أكدت القائم بأعمال السفارة البريطانية في الكويت أن برلمان بلادها يستعد لتوقيع اتفاقية لتبادل المجرمين قريبًا مع الكويت، كما شددت على أن لندن تدعم بشكل تام جهود الشيخ صباح الأحمد في حل الأزمة الخليجية.
إيلاف - متابعة: أكدت القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى الكويت جاكي بيركنز أن بلادها تساند الجهود التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة الخليجية مئة في المئة، لافتة إلى أنهم على أتم الاستعداد بأي شكل من الأشكال للمساعدة على حل هذه الأزمة.
ونفت بيركنز في حوار مع «الراي» أن يكون المؤتمر في شأن تداعيات الأزمة الخليجية، الذي سيعقد في لندن خلال هذا الشهر رسميًا، مؤكدة أنه لا تمثيل للحكومة البريطانية فيه، موضحة أن زيارة وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون للكويت ومحادثاته مع رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، والتي تعزز سبل التعاون العسكري بين البلدين ستتم مناقشتها خلال الاجتماع المقبل للجنة التوجيه المشترك في أوائل ديسمبر، مشددة على أن مناقشات مستفيضة جرت حول اتفاقية مقبلة للتعاون الدفاعي بين البلدين ستضع كل العلاقات الدفاعية تحت مظلة واحدة.
تبادل المجرمين قريبًا
أما في ما يتعلق باتفاقية تبادل المجرمين التي جرى توقيعها من قبل وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط البريطاني توبايس ألوود عندما حضر إلى الكويت في ديسمبر الماضي أشارت إلى أنهم بانتظار تصديق البرلمان البريطاني عليها في الخريف المقبل، كاشفة عن أن السفير البريطاني الجديد مايكل دافنبورت سيصل إلى الكويت في 21 سبتمبر الجاري، وهو قادم من صربيا، حيث كان يشغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي رئيس وفد الاتحاد الأوروبي هناك، لافتة إلى أن العرض الاستعراضي لسلاح الجو الملكي البريطاني الملقب بالأسهم الحمراء سيكون عصر يوم الخميس الموافق 28 سبتمبر الجاري في شارع الخليج بجانب أبراج الكويت.
وفي وقت أعلنت أن السفارة البريطانية في الكويت وافقت على 99 في المئة من طلبات التأشيرات التي قدمها الكويتيون، أهابت بالطلبة الكويتيين الراغبين في الدراسة أن يتقدموا للحصول على التأشيرة مبكرًا تجنبًا لأوقات الذروة، مرحبة بالتحسينات الأمنية التي قامت بها السلطات الكويتية في مطار الكويت متمنية أن تستمر.
رفع التبادل التجاري
وصفت بيركنز العلاقات بين بريطانيا والكويت بالوثيقة والتي تمتد إلى ما قبل فترة استقلال الكويت، و"هي قوية على المستويين الحكومي والشعبي، كما إن هناك الكثير من الكويتيين يزورون المملكة سنويًا لغايات عدة، منها العلاج والدراسة والسياحة، ومنهم المستثمرون وأصحاب العقارات، ونحن فخورون بقوة علاقاتنا مع الكويت، ونتمنى أن تستمر وتتطور بشكل أكبر".
وأشارت إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 1.5 مليار جنيه إسترليني في العام 2016، ونحن نعمل على الوصول إلى ملياري جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة، كما إن بريطانيا تحتل المرتبة العاشرة عالميًا كأكبر دولة مصدرة للكويت، والثالثة على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، بعد ألمانيا وإيطاليا، ما يجعل حصة بريطانيا نحو 5 في المئة من السوق الكويتية على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث نصدر للكويت المركبات والآلات والمعدات الميكانيكية والكهربائية ومنتجات الأدوية والمواد الغذائية والمشروبات.
ما هي الأسهم الحمراء؟
حول عرض الأسهم الحمراء المقبل في الكويت، عرفت بيركنز عنه بأنه عرض استعراضي لسلاح الجو الملكي البريطاني يلقب بالأسهم الحمراء سينطلق يوم الخميس الموافق 28 سبتمبر الجاري في تمام الساعة الرابعة عصرًا في شارع الخليج بجانب أبراج الكويت، ويأتي هذه المرة ضمن جولة خليجية وآسيوية، بعدما أقيم في العام الماضي في شهر نوفمبر، وقد لاقى ترحيبًا كبيرًا من قبل الكويتيين، وزيارة فريق الاستعراض جزء من العلاقات بين القوات المسلحة في البلدين، كما أن طائرات الأسهم الحمراء هي المستخدمة لتدريب طياري اليوروفايتر تايفون، التي اشترتها الكويت من الدول الأربع المصنعة لها.
عن المستجدات الطارئة بالنسبة إلى التأشيرات البريطانية أكدت أن السفارة أصدرت خلال العام الماضي نحو 18 ألف تأشيرة للمواطنين الكويتيين، معظمها للسياحة أو للعمل أو لزيارة الأصدقاء، وهذا الرقم يشمل من تقدم لطلب التأشيرة، وليس من حصل عليها إلكترونيًا، والذين تعدى عددهم الـ100 ألف، وقد تمت الموافقة على 99 في المئة من طلبات التأشيرات التي قدمها الكويتيون.
وبالنسبة إلى الطلبة الكويتيين فقالت إن "هناك الكثير منهم قد تقدموا حاليًا للحصول على تأشيرة الدراسة، حيث إن معالجة طلباتهم تستغرق وقتًا أكثر من المعتاد لكون موسم الدراسة قد اقترب، وهناك ازدحام، لكننا نعمل بقصارى جهدنا للانتهاء من إصدار التأشيرات مع إعطاء الأولوية للطلبة الذين ستبدأ دراستهم قبل غيرهم".
الأزمة الخليجية
وشددت بيركنز في حوارها مع "الراي" على أن بريطانيا تحرص على حل الخلاف بين أصدقائها في الخليج بأسرع وقت ممكن بالطرق الدبلوماسية، كما تساند الجهود التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل هذه الأزمة مئة في المئة، و"نحن نعلم أن لقاءه الرئيس الأميركي في الأسبوع الماضي خطوة جيدة نتمنى أن تنتج منها أمور إيجابية تساعد على حل هذه الأزمة، وبريطانيا على أتم الاستعداد بأي شكل من الأشكال للمساعدة، لكنها الآن تقف خلف جهود المبادرة الكويتية".
عن المؤتمر في شأن تداعيات الأزمة الخليجية والذي عقد في بريطانيا خلال هذا الشهر أكدت أنه ليس رسميًا، وأن لا تمثيل للحكومة البريطانية فيه.
بركينز قالت في المقابلة إن بريطانيا تؤدي دورًا كبيرًا في التحالف ضد تنظيم «داعش» وقد عملت بجد من أجل ذلك، حيث إن نشاطات هذا التنظيم الإرهابي غير مقبولة، وبعد تحرير الموصل وتقلص مساحة نفوذه هناك تخوف من حدوث المزيد من الهجمات على مناطق أخرى، و"نحن نعمل على منع ذلك، ولكن المهمة صعبة، ونحن نرحّب بالدور الذي تقوم فيه الكويت باستضافة مؤتمر لإعادة بناء المناطق المحررة في العراق والقضية السورية".
كما أكدت أن موقف بلادها تجاه ما يحدث في سوريا لم يتغير، و"هو ضرورة أن يكون هناك حل سياسي لهذه الأزمة، ولكن الرئيس بشار الأسد قد ارتكب الكثير من الجرائم ضد شعبه، ولا يمكن أن يكون له دور طويل المدى في حكم سوريا". ووصفت ما يحدث في بورما بالصعب جدًا وطالبت بضرورة توقفه حالا، كما دعت رئيسة الوزراء البورمية إلى حل هذه المشكلة ضد الأقليات المسلمة.
اجتماع لجنة التوجيه المشترك
وأملت أن يكون الاجتماع المقبل للجنة التوجيه المشتركة مع الكويت في أوائل ديسمبر، و"نحن على تواصل مع وزارة الخارجية الكويتية لتحديد التواريخ بدقة، وسيتم خلال الاجتماع متابعة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع مايو" مرحبة بالتحسينات الأمنية التي قامت بها السلطات الكويتية في مطار الكويت وتمنت أن تستمر.
أنا كويتية
باللغة العربية قالت بيركنز وهي تبتسم «أنا كويتية»... "قضيت في الكويت 4 سنوات، وانا معجبة كثيراً بطريقة ترحيب الكويتيين وحرارة استقبالهم الضيوف سواء للديوانيات أو للمنازل أو لمخيماتهم في موسم التخييم بطريقة مميزة جداً لم أشهدها من قبل، على الرغم من أن الكويت هي محطتي الثالثة خليجياً بعدما عملت في البحرين والإمارات، وستنتهي مهام عملي في الكويت في الربيع المقبل، ولا أعلم وجهتي المقبلة، فربما أكون نائبة سفير، في حال سأخدم في دولة فيها سفارة بريطانية كبيرة أو سفيرة في حال كانت صغيرة".
كذلك توقعت بيركنز أن تكون هناك زيارة لوزير النقل البريطاني كريس غرايلينغ للكويت في أواخر سبتمبر، وأيضا زيارة للبارونة موريس مبعوثة رئيسة الوزراء البريطانية للتجارة لدول الكويت والأردن وفلسطين، والتي ستعود مرة أخرى الى الكويت في ديسمبر المقبل خلال اجتماعات لجنة التوجيه المشتركة البريطانية الكويتية.
وأوضحت أن الشركات البريطانية التي تعمل في مجال النفط والغاز في الكويت هي شل وبريتش بتروليوم وبيتروفاك واميك فوستر ويلر، كما توجد شركات استشارية بريطانية تعمل مع هيئة مشروعات الشراكة، إضافة إلى الشركات التي تعمل في القطاع المالي مثل كي بي م جي و برايس ووترهاوس كوبرز.
التعليقات