نصر المجالي: انتقدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين، رفض الولايات المتحدة إيفاد ممثلين عنها للمشاركة في لقاء سوتشي حول سوريا بصفة "مراقب"، بناء على دعوة موسكو.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في ردها على سؤال حول تقييم موسكو قرار واشنطن عدم المشاركة في اللقاء الدولي العاشر حول سوريا ضمن "صيغة أستانة" إنه رد مؤسف، علما أن هناك تأكيدات تسمع من واشنطن دوما عن استعدادها للمساهمة في إطلاق العملية السياسية في سوريا.

ويأتي الاجتماع الذي انطلق اليوم الاثنين بمدينة سوتشي الروسية ويستمر على مدى يومين، في إطار اللقاء الـ10 بـ"صيغة أستانة" بشأن التسوية السورية.

وأشارت المتحدثة إلى أن هذه العملية هي التي يركز عليها اللقاء في سوتشي، مضيفة أن موسكو لم تنظر أبدا إلى "ساحة أستانة" على أنها بديل عن صيغة جنيف، بل اعتبرتها ساحة من شأنها أن تسهم بشكل ملموس في تحقيق تقدم في هذا المسار، بناء على قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي.

تقليل&

وقالت زاخاروفا إن موسكو ترى في رفض الولايات المتحدة إيفاد ممثلين عنها إلى سوتشي محاولة للتقليل من شأن "صيغة أستانة"، "والحط من نتائج جهود وساطة ليس في مقدور واشنطن السيطرة عليها".

وذكرت زاخاروفا أن دعوة الولايات المتحدة إلى تقديم ساحة جنيف على كل الساحات الأخرى، بذريعة دعم مهمة المبعوث الأممي الخاص إلى الشأن السوري، ستيفان دي ميستورا، تبدو سخيفة، نظرا لمشاركة المبعوث نفسه في أعمال لقاء سوتشي.

دعوة واشنطن&

وكانت روسيا قد قدمت دعوة لواشنطن لحضول لقاء سوتشي، إذ قال نائب المتحدث الرسمي للخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، "سيحضر الاجتماع ممثلون، على مستوى نواب وزراء الخارجية، من روسيا وإيران وتركيا، كدول ضامنة لعملية أستانة للتسوية السورية، ووفدا الحكومة السورية والمعارضة السورية، ومراقبون من الأمم المتحدة والأردن. وقد أرسلنا دعوة للولايات المتحدة أيضا".

إلا أن الخارجية الأميركية أعلنت، في 26 يوليو، أن واشنطن لن تشارك في مؤتمر سوتشي الخاص بالتسوية السورية.&

وقال مسؤول ف الخارجية "لن تحضر الولايات المتحدة بصفة مراقب أو أي صفة رسمية"، مضيفا "لا يزال تركيزنا على التفاوض تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف وتحقيق تقدم كبير في هذه المفاوضات. والقنوات والأماكن الدبلوماسية الأخرى تصرف الانتباه عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254".

مشاركون

ويشارك في المحادثات ممثلو الدول الضامنة للهدنة في سوريا (روسيا وإيران وتركيا). ويرأس الوفد الروسي المبعوث الخاص للرئيس إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، والجانب التركي نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، ووفد إيران، مساعد وزير الخارجية، حسين جابري أنصاري.

ويمثل الأمم المتحدة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، برفقة فريق من خبراء الأمم المتحدة لتقديم المساعدة التقنية للبلدان الضامنة، وخاصة بشأن المعتقلين والمختطفين والمفقودين.

الجولة 9

وجرت الجولة الـ9 من المفاوضات حول سوريا في العاصمة الكازاخستانية أستانة خلال يومي 14 و15 مايو الماضي. وأسفرت تلك الجولة عن إصدار الدول الضامنة بيانا مشتركا، يشير، على وجه الخصوص، إلى أن اللقاء المقبل لمجموعة العمل لشؤون المحتجزين سيعقد في أنقرة، وأن الجولة المقبلة للمفاوضات حول سوريا في إطار أستانة ستجري في يوليو، إلا أنها خلافا لسابقاتها ستعقد في سوتشي وليس في العاصمة الكازاخستانية.

وعلاوة على ذلك، اتفقت الدول الضامنة على أن تجري مشاورات مع ممثلي الأمم المتحدة وأطراف النزاع فيما يخص بداية عمل اللجنة الخاصة بصياغة دستور جديد لسوريا.