دعت شخصيات ألمانية حكومتها إلى مواجهة نشاطات المخابرات الإيرانية على أراضي بلادهم وعدم تسليم الدبلوماسي الإيراني أسدي المعتقل في ألمانيا بتهمة الإعداد لتفجير المؤتمر العام للمعارضة الإيرانية في باريس أخيرًا إلى بلاده.

إيلاف: خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة الألمانية للتضامن مع إيران الحرة في العاصمة الألمانية برلين تحت عنوان "ينبغي وضع جهاز الاغتيال والإرهاب التابع للملالي أمام المحاكم"، قالت هيله غوزه يعقوب،&أمينة عامة للجنة، إن هذا المؤتمر يهدف إلى كشف وفضح المحاولة الفاشلة لتفجير التجمع الكبير للمعارضة الإيرانية في الخارج المنعقد في باريس في نهاية يونيو، ومنع مساعي النظام الإيراني الرامية إلى إخراج الدبلوماسي الإرهابي التابع له أسد الله أسدي، الذي يقبع في سجن ولاية بايرن الألمانية منذ أوائل يوليو الماضي.&

وتسعى السلطات الإيرانية حاليًا إلى ترحيل أسدي من ألمانيا إلى فيينا، حيث يرأس محطة المخابرات الإيرانية في ألمانيا من سفارة بلاده هناك، كمرحلة أولى لترحيل السلطات النمساوية إياه إلى بلاده متمتعًا بحصانته الدبلوماسية، وهو ما سيؤدي إلى إفلاته من المحاكمة بتهم إرهاب.

دبلوماسي إيراني متورط في الإعداد لجريمة كبرى
من جهته، تحدث محامي الشؤون الجنائية برند هويسلر خلال المؤتمر الذي عقد مساء أمس حول التداعيات الخطيرة التي كان سيخلفها تفجير مؤتمر المعارضة في حال حدوثه.. مؤكدًا أن هذا العمل لم يكن في مرحلة التخطيط، وإنما كان في آخر مراحله التنفيذية، ويقع تحت طائلة العقوبات الشديدة جدًا.

وقال إن "أسدي الدبلوماسي الإرهابي المتهم بالإعداد لجريمة التفجير يعارض حتى الآن إعادته إلى بلجيكا لعله يعلق آمالًا حتى الآن على مساعي النظام الإيراني لإخراجه من هذه القضية".. وشدد على ضرورة عدم إفساح أي امكانية أو مجال لهذا النظام تحت أي وجه كان لنقله إلى هناك". وأضاف: "الإيرانيون المعارضون للنظام وداعموهم في الخارج جميعهم معرّضون لخطر محاولات التفجير هذه، ويحق لهم تقديم طلب انضمام إلى القضية كمدّعين خاصين فيها".

أما مارتين باتسلت، ممثل إيران في لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني، فقد شدد على ضرورة "فتح الأعين بالنسبة إلى حقيقة النظام الإيراني، فهو يقوم بقمع شعبه، الذي ضاق ذرعًا منه، وهو غير مستعد للتخلي أبدًا عن عمليات الاغتيال والإرهاب التي ينفذها". &&

وأشار باتسلت إلى "إعداد رسالة جماعية من&كلا الحزبين الألمانيين الحاكمين، وموقعة من وزراء سابقين ونواب حاليين، لتوجيهها إلى المستشارة ميركل والقضاء، تحذر من مساعي النظام الإيراني إلى تعطيل هذه القضية، وتؤكد على ضرورة دعم سيادة القانون".

مواجهة نشاط المخابرات الإيرانية في ألمانيا
من جانبه، دعا إدوارد لينتر نائب وزير الداخلية الألماني السابق إلى مواجهة نشاطات مخابرات النظام الإيراني على الأراضي الألمانية بشكل حاسم ومتواصل حتى يتم إيقافها قدر الإمكان. وأوضح أن عملاء هذا&الجهاز الاستخباراتي يشكلون خطرًا محتملًا يمهّد الطريق إلى الإرهاب وعمليات الاغتيال، ويجب طردهم من هذا البلد، ولذا يمكننا إرسال إشارة واضحة إلى طهران بهذا الخصوص. وأضاف إن "أسدي" المتهم في القضية "يجب أن يواجه المحاكمة، ولديّ ثقة تامة في نظامنا القضائي بهذا الخصوص".

اعتقال ضابطي مخابرات إيرانيين
ولفت جواد دبيران عضو اللجنة الخارحية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى اعتقال ضابطين تابعين لوزارة مخابرات نظام طهران أخيرًا، في أحدث حالة للنشاطات المخابراتية والإرهابية للنظام، محذرًا من توسع الإرهاب الحكومي الإيراني، ودخوله مرحلة جديدة، موضحًا أن "المؤامرة الإرهابية التي كانت تهدف إلى تفجير تجمع 30 يونيو في باريس متورط فيها عدد من قادة وعناصر الأجهزة والمسؤولين في داخل إيران".. مشيرًا إلى أن "النظام الإيراني يسعى بكل قوة إلى إخراج هذا&الدبلوماسي الإرهابي المدعو أسدي من قفص العدالة".&
&
من هو الدبلوماسي الإرهابي؟
يشار إلى أن أسدي هو مسؤول محطة وزارة المخابرات الإيرانية في فيينا، وأنه شغل هذا المنصب منذ يونيو 2014، ويقوم بتنسيق أنشطة جميع محطات المخابرات الإيرانية في أوروبا، حيث إنه بذلك يعتبر أنه يشغل المنصب الأكثر أهمية لوزارة المخابرات الإيرانية في أوروبا.&

ووفقًا لمعلومات محدّدة، فإن أسدي هو ضابط كبير في وزارة المخابرات ومُخطط للهجمات الإرهابية، وله خبرة وتدريب في عمليات الهدم والتفجيرات، وقد تلقى تدريبات عديدة، إضافة إلى تدريبات في ما يخص جمع المعلومات الاستخبارية والاستطلاع.&

وقد أعلن مكتب المدعي العام الفيدرالي البلجيكي في 2 يوليو الماضي عن تفكيك مؤامرة إرهابية ضد مؤتمر "إيران حرة 2018 ..البديل"، والذي عقد في 30 من الشهر نفسه دعمًا لنضال الشعب الإيراني.. وأشار إلى أن دبلوماسيًا إيرانيًا بارزًا، ومقره في السفارة الإيرانية بفيينا، النمسا، تم اعتقاله أيضًا في ما يتعلق بالمخطط الإرهابي المخطط له عندما كان في ألمانيا، في إشارة إلى أسدي.

وقد تم توجيه اتهام إلى هذا الدبلوماسي الإيراني في بلجيكا بتدبير مؤامرة إرهابية، كما اتهمته ألمانيا، "بالعمل كعميل خارجي والتآمر لارتكاب جريمة قتل". &

وكانت النيابة العامة الفيدرالية الألمانية قد أعلنت في العاشر من الشهر الماضي أن القضاء الألماني أصدر قرارًا باحتجاز أسد الله أسدي، وهو مسؤول محطة المخابرات فيها، بتهمة التجسس والتواطؤ في ارتكاب جريمة قتل، وذلك بعدما تم اعتقاله في الأول من الشهر نفسه بمذكرة توقيف أوروبية.&

ووفقًا للنيابة، فإن أسدي كان قد كلف في مارس 2018 زوجين يعيشان في أنتويرب في بلجيكا بتنفيذ هجوم بالمتفجرات على التجمع السنوي الكبير للإيرانيين المعارضين في باريس، حيث سلمهما عبوة ناسفة تحتوي على 500 غرام من مركب ثلاثي الأترونيترويبوكسيد (TATP) في نهاية يونيو في مدينة لوكسمبورغ.&

وأشارت النيابة إلى أن أسدي كان عضوًا في وزارة المخابرات الإيرانية المكلفة مراقبة ومواجهة الجماعات المعارضة داخل وخارج إيران.&ولذلك، فإن مذكرة التوقيف الصادرة من القضاء الألماني لا تتعارض مع طلب تسليم المتهم المطلوب إلى مكتب المدعي العام البلجيكي.

قبل ذلك كانت السلطات الأمنية والنيابة العامة البلجيكية قد وصفتا الإيرانيين المعتقلين في بلجيكا بأنهما خلية نائمة للنظام الإيراني كان أسدي يوجّهها منذ سنوات، فيما قال متحدث باسم القضاء البلجيكي "عمليًا جميع موظفي السفارات الإيرانية هم جزء من الأجهزة الأمنية". &&
&


&