أيدت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا مزاعم بريطانية بأن الحكومة الروسية وافقت على نحو "شبه مؤكد" على تسميم باستخدام عنصر نوفيتشوك في محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري البريطانية في مارس/آذار الماضي.

وحث زعماء هذه الدول روسيا على الإفصاح الكامل عن برنامج نوفيتشوك.

وقال البيان المشترك لماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأمريكي دونالد وترامب ورئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو : "نحن، زعماء فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، نؤكد من جديد على غضبنا من استخدام غاز الأعصاب الكيمياوي، المعروف باسم نوفيتشوك، في سالزبري يوم الرابع من مارس/آذار".

وجاء البيان المشترك للزعماء في الوقت الذي يجتمع فيه مجلس الأمن الدولي لمناقشة محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سكريبال وابنته يوليا وتداعيات الحادث.

ولاتزال روسيا تنفي أي تورط في الحادث.

وحددت بريطانيا رجلين بالاسم يعتقد أنهما من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية "جي آر يو"، ويشتبه بهما بشكل رئيسي.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أمام مجلس العموم يوم الأربعاء إن المشتبه بهما كانا قد دخلا بريطانيا بجوازي سفر روسيين واستخدما أسماء أليكسندر بيتروف و روسلان بوشيروف.

وأضافت ماي أن محاولة الاغتيال "ليست من صنيع فريق مارق" وأنه "شبه مؤكد" أنها نُفذت بعد الموافقة عليها من قبل أرفع المستويات في الدولة الروسية.

ووصف الكرملين هذه الاتهامات بأنها "غير مقبولة".

ورحب الزعماء بالتقدم المحرز على جبهة التحقيقات، لكنهم حثوا كل من لديهم معلومات أخرى على الإدلاء بها للسلطات البريطانية.

وأضاف البيان : "نثق بشدة في الاستنتاج البريطاني المتعلق بأن المشتبه بهما كانا من الاستخبارات العسكرية الروسية".

وفي إشارة إلى طرد دبلوماسيين روس من بلادهم ردا على محاولة الاغتيال في الرابع من مارس/آذار، قال الزعماء إنهم بالفعل "اتخذوا الاجراء معا لعرقلة أنشطة الاستخبارات العسكرية الروسية".

وأضاف الزعماء أن الصلة التي تربط بالجهاز الروسي، التي كُشف عنها يوم الأربعاء، ستعزز نية تعاونهم معا في مواجهة شبكات التجسس الأجنبية، واستخدام أسلحة كيمياوية، فضلا عن "الدفاع عن أنفسهم من جميع أشكال النشاط الخبيث الذي تمارسه الدولة ويستهدفنا ويستهدف مجتمعاتنا".

السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس
BBC
قدمت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس أدلة جديدة

ويجتمع مجلس الأمن الدولي، الذي تشغل فيه روسيا عضوية دائمة إلى جانب الصين وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، في نيويورك لمناقشة التقدم الأخير المحرز في سير التحقيقات.

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، إن محاولة الاغتيال باستخدم غاز الأعصاب يعد "تحديا مباشرا للنظام الدولي المتأسس على قواعد والذي حافظ على سلامتنا منذ عام 1945".

ويقول ممثلو الادعاء في بريطانيا إن هناك أدلة كافية لتوجيه اتهامات للرجلين الروسيين من بينها التآمر على القتل، ومحاولة القتل واستخدام عنصر نوفيتشوك وحيازته على نحو يخالف قانون الأسلحة الكيمياوية.

وصدرت مذكرة اعتقال أوروبية بحق الرجلين في حال سفرهما إلى دول الاتحاد الأوروبي، نظرا لأن روسيا لا تسلم مواطنيها.

تسمم سكريبال، 66 عاما، وابنته، 33 عاما، في مارس/آذار الماضي، لكنهما نجا
BBC
نقل سكريبال وابنته،إلى مكان آمن بعد خروجهما من المستشفى.

وكان سكريبال، البالغ من العمر 66 عاما، قد تعرض وابنته يوليا، 33 عاما، لمحاولة تسميم بعنصر نوفيتشوك، في مدينة سالزبري البريطانية في الرابع من مارس/آذار الماضي.

كما توفيت في شهر يوليو/ تموز الماضي دون سترجيس، 44 عاما، بعد تسممها بنفس العنصر السام، الذي يستهدف الأعصاب، في مدينة أميسبوري القريبة من سالزبري.

وكان شريكها تشارلي رولي، 45 عاما، قد تسمم أيضا في 30 يونيو/حزيران، وما زال في حالة حرجة في المستشفى.

وتعتقد الشرطة أن الحادثتين مرتبطتان ببعضهما.

---------------------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.