إيلاف من نيويورك: لم يبادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الى طرد وزير العدل جيف سيشنز، مكتفيا بتوجيه تغريدات وتصريحات سلبية حيال سناتور الاباما السابق الذي يعد من أوائل الشخصيات الجمهورية التي دعمت ترمب خلال مرحلة مبكرة من حملته الانتخابية.

سيشنز ومنذ تسلمه منصبه رسميا مطلع عام 2017 حيّد نفسه عن التحقيقات الروسية بعد الكشف عن لقاءاته بالسفير الروسي السابق في واشنطن، سيرجي كيسلياك، تاركا رئيسه وحيدًا في مواجهة تحقيقات روبرت مولر المُستند بدوره إلى تفويض شبه مطلق من نائب وزير العدل رود روزنستاين.

&حسابات ترمب

وفق حسابات ترمب، فإن وزير العدل تخلى عن مسؤولياته في لحظة حرجة، وصم آذانه عن نداءات الرئيس الذي دعاه الى التراجع عن قرار تحييد نفسه واستعادة السيطرة مجددا على وزارته، ولكن كل هذا لم ينفع، فأطلق الرئيس عاصفة تويترية أراد من خلالها احراج سيشنز لاخراجه من اجل خلط الأوراق.

عدم اكتراث

مجددا أغمض الوزير عينيه وكأن شيئًا لم يحدث، وترقب الجميع خطوة ترمب التالية فهل يفعلها ويجعل سيشنز يلتحق بالعديد ممن خرجوا من الإدارة ككبير مساعدي الرئيس ستيفن بانون، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشاري&الامن القومي، هيربرت ماكماستر، وماكيل فلين؟.

العقبة الكبيرة

الرئيس الأميركي تمسك بالتصريحات التي تهمش صورة سيشنز دون أن يأخذ القرار بطرده، ويعود ذلك الى نصائح مساعديه الذين اخبروه بأن روبرت مولر سيستغل الموقف بحال خروج سيشنز لتوجيه تهمة عرقلة العدالة الى الرئيس ومحاولة تقويض التحقيقات.

الخطة ب

لكن ترمب الذي صب غضبه على وزير عدله في مرات كثيرة بالاونة الأخيرة، لم يستكن&وانتقل الى تنفيذ خطة ثانية تقضي بسحب البساط من تحت اقدام السناتور السابق، عبر ضربه بواسطة زملائه السابقين في مجلس الشيوخ خصوصا فئة الجمهوريين التقليديين أي هؤلاء الذين لا يوالون الرئيس الأميركي بشكل أعمى.

استمالة غراسلي وغراهام

ولاحظت بوليتيكو، الحملة المتزايدة التي تستهدف سيشنز ويقف خلفها أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ لا تربطهم علاقة تحالفية وثيقة بترمب، ومن بينهم سناتور ساوث كارولينا، ليندساي غراهام، ورئيس اللجنة القضائية تشاك غراسلي.

واستغل ترمب، وفق ما نقلته الصحيفة عن مساعدين حاليين وسابقين في البيت الأبيض والكونغرس،&غضب غراسلي وغراهام من سيشنز على خلفية معارضته لمشروع يلقى دعمهما، متعلق بقانون إصلاح العدالة الجنائية.

تريث بناء لطلبه

وفي حين لم يتواصل ترمب مع غراسلي، اشارت المعلومات الى ان اتصالا هاتفيا جرى بين غراهام والرئيس اثار خلاله الأخير موضوع طرد سيشنز الا ان سناتور ساوث كارولينا طلب منه تأجيل الموضوع الى ما بعد انتهاء الانتخابات النصفية.

مخطط انقلاب واضح

مخطط الانقلاب على سيشنز، ظهرت بوارده بشكل واضح في مقابلة ليندساي غراهام مع شبكة CBS، حيث قال صراحة، "ان علاقة ترمب بوزير العدل تدهورت بشكل كبير مع وجود احتمال ضئيل لحدوث انفراجات في وقت قريب"، وفي إشارة تدل على محاولة تأمين مبرر لقرار الطرد دون مواجهة اتهامات عرقلة العدالة، أعتبر سناتور ساوث كارولينا، "أن أي تغيير في الوزارة لن يعيق التحقيق"، وخلص الى القول، "إن هذه العلاقة (بين ترمب وسيشنز) لم تعد تعمل وهذا ليس جيدا لوزارة العدل".

الانتقادات الاخيرة

ورفع ترمب من مستوى انتقاداته لوزيره في الأيام الأخيرة، وقال مساعدوه انها جاءت بعد اعتراف محاميه السابق، مايكل كوهين، بالاتهامات الموجهة اليه، وتعرض مدير حملته السابق، بول مانافورت للادانة في ثماني قضايا، كما قال ترمب صراحة .

هؤلاء يدعمونه

لكن رغم هذه الهجمة الكبيرة، لايزال وزير العدل&يحظى بدعم زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي اكد مجددا ثقته بسيشنز وبضرورة بقائه في منصبه، واصدر كل من سناتور تكساس جون كورنين، ونبراسكا بن ساس، بيانات داعمة&له.

ورقة قادة الانجيليين

وبالإضافة الى قلب الجمهوريين ضده، لعب ترمب ورقة الزعماء الانجيليين، الذين شنوا هجوما عنيفا على سيشنز عشية حضورهم عشاء نظمته ميلانيا في البيت الأبيض، وقال جيري فالويل جونيور، رئيس جامعة ليبرتي بشكل صريح إنه "حث الرئيس دونالد ترمب على طرد جيف سيشنز من منصبه"، مؤكدًا "انه فقد دعم الإنجيليين".

ولم يكتفِ فالويل بالمطالبة بإقصاء سناتور ألاباما السابق، بل شكك في تأييده اصلاً لدونالد ترمب، معتبرًا أنه "في الحقيقة ليس في فريق الرئيس. فهو أراد منذ سنوات الحصول على المنصب الذي يشغله حاليًا، لديّ شعور بأن دعمه لترمب كان عملية مقامرة، فهو كان يعلم أنه سيُكافأ على ولائه"، ومن جهته قال غاري باور، رئيس مجموعة American Values ، بشكل صريح، "هناك شعور متزايد بخيبة الأمل في المجتمع الديني المحافظ من جيف سيشنز".
&