نصر المجالي: تحسبًا لمواجهة عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة في سوريا، وخصوصًا في إدلب، قالت موسكو إن الظروف في سوريا تهيّأت لتحقيق نقلة نوعية نحو الأفضل والقضاء الكامل على الإرهابيين في البلاد وبدء العملية السياسية.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، اليوم الخميس، أنه "وفقًا للتقديرات الروسية، فإن الظروف تهيأت للانتقال النوعي نحو الأفضل والقضاء الكامل على الإرهابيين في البلاد وبدء العملية السياسية الحقيقية وإنعاش النشاط السياسي وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم".

كما أشارت زاخاروفا إلى عدم إمكانية التنبؤ بعواقب الاستفزازات الغربية باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، قائلة: "لا يمكن التنبؤ بعواقب اللعب بالنار. ليس من الممكن الإفلات من العقاب كل مرة".

موقف الغرب

وأضافت "يمكن الاستنتاج من الوضع الراهن أن الغرب غير راضٍ عن السياسة المحددة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254 لتسوية الأوضاع في سوريا. وبالتالي فهو يحاول تغيير اتجاه الأحداث ليكون أكثر اتساقا مع خطط واشنطن وحلفائها".

وعلى صعيد ذي صلة، قالت زاخاروفا، إن الولايات المتحدة وحلفاءها قادرون على تشكيل مجموعة هجومية مشتركة خلال 24 ساعة لضرب سوريا.

وأضافت: "المدمرة الأميركية (روس) والتي تحمل 28 صاروخاً من نوع "توماهوك" سبق أن كان لها نشاط&عسكري&بمقربة من الشواطئ السورية، حيث وجهت ضربات صاروخية على سوريا".

وتابعت: "أما بالنسبة للسفينة الأميركية الأخرى "سوليفان"، فهي التي سارعت إلى التحرك في المياه الخليجية والتقرب من مياه المتوسط، نفت الولايات المتحدة مزاعم التحضير لضرب سوريا".

وأشارت إلى أن المجموعة الهجومية لضرب سوريا مؤلفة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وتتألف من حوالي 70 طائرة استراتيجية مدمرة قادرة على حمل نحو 380 صاروخًا مجنحًا تتواجد في مدارج الأردن والكويت وجزيرة كريت، هذا عدا المدمرات البحرية التي تم ذكرها.

تحذير بولتون

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون كان أعلن عن استعداده لشن ضربة جديدة على سوريا - أقوى بكثير من تلك التي شنت بعد حادث مدينة دوما.

ونقلت صحيفة (بلومبرغ) الأسبوع الماضي عن مصاردها الخاصة في الحكومة أن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي حذر من التحضير "لضربة أقوى" على الجمهورية العربية السورية.

وقالت الصحيفة إن بولتون أعلن عن نوايا الولايات المتحدة خلال اجتماع مغلق مع رئيس مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف. وقد جرى في الثالث والعشرين من أغسطس جنيف.

وأكد بولتون أن الجانب الأميركي لديه معلومات تفيد بأن الجيش السوري سوف يستخدم أسلحة كيميائية في إدلب. وإذا حدث ذلك، فإن الولايات ستشن ضربة قوية على سوريا، وستكون أقوى بكثير من المرة الأخيرة بعد الحادث في مدينة دوما.

ضربات جوية

ومن جهته، أعرب السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، عن قلق بلاده إزاء مؤشرات على استعدادات أميركية لشن ضربات جوية أخرى ضد سوريا.

وحذّر أنتونوف من "أي عدوان غير مبرر وغير شرعي على سوريا". وأضاف السفير أنه أبلغ المسؤولين الأميركيين، في وقت مبكر من هذا الأسبوع، أن بلاده تشعر بقلق شديد إزاء تلك المؤشرات.

وذكرت صفحة السفارة الروسية على موقع فيسبوك أن أنتونوف التقى مبعوث الولايات المتحدة الخاص بسوريا، جيمس جيفري.
&