قال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيغلاند إن روسيا وتركيا وإيران تعهدت بتفادي اندلاع معركة في محافظة إدلب (شمال سوريا).

إيلاف: في مؤتمر صحافي عقده أول أمس الخميس، و تلقت "إيلاف" تفاصيله، عقب اجتماع لمجموعة العمل الدولية المعنية بالشأن الإنساني في سوريا، قال إيغلاند إن الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) أبلغت الحاضرين في الاجتماع أنها ستبذل ما في وسعها لتفادي معركة من شأنها تهديد ملايين المدنيين في محافظة إدلب.

وفيما اعتبر أنه لا يوجد الْيَوْم ما تُعرف بالمناطق المحاصرة من قبل أي طرف، وفق معايير الأمم المتحدة، وأعرب عن أمله بانتهاء الحرب قريبًا، قدّر إيغلاند عدد السكان في إدلب بنحو أربعة ملايين أو أكثر، وأبدى أمله بأن يتوصل المبعوثون الدبلوماسيون والعسكريون إلى اتفاق لتجنب "إراقة الدماء"، لكنه قال في الوقت عينه إن الأمم المتحدة تجري تحضيرات للمعركة المحتملة، وستطلب من تركيا إبقاء حدودها مفتوحة للسماح للمدنيين بالفرار إذا تطلب الأمر.

إرادة الدول المحتلة
من جانبه اعتبر منذر آقبيق القيادي في تيار الغد السوري المعارض والناطق باسمه أن "وضع إدلب معقد جدًا، والمجتمع الدولي بشكل عام يريد التخلص من النصرة، لكن تركيا لا يبدو أنها تتعاون كثيرًا في هذا الملف، وتأخرت في ذلك". وقال من الممكن أن تركيا تبحث عن ثمن ما في المقابل في مكان آخر.

حول الوضع السوري بشكل عام قال لـ"إيلاف" إن "سوريا أصبحت دولة محتلة عسكريًا وسياسيًا من قبل أربع دول، روسيا وأميركا وإيران وتركيا، مع أفضلية أكبر في الدور والنفوذ لروسيا".

ورأى أنه من الطبيعي أن "الدول المحتلة هي التي سوف تنفذ إرادتها التي تتفق عليها في ما بينها من أجل مصالحها، وهذا على المديين المتوسط والقصير، لكنها تترك هامش للسوريين بمشاربهم السياسية المتنوعة كي ينجزوا عملية سياسية تبدأ بعملية دستورية".

وأشار إلى أن "تلك الدول سوف تُمارس نفوذها من أجل أن يتفق السوريون في النهاية على هذا الدستور الذي يؤسس نظريًا للحياة السياسية في سوريا على المدى الطويل"، وأكد أن "السوريين إذا تَرَكُوا وحدهم، فلن يتفقوا أبدًا في ظل حرب أهلية استمرت ثماني سنوات، والعداء الشديد المتواصل بينهم، سواء بين النظام والمعارضة أو بين أطياف المعارضة نفسها".

وشدد على أنه ليس أمام السوريين سوى أن يعملوا من خلال هذا الهامش الممنوح لهم من قبل الدول المحتلة من أجل تأسيس جمهورية جديدة للأجيال المقبلة، تكون فيها المبادئ المفقودة منذ عشرات السنوات، مثل الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة & & & &وحقوق الإنسان والحريات، وذلك بعد استقرار الأوضاع وتأمين الدول المحتلة لمصالحها، وخلال فترة قد تطول أو تقصر سوف يكون هناك جلاء للجيوش الأجنبية".

وقال أيضًا إن "الجمهورية الجديدة المنتظرة هي ثمرة الثورة وحتى نستطيع قطاف هذه الثمرة، علينا أن نعمل على أن تكون محققة لمبادئنا التي ناضلنا من أجلها لسنوات".

قصف عنيف
فيما أكد ناشطون أن قوات النظام السوري بدأت بقصف محيط مدينة جسر الشغور في جنوب إدلب عبر المدفعية والصواريخ تزامنًا مع إرسال تعزيزات عسكرية تتضمن جنودًا وآليات مع قصف أيضًا لريف إدلب في سهل الغاب وشمال ريف حماة من دون مشاركة من القوات الروسية.

ووجّهت في غضون ذلك "اليونيسيف" نداء من أطفال سوريا تلقت "إيلاف" نسخة منه، وناشدت إعطاء الأولوية إلى الأطفال واحتياجاتهم، ووضع الأطفال فوق كل الأجندات السياسية والعسكرية والاستراتيجية.
&