لندن: دعت الأمم المتحدة الى توسيع مشاركة المرأة العراقية في الحياة السياسية وصنع القرار وخاصة في تولي المناصب الوزارية والقيادية في الحكومة المقبلة فيما اشتكى ناشطون وناشطيات عراقيات من غياب الإرادة والرؤية السياسية لإشراك النساء في مواقع صنع القرار.&

جاء ذلك خلال اجتماع عقدته شخصيات عراقية ناشطة من النساء والرجال تسعى إلى تعزيز دور المرأة في السياسة العراقية مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش حيث أوضحوا رؤيتهم بشأن شمول منظور المساواة للتنوع الاجتماعي في برنامج الحكومة العراقية الجديدة، ودعوا الأمم المتحدة إلى دعمهم في تحقيق التمثيل الهادف والفاعل للنساء في العمليات السياسية.

وقدّمت المجموعةٌ التي تضم ناشطين وناشطات من شبكة النساء العراقيات والشبكة العراقية وشخصياتٌ أكاديميةٌ مطالبهم خلال اجتماعٍهم اليوم مع كوبيش الذي تعهّد بزيادة دعم الأمم المتحدة لتحقيق أهدافهم كما قال بيان عن البعثة الجمعة تسلمت "أيلاف" نصه.

أسف لعدم اشراك النساء في صنع القرار

وأعرب المشاركون عن أسفهم لغياب الإرادة والرؤية السياسية لإشراك النساء في مواقع صنع القرار وطالبوا بتوسيع مساحة مشاركة النساء في العمليات السياسية والمصالحة التي لم تتحقق بعدُ بصرف النظر عن التعهدات بالقيام بذلك، بالإضافة إلى العديد من الاستراتيجيات والخطط والأطر الوطنية الحكومية.&

ورسم المشاركون ملامح الطريق نحو تحقيق المساواة للتنوع الاجتماعي في الحكومة المقبلة ومجلس النواب وقيادة الأحزاب السياسية.&

وشددت توصياتُ خرجت عن الاجتماع على ضرورةَ إشراك النساء في لجان التفاوض بشأن تشكيل الحكومة، وتحقيق حصةً بنسبة 30 في المائة في التشكيلة الحكومية المقبلة والهيئات المستقلة والمؤسسات في فروع السلطة التشريعية والتنفيذية. كما دعا المشاركون إلى إنشاء آليةٍ وطنيةٍ ذاتِ صلاحياتٍ وسلطةٍ لتنسيق تنفيذ الأُطُرِ الوطنيةِ التي تعزّزُ أجندة المرأة والسلام والأمن، بما في ذلك خطة العمل الوطنية.

وطلب المشاركون من الأمم المتحدة تقديم الدعم الحيوي والفاعل لمقترحاتهم ومطالبهم، من خلال عمل الأمم المتحدة مع الحكومة والقادة السياسيين ورؤساء الكتل السياسية.

الأمم المتحدة ستعمل لتمكين العراقيات

وقد ثمن الممثل الخاص كوبيش بجهود النساء العراقيات قائلاً إنها جاءت في وقتها المناسب بين مرحلتي الانتخابات وتشكيل الحكومة. وأكّد أن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ستحث القادة السياسيين والقوى السياسية على تضمين منظورات التنوع الاجتماعي في برنامج الحكومة بالإضافة إلى تخصيص ميزانيةٍ تستجيب لاعتبارات هذا التنوع.. مؤكدا التزام الأمم المتحدة بتدعيم جهود المجتمع المدني لتحقيق المساواة الاجتماعية وتمكين المرأة، وقال إن بعثة الأمم المتحدة واستناداً إلى ولايتها في العراق على استعدادٍ لمواصلة وتعزيز عملها في هذا الصدد.

&كما أثار المشاركون شواغلَ عامّة من بينها التراجع المطّردُ لحقوق المرأة، وعدم اتخاذ خطواتٍ فاعلةٍ لمعالجة تلك الحقوق وافتقار النساء إلى الفرص الاقتصادية. وشدّدوا على ضرورة إعداد برامج خاصة لتمكين الشباب - مع التركيز على دور الإناث منهم - كقادةٍ للمستقبل في كافة المجالات.

دعوة لاليات تضمن تعويضات للناجيات من فظائع داعش&

&وأوضح المشاركون أن تنظيم داعش خلق مشاكل للنساء أكثر مما واجهنه سابقاً، لا سيما النساء اللواتي لا يملكن سُبُل العيش ويُعلْنَ أُسَرهن، وبعضهنّ يعانين بسبب وصمهن بالعار وربطهن بالجماعة الإرهابية، وكذلك غياب الرعاية لأسر الشهداء الذين قاتلوا داعش. وشدّدوا على الحاجة إلى اعتماد آلياتِ العدالة الانتقالية لضمان المصالحة السياسية والمجتمعية والمسائلة والعدالة والتعويضات للناجيات من فظائع داعش.
&وفي السياق ذاته، اجتمع كوبيش قبل يومين مع وفد الفريق الوطني المعني بتنفيذ خطة العمل الوطنية العراقية حيث قدّم الوفد طلباتٍ مماثلة، بالإضافة إلى مناقشة التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل الوطنية العراقية، وكذلك التحديات التي تعترض تنفيذها، بما في ذلك عدم وجود ميزانية مخصصةٍ لدعم أنشطة خطة العمل الوطنية.

&وقد اكد كوبيش على أن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ستواصل العمل مع الزعماء السياسيين لإدراج منظورات التنوع الاجتماعي في البرنامج الحكومي، فضلاً عن حصة بنسبة 30 في المائة لتمثيل المرأة في المناصب الوزارية والقيادية.&

يشار الى ان العديد من المرشحات العراقيات للانتخابات العراقية الاخيرة التي جرت في 12 مايو أيار الماضي قد حصلن على عدد كبير من الأصوات ضمن قوائمهن السياسية حيث فازت 22 مرشحة بمقاعد لهن في البرلمان الجديد فيما يتوقع أن تضمن نسبة الكوتا البرلمانية للنساء والبالغة 30% حالياً 83 مقعداً للنساء وهي العتبة الدنيا لمقاعد النساء في البرلمان الجديد الذي سيضم 329 نائبا.

يذكر أن عدد المرشحين الكلي للانتخابات الاخيرة بلغ 7018 بينهم 1983مرشحة من بينهن 8 ترأسن قوائم وتحالفات انتخابية في بغداد وجنوب وشمال العراق.&