روما: صعّدت روما الجمعة لهجتها بوجه الاتحاد الأوروبي في مسألة توزيع المهاجرين الذين لا يزال نحو 150 منهم عالقين منذ أكثر من أسبوع على متن سفينة لخفر السواحل الإيطاليين.

وبعد هجمات متكررة لوزير الداخلية الإيطالي نائب رئيس الحكومة ماتيو سالفيني في ملف الهجرة، دخل نائب رئيس الحكومة الإيطالية وزعيم حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات لويجي دي مايو على خط المواجهة مع الاتحاد الأوروبي مصعدا ومتوعدا.

وقال دي مايو في مقابلة نشرت الخميس على موقع فيسبوك "إذا لم تصدر أي نتائج عن اجتماع المفوضية الأوروبية غدا (اليوم الجمعة)، وفي حال لم يتخذوا أي قرار بشأن (السفينة) ديتشوتي وإعادة توزيع المهاجرين فلن نكون، حركة خمس نجوم وأنا، على استعداد لإعطاء الاتحاد الأوروبي 20 مليار يورو كل عام".

والجمعة أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي على فيسبوك "على إيطاليا أخذ العلم بأن أوروبا أضاعت اليوم فرصة جيدة" لإظهار تمسكها بـ"مبادئ التضامن والمسؤولية" التي تعتبرها دوما "قيما أساسية"، في إشارة منه إلى عدم توصل الاجتماع الذي عقد في بروكسل إلى أي اتفاق حول الهجرة.

وتابع كونتي أن إيطاليا "ستستخلص العبر" من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

من جهته سعى وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو إلى التهدئة بتأكيده مساء الجمعة أن "أعضاء الاتحاد الأوروبي ملزمون قانونا بتسديد المساهمات المالية للاتحاد".

وفي وقت سابق الجمعة رد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ألكسندر فينترشتاين على تصريحات دي مايو، مؤكدا أن التهديدات في أوروبا "لا تفيد في شيء ولا تؤدي إلى أي نتيجة".

وأكد فينترشتاين أن "التصريحات غير البناءة لا تساعد ولا تسهم في تقريب الحلول".

وعُقد الاجتماع في بروكسل بعد أسبوع من انقاذ السفينة "ديتشوتي" التابعة لخفر السواحل الإيطاليين 190 مهاجرا في 15 و16 آب/أغسطس في مياه البحر المتوسط، ورفض وزير الداخلية الإيطالي وزعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف استقبالهم في إيطاليا.

- "أوضاع حرجة" -
وبعد أسبوع من عملية الإنقاذ تبدو الحكومة الإيطالية أكثر إصرارا على موقفها المتشدد في ملف الهجرة، وهي تلقى في ذلك تأييدا شعبيا قويا بحسب آخر الاستطلاعات، على الرغم من الانتقادات المتزايدة للمعاناة التي يعيشها المهاجرون على متن السفينة "ديتشوتي".

والثلاثاء اتّهم الكاتب الإيطالي روبرتو سافيانو الشهير بكتاباته ضد المافيا الحكومة الإيطالية "بأخذ 177 شخصا كرهائن".

والجمعة الماضي وجّهت المنظمة الإيطالية للدفاع عن الحريات رسالة إلى السلطات القضائية في صقلية تشير فيها إلى "أوضاع حرجة للمهاجرين العالقين على متن السفينة ديتشوتي يمكن ان تعرّض إيطاليا للإدانة من قبل هيئات دولية".

وفتحت السلطات القضائية في صقلية تحقيقا حول السفينة "ديتشوتي" يتناول عصابة إجرامية تسعى للإتجار بالبشر، اضافة الى احتجاز أشخاص نظرا إلى أن إبقاء المهاجرين على متن السفينة قد يشكل مخالفة قانونية.

والجمعة قال وزير الداخلية الإيطالي "إذا أراد قاض توقيفي أنا بانتظاره لا مشكلة".

وأفادت وسائل إعلام إيطالية بأن قلة من المهاجرين بدأت إضرابا عن الطعام احتجاجا على الأوضاع التي تعيشها.

وأعلن خفر السواحل الإيطاليون لوكالة فرانس برس أن هؤلاء المهاجرين "رفضوا صباح الجمعة تناول الفطور".

ومساء أفادت وسائل إعلام إيطالية بأن المهاجرين أوقفوا إضرابهم ووافقوا على تناول الطعام الذي قدمه اليهم خفر السواحل على متن السفينة.

ورد سالفيني على خطوة المهاجرين بقوله إن "خمسة ملايين إيطالي ممن يعيشون في فقر مدقع يضربون عن الطعام كل يوم، ولا يحرك الصحافيون والغيارى على مصالحهم ساكنا. الإيطاليون أولا".

وشددت الحكومة الإيطالية الجديدة ضغوطها على بقية دول الاتحاد الأوروبي من أجل زيادة حصصها من استقبال المهاجرين.

واستقبلت إيطاليا نحو 700 ألف مهاجر منذ 2014، علما بأن هذا العدد تراجع بنسبة 80 بالمئة حتى نهاية حزيران/يونيو 2018 مقارنة مع العام الماضي، بحسب وزارة الداخلية الإيطالية.

وفي تموز/يوليو أنقذت السفينة "ديتشوتي" التي أرسلتها السلطات الإيطالية لمراقبة قارب للصيد من بعيد 450 مهاجرا كانوا على متنه، بقي وضعهم معلقا ثلاثة أيام إلى أن وافقت إيطاليا على نزولهم بعد أن انتزعت موافقة دول أوروبية أخرى على استقبال قسم منهم.