إيلاف من لندن: تصاعد الصراع اليوم بين الكتل السياسية الشيعية العراقية حول تشكيل الكتلة الاكبر التي ترشح رئيس الحكومة الجديد بتحدي العامري والخزعلي للعبادي حول تجميد عمل مفوضية الانتخابات ودعوة الزعيم السياسي الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر إلى صلاة شيعية سنية مليونية بالاكفان في مدينة الكوفة ضد الطائفية والفساد والمحاصصة والارهاب.&

ودعا زعيم التيار الصدري رئيس تحالف سائرون الفائز في الانتخابات البرلمانية الاخيرة مقتدى الصدر إلى صلاة شيعية سنية مليونية موحدة بالاكفان في مدينة الكوفة (170 كم جنوب بغداد) الجمعة المقبل ضد الطائفية والفساد والمحاصصة والارهاب والمحتل.

وقال موجهًا كلامه إلى العراقيين في كلمة تابعة نصها:&"البسوا الاكفان بكل خشوع وهيبة ووقار..في صلاة موحدة "يرجف منها الفاسدون ويذل الظالمون فهبوا لتقولوا قولتكم بكل سلم وسلام &أن سلاما على العراق واهل العراق ".&

وأضاف "هبوا بصلاة مليونية يرجف منها الفاسدون ويذل فيها الظالمون ويخشع فيها المؤمنون ويرفع فيها المظلومون.. هبوا لتقولوا قولتكم: كلا للطائفية وكلا للفساد وكلا للمحاصصة وكلا للارهاب وكلا للمحتل".

وخاطب العراقيين قائلا "هبوا معا فعراقكم بحاجة ماسة لوقفتكم المشرفة السلمية الغاضبة هذه والتي ستكون اذا شاء الله اول بوادر لبناء عراق جديد بعيد عن كل فاسد وآثم وظالم وكل معتد ومحتل اثيم".. وقال إن "العراق عراقكم والوطن وطنكم وخيراته لكم لا للفاسدين والسراق ، لكم انتم ايها العراقيون بكل طوائفكم ومشاربكم سواء منكم المسلم او المسيحي او غيره من المواطنين الكرام".

وناشدهم الصدر بالقول "احفظوا ما قلته سابقا: حب الوطن من الايمان.. ولا تنسواقولي: أنا مقتدى.. شيعي في العُلا.. سنيّ الصدى.. مسيحيّ الشذى.. صابئيّ الرؤى.. إيزيديّ الوَلا.. إسلاميّ المنتهى.. مدنيّ النُهى.. عربيّ القنى.. كرديّ السنا.. آشوريّ الدُنى.. تركمانيّ المُنى.. كلدانيّ الفنا.. شبكيّ الذُرى.. عـراقـيٌ أنـا".

وطالب الصدر من اسماهم "جند الاصلاح" بأن "يهبوا معا من اجل انقاذ الوطن لان الدين بذمتهم والمذهب بذمتهم واليوم اقول ايضا ان الوطن بذمتهم والعراق بذمتهم فهو عاصمة الدين وعاصمة المذهب وعاصمة الانسانية وعاصمة الحضارة وعاصمة الاصلاح وكل عيون المظلومين في مشارق الارض ومغاربها"، مخاطبا اياهم "قولوا قولتكم فالعراق عراقكم والوطن وطنكم وخيراته لكم لا للفاسدين والسراق لكم انتم ايها العراقيون بكل طوائفه ومشاربه سواء الاسلامي منكم او المدني وسواء منكم المسلم او المسيحي او غيره". وشدد على ضرورة "نصرة الدين والعراق لكي يجعل العراقيين اسيادا لا ذيولا تابعين للاجنبي والمحتل".&

ويعتقد متابعون للشأن العراقي ان دعوة الصدر هذه تعبر عن خشية من سرقة التدخلات الاجنبية في قضية تشكيل الحكومة الجديدة لفوزه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12&مايو الماضي، واسفرت عن فوز تحالفه سائرون فيها، خاصة وان ايران تدفع باتجاه ازاحة تحالف الصدر وزعيم تحالف النصر رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس تحالف الحكمة زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم وائتلاف الوطنية بزعامة نائب الرئيس العراقي اياد علاوي الذين تحالفوا مؤخرا عن تشكيل الكتلة الاكبر التي ترشح رئيس الحكومة المقبلة وذلك لصالح انصارها في التحالفات الشيعية التي يقودها هادي العامري زعيم ائتلاف الفتح الجناح السياسي للحشد الشعبي الفائز الثاني في الانتخابات والمدعوم من رئيس ائتلاف دولة القانون نائب الرئيس العراقي نوري المالكي.

قادة شيعة يتحدون العبادي&

وفي وجه آخر لطبيعة الصراع بين القوى الشيعية، فقد اكد رئيس تحالف الفتح هادي العامري وزعيم مليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي دعمهما لمجلس مفوضي الانتخابات العراقية بالضد من قرار العبادي باستمرار تجميد عمله.

واكد العامري خلال مؤتمر صحافي بمقر المفوضية بحضور اعضاء مجلس مفوضيها عن رفضه في استمرار الحكومة بإيقاف عمل مجلس مفوضي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

وطالب العامري خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمين العام لجماعة "عصائب اهل احق" قيس الخزعلي &ومع رئيس وأعضاء مجلس المفوضين &الحكومة بإنهاء التدخل في عمل مفوضية الانتخابات، كما نقلت عنه وكالة "شفق نيوز" العراقية.

&وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق قد اعلن في العاشر من يونيو &الماضي عن تسمية القضاة المنتدبين من قبله للقيام بصلاحية مجلس المفوضين في المفوضية العليا للانتخابات بعد ان قرر مجلس النواب العراقي ايقاف عملهم على خلفية اتهامات بوجود عمليات تزوير وتلاعب في الانتخابات.&

وقرر المجلس ايقاف عمل مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات واستبدالهم بقضاة قائلا "ينتدب مجلس القضاء الاعلى تسعة قضاة لادارة مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتتولى صلاحية مجلس المفوضين بدلا من مجلس المفوضين الحالي، وقاضيا لكل مكتب من مكاتب المفوضية العليا في المحافظات بدلا من المدراء الحاليين وتنتهي مهام القضاة المنتدبين عند مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات ويوقف اعضاء مجلس المفوضين الحاليين ومدراء مكاتب المحافظات عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق في جرائم التزوير التي أشار اليها قرار مجلس الوزراء".