لندن: عقدت اليوم الاثنين وتستمر غدا الثلاثاء الجولة العاشرة لمفاوضات أستانة بشأن سوريا في مدينة سوتشي الروسية بحضور ممثلين عن النظام والمعارضة، ويضم وفد المعارضة ممثلين عن الفصائل السورية.

ورغم أنه من المتوقع استمرار بحث القضايا الإنسانية والسياسية وملف اللجنة الدستورية ومصير محافظة إدلب الا أن مصادر متطابقة أكدت لـ "إيلاف" "أنه من الصعب التركيز على ملف محافظة إدلب والوصول الى نتيجة عبر هذا الاجتماع".

وتشهد منطقة خفض التصعيد الرابعة في محافظة إدلب (شمال غرب)، ومصيرها، خلافات بين الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران.

وقال فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر وعضو وفد أستانة خلال المفاوضات السابقة في تصريح لـ "إيلاف" إن وضع إدلب ما زال غير واضح، فلقاء الرئيس التركي ونظيره الروسي تناول الوضع هناك وجاءت بعده تطمينات من تركيا وتحذيرات منها للنظام .

وتساءل "لكن ما دور إيران في ذلك الاتفاق، وهل ستعمل على تخريبه أم لن تستطيع؟" وأضاف "هذا ما سيكون له أثر واضح في مضي النظام بعمل عسكري على إدلب أم توقفه".&

واعتبر حسون "أن لاجتماع الدول الكبرى الأربعة في اسطنبول في الشهر القادم دور كبير في ذلك".

وتابع "إن فرضت معركة إدلب فلن تكون سهلة على الجميع، وفد تؤدي لعودة اشتعال مناطق جديدة كالساحل وحماة، وهو ما لا يريده الروس الذين يسوقون أن النظام انتصر وأن الوضع في سورية تحت السيطرة".

قلة تمثيل المعارضة

هذا وأكد أيضا مصدر مشارك في المفاوضات أنه من غير المرجح التوصل إلى أي اتفاق بشأن قضية إدلب، أكبر معقل للفصائل المسلحة في البلاد.

وأوضح لوكالة "نوفوستي" أن فرص التوصل إلى اتفاق بخصوص إدلب ضعيفة بسبب قلة تمثيل المعارضة عموما وخاصة غياب المعارضين المدعومين من تركيا في المباحثات.

وقد وصل المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس إلى سوتشي للمشاركة رفقة فريق من خبراء الأمم المتحدة، كما يشارك ممثلو الدول الضامنة ومراقبون عن الأردن.

ولم تتأكد بعد مشاركة أي مسؤول أميركي، وسط حديث عن رفض تام للمشاركة، حيث سبق أن رفضت واشنطن دعوة موسكو للمشاركة واكتفت بالتأكيد على ضرورة حصر أي حسم للصراع السوري بمنصة جنيف وتحت رعاية الأمم المتحدة.

واختتمت الجولة التاسعة من مفاوضات أستانة في كازاخستان بمنتصف مايو الماضي، مع إصدار الأطراف الضامنة إعلانا مشتركا جاء فيه أن الجولة القادمة ستعقد في سوتشي، وأنه سيتم إجراء مشاورات مع مسؤولين أمميين وأطراف النزاع في سوريا لإطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية.

جيش جديد

في غضون ذلك كشف مصدر في المعارضة السورية عن قيام فصائل المعارضة في الشمال السوري بتشكيل جيش جديد لمواجهة القوات الحكومية التي تستعد للتوجه الى محافظة إدلب بعد انتهاء معارك محافظة درعا خلال الأيام القليلة القادمة.&

وقال المصدر توحدت فصائل المعارضة وأبرزها جبهة تحرير سورية وهيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية وجيش الاسلام وجيش إدلب الحر في تشكيل جيش جديد أطلق عليه اسم جيش الفتح والذي يزيد عدد مقاتليه عن أكثر من 75 ألف شخص بهدف التصدي للقوات الحكومية التي بدأت تحتشد باتجاه المنطقة من محاور ريف حلب الجنوبي والغربي وريف إدلب الغربي وريف اللاذقية وتم تحديد مهام كل جبهة من تلك الجبهات.

وأكد المصدر لوكالة الأنباء الألمانية أن عملية التحضير لجيش الفتح بدأت منذ عدة أشهر وعقدت اجتماعات مكثفة لتحديد الأطر العامة للجيش والمهام التي توكل الى قياداته، وتم ضم أغلب مقاتلي الفصائل التي غادرت حمص والغوطة الشرقية وريف دمشق ودرعا الى الجيش الجديد.

وتوقع المصدر أن تبدأ العمليات العسكرية قبل نهاية شهر أغسطس القادم وذلك بعد خروج أهالي بلدتي كفريا والفوعة من ريف إدلب وبدأت القوات الحكومية بارسال تعزيزات عسكرية كبيرة الى شمال وغرب سورية.&

وأعلنت الحكومة السورية في أكثر من مناسبة أن القوات الحكومية سوف تتجه الى محافظة إدلب بعد انتهاء المعارك في محافظة درعا والتي من المتوقع ان تنتهي خلال اليومين القادمين.

وحول هذا الملف اعتبر حسون "أن أي تنسيق ما بين الفصائل المعارضة السورية غاية وهدف يتم عبره مواجهة أي حملة مرتقبة للنظام وداعميه في إدلب ومحيطها، وكذلك إمكانية اعتبار ذلك منطلقا لتشكيل جيش وطني، حيث ما عادت الساحة السورية تتحمل أي خلاف بين الفصائل وتشتت في الجهود، لا سيما أنه ما عاد هناك مناطق محررة إلا تلك التي تتمتع بنفوذ تركي، وأي مشروع يتم به التنسبق والتعاون مع تركيا فستكون إيجابياته واضحة على هذه المناطق".