاردة بحثا عن المشتبه بهم الذين يقفون وراء تفجير عبوة ناسفة في محطة قطار الانفاق جنوبي غرب لندن.

وقالت الشرطة إنها "تطارد المشتبه بهم"، مضيفة أن مئات من أفراد الشرطة يدققون في صور كاميرات المراقبة في أعقاب الهجوم الذي استهدف راكبي قطار مترو الأنفاق الجمعة صباحا خلال ساعات الذروة، وأدى إلى جرح 29 شخصا.

ورفعت السلطات البريطانية درجة التأهب الأمني من "شديد" إلى "حرج" وهي الدرجة القصوى وتعني توقع هجوم وشيك.

وأعلن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية عن مسؤوليته عن تفجير القنبلة في الساعة 08.20 صباحا بتوقيت لندن الصيفي.

وعادوت المحطة التي استهدفها التفجير فتح أبوابها في الساعات الأولى من صباح السبت.

وقال مارك راولي، مساعد قائد شرطة العاصمة إنه "شيء روتيني" في أمثال هذه الحوادث أن يدعي تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم "سواء كان لديهم أي ارتباط سابق بالأشخاص الذين ضلعوا به أم لا".

وطلب راولي من الناس البقاء "متيقظين" ولكن من دون أن يشعروا بالقلق.

وقال مراسل الشؤون الداخلية، داني شاو، إنه من الملاحظ أن الشرطة استخدمت كلمة "المشتبه بهم" في بياناتها، ما يشير إلى أنها تبحث عن أكثر من مهاجم.

وقال مساعد مفوض الشرطة لي بي بي سي إن "الافتراض العملي في شرطة ستوكتلاند يارد وجهاز الاستخبارات الداخلية (إم آي 5) أن هناك شخصا على الأقل نفذ التفجير وهناك آخرون ساعدوه أو شجعوه على زراعة هذه العبوة الناسفة".

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، عند إعلانها عن رفع درجة التأهب الأمني إن الجيش سيقدم المساعدة للشرطة، وستحل محل عناصر الشرطة في واجبات حراسة مواقع حيوية معينة لا يسمح بدخول الجمهور إليها.

وستشمل هذه المواقع قصر بكنغهام، ومقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت، والسفارات وقصر وستمنيستر، كما ستُسير دوريات مسلحة قرب هذه المواقع، بحسب شرطة العاصمة البريطانية.

وجاءت مساعدة الجيش للشرطة ضمن المرحلة الأولى لعملية "تيمبرير"، وهي خطة حكومية لنشر قوات مسلحة لمساعدة الشرطة في أعقاب الهجمات الإرهابية الكبرى، التي فُعّلت للمرة الأولى في 23 مايو/أيار في أعقاب الهجوم الذي وقع في مانشستر.

وقالت ماي "سيرى الناس المزيد من رجال الشرطة المسلحين في شبكات النقل العام وفي شوارعنا لتقديم إجراءات حماية إضافية".

وأضافت "وهذه خطوة مناسبة ومعقولة ستقدم تطمينات وحماية إضافية بينما يتواصل التحقيق".

ووصف شهود القنبلة بأنها "كرة نارية".

وقالت الشرطة إن نحو 1000 من عناصرها المسلحين سينتشرون في شوارع البلاد بعد طلبها مساعدة الجيش.

خريطة لموقع الانفجار
BBC

وقال مارك راولي، مساعد قائد شرطة العاصمة إن الشرطة "تطارد المشتبه بهم".

وأضاف أن مساعدة الجيش "ستوفر تطمينات" في عموم البلاد.

وأوضح راولي أن المئات من عناصر الشرطة يدققون في كاميرات المراقبة لتحديد المسؤولين عن الهجوم.

وأشار إلى أن المحققين على معرفة بوجود عبوة ناسفة واحدة ولكنهم رفضوا الخوض في تفاصيل المشتبه بهم حرصا على "سرية" العملية.

وقال راولي أيضا إنه "شيء روتيني" في أمثال هذه الحوادث أن يدعي تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم "سواء كان لديهم أي ارتباط سابق بالأشخاص الذين ضلعوا به أم لا".

هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان
Reuters

ما الذي تعنيه درجة التأهب للخطر الإرهابي؟

دومنيك كاشياني مراسلة الشؤون الداخلية في بي بي سي.

ينبغي التعامل بحذر مع كلمة "وشيك الحدوث" إذ سبق أن رُفع مستوى خطر التهديد الإرهابي إلى "حرج" سابقا في مايو/أيار بعد هجوم مانشستر.

ثم خفض المستوى ثانية بعد أيام بعد أن توضح لمن يقومون بتقييم المعلومات الاستخبارية في المركز المشترك لتحليل الإرهاب أن الهجوم لم يكن وشيكا.

ثم وقع حادثان آخران في منطقتي بارا ماركيت/جسر لندن وفينسبري بارك.

ماذا يخبرنا ذلك؟

تسببت في الحريق عبوة ناسفة بدائية الصنع وضعت في دلوا أبيض في عربة القطار
PA
تسببت في الحريق عبوة ناسفة بدائية الصنع وضعت في دلوا أبيض في عربة القطار

أظهرت صور التقطت للقطار دلوا ابيض اللون تشتعل فيه النيران داخل كيس يحمل علامة سوبر ماركت ليدل، مع أسلاك امتدت على أرضية عربة القطار، علمت بي بي سي أنها موقت لتفجير العبوة الناسفة بدائية الصنع.

ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية فرانك غاردنر إن العبوة الناسفة لم تعمل بشكل صحيح، ولو أنها انفجرت كما كان مخططا لها لقتلت كل من كان حولها و أصابت وهددت حياة كل من كان في عربة القطار.

وفي وقت سابق هاتف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيسة وزراء بريطانيا معبرا لها عن تعاطفه مع جرحى الهجوم الإرهابي، بحسب بيان للبيت الأبيض.

وأضاف البيان أن ترامب تعهد بمواصلة التعاون الوثيق مع بريطانيا لوقف الهجمات ومكافحة التطرف.

وكان الرئيس الأمريكي كتب تغريدة قال فيها إن الاشخاص "المرضى والمعتوهين" الذين كانوا وراء الهجوم كانوا في مدى نظر شرطة الميتروبوليتان (شرطة العاصمة البريطانية)، الأمر الذي دفع رئيسة وزراء بريطانيا إلى القول إن تقديم "تخمينات" عن التحقيق الجاري لن يكون أمرا مساعدا وفي مصلحة التحقيق.

وقد عالج مستشفى تشيلسي ووستمنستر 14 شخصا، نقل "عدد قليل" منهم إلى وحدة الحروق المتخصصة.

كما عولج أربعة أشخاص في وحدة الرعاية الصحية في أمبريال كوليدج وثلاثة أشخاص في مستشفى سانت جورج.

وقال مستشفى سانت توماس في لندن إنه عالج ثمانية أشخاص، وقد تركوا المستشفى بعد تلقيهم العلاج.

وطلب راولي من الناس البقاء "متيقظين" ولكن من دون أن يشعروا بالقلق.

وطلب من أي شخص التقط صورا أو مقاطع فيديو من موقع الحادث إرسالها إلى الشرطة.

أ