لا يزال الجدل حول قضية الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق يحتل مساحة واسعة من تغطية عدد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية.

ونبدأ من صحيفة الزمان العراقية إذ يرى علي السوداني أن "زبدة الكلام هي أن للأصدقاء الأكراد الحق بدولة مستقلة حالهم من حال باقي شعوب الأرض ، والمشكلة ليست في الاستفتاء أو الاستقلال ، بل هي في حدود تلك الدولة المطلوب من العراق فقط دفع جزء من أرضه لخريطتها المزعومة".

ويضيف الكاتب أن "الحل والرأي هنا يجب أن يتولاه مجلس عراقي مصطفى من نخبة غير مرتزقة عالمة بتأريخ بلاد سومر وآشور وبابل وما حولها، وعارفة باللغات القديمة وتتوفر على كنز من كتب ومخطوطات وآثار وخرائط قديمة ستعين السياسيين من الجانبين على دق أوتاد الحدود قبل فتح بوابة جحيم لن تغلق أبداً".

من جهته، يقول سعيد السريحي في عكاظ السعودية إنه "من المؤسف أن يصبح بلد عربي كالعراق على حافة التقسيم، وأن يصبح مهددا بانفصال إقليمه الشمالي عنه والذي لا يعتبر جزءا من ترابه الوطني فحسب وإنما الجزء الذي يمثل الثقل الاقتصادي للعراق من حيث احتوائه على حقول النفط كذلك".

ويضيف الكاتب أن "السبب الذي يغري إقليم كردستان بالتصويت على الاستقلال عن العراق ليس ما يعانيه المركز المتمثل في بغداد من الضعف، كما لا يعود السبب إلى ما يستشعره الأكراد من استحقاقهم كقومية لوطن مستقل يمتلكون من خلاله حقهم في تقرير مصيرهم، وإنما يعود ذلك إلى السياسة التي انهجتها بغداد حين تحولت من دولة مدنية تجمع كافة أطياف المجتمع العراقي من عرب وأكراد وتركمان، وكذلك سنة وشيعة في إطار شامل من المواطنة التي تحفظ لكل طيف حقوقه وتمكنه من أداء واجباته، ليصبح دولة منحازة لطائفة محددة تقرر مصير العراق ومستقبله بناء على ما يحقق مصالحها، بل بلدا تتحكم في قراراته ومقاديره دولة مجاورة هي إيران".

أما أحمد منصور فيقول في الوطن القطرية إن "إصرار أكراد العراق على الاستفتاء على الانفصال رغم رفض كل دول الجوار ليس سوى تحصيل حاصل لواقع بدأ مع الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003، فهذا الحلم التاريخي للأكراد ما كان له أن يتحقق لولا ما قامت به الولايات المتحدة في العراق من تمزيق للنسيج الاجتماعي والعرقي والديني والجغرافي والتاريخي والحضاري وتحويل دولة من أغني دول العالم بالنفط والموارد والتاريخ والحضارة والإنسان إلى دولة فوضوية فاشلة يمارس فيها قتل الإنسان بشكل أبسط من قتل البعوض والحشرات".

بدوره، كتب يوسف مكي في الخليج الإماراتية قائلاً إن "الظروف قد تكون مواتية للأكراد لإعلان انفصالهم عن العراق، بسبب ضعف المركز، وعدم قدرة الجيش العراقي، على ردع أي محاولة انفصالية، وأيضاً بسبب تواطؤ بعض القوى السياسية المتنفذة مع مشروع التقسيم، لكن مجمل الظروف المحيطة، لا تخدم هذا الهدف، بل إن دول الجوار بدأت في الإفصاح عن نيتها التصدي لذلك، وبرزت إشارات باستعداد بعضها لاستخدام القوة العسكرية للحيلولة دون تمكن مسعود البرزاني من تحقيق هدفه".

"لحظة تاريخية"

في المقابل، يقول عيسى الشعيبي في الغد الأردنية إن "رغم ما يحيق بالخطوة الكردية المرتقبة من تحديات، ليس أقلها غسل الولايات المتحدة يدها من هذا المشروع الذي بذرت بذرته الأولى قبل نحو ربع قرن، ناهيك عن تهديدات الأتراك واستفزازات إيران، فإنه يمكن القول إن الشعب الكردي في البلاد التي يعيش فيها منذ مئات السنين، بات على بعد خطوة واحدة، من الإمساك بلحظته التاريخية الفارقة، وهي لحظة لن تفلت من بين يديه بعد الآن".

ويمضى الكاتب موضحاً: "ما علينا ونحن نشهد انبلاج فجر الحركة القومية الكردية عن يوم تطلعت له أجيال متعاقبة من أقرب القوميات إلى العرب، إلا أن نتمنى لهم النجاح (وليس لدينا غير ذلك)، وألا نرى تكراراً للمشهد المحزن، بل والمروع، الذي انجلى عنه استقلال جنوب السودان".

ويقول أسعد حيدر في المستقبل اللبنانية إن "استقلال (كردستان) العراق، يفتح الأبواب أمام أكراد تركيا وإيران وسوريا للمطالبة والعمل السياسي والمسلّح لنيل ما ناله أخوتهم أكراد العراق من الاستقلال، وكل ذلك على طريق قيام (كردستان الكبرى). الأكراد في الأساس شعب وقومية، ظلموا بسبب تمزيقهم من ثلاث دول كبيرة في المنطقة. وهم يملكون الشروط القومية الواجبة ليكونوا أمةً واحدة تعيش في دولة على قدَم المساواة مع دول المنطقة".