جرت العادة أن تكون المعارك الانتخابية ميسّرة بالنسبة إلى قيادة الحزب الجمهوري في عدد من الولايات المحسوبة تاريخيًا على هذا الحزب، خصوصًا في الجنوب الأميركي.

إيلاف من نيويورك: في هذه المناطق كان الجمهوريون ينظرون إلى السباق الانتخابي على المستويات كافة (الرئاسة والكونغرس ومجالس الولايات)، باعتباره إمتحانًا سهلًا نظرًا إلى وجود ثقل شعبي لهم، غير أن شيئًا ما تغيّر في العام الماضي، فتحول الارتياح الذي كان مسيطرًا إلى قلق بالغ يقضّ مضاجع الحزب.

صفعة ألاباما
لطالما شكلت تكساس وألاباما نموذجًا لقلاع الجمهوريين، الذين دأبوا على تمثيل الولايتين في واشنطن، لكن السقوط المدوي لروي مور، مرشح الرئيس دونالد ترمب في انتخابات ألاباما لعضوية مجلس الشيوخ في العام الماضي كان بمثابة صفعة أيقظت قادة الحزب الجمهوري على واقع خطير تمثل في تجرؤ الديمقراطيين على مقارعتهم في عقر دارهم.

معاناة الهزيمة
ورغم مرور أكثر من تسعة أشهر على هزيمة ألاباما، غير أن الرئيس ترمب لا يزال يعاني من وقع سقوط مور، الذي كلفه خسارة مقعد في مجلس الشيوخ، كان في أمسّ الحاجة إليه في غمرة سعيه إلى تمرير أجندته الانتخابية.

موفد عاجل من تكساس
وفي الوقت الذي لا تزال نكسة الانتخابات عالقة في أذهان الرئيس الأميركي وحزبه، وصل موفد عاجل من تكساس إلى البيت الأبيض في الأيام الأخيرة، بغاية طلب نجدة ترمب للتوجه إلى الولاية في أسرع وقت ممكن، حيث يخوض سناتور الولاية تيد كروز معركة صعبة في وجه الديمقراطي بيتو أوروك.

ترمب مطلوب هناك
الإعلام الأميركي تحدث عن قيام دان باتريك، نائب حاكم ولاية تكساس بزيارة للعاصمة واشنطن في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، حيث طلب من مسؤولي البيت ضرورة توجّه الرئيس دونالد ترمب إلى الولاية.

لماذا ترمب؟
نائب الحاكم، الذي قاد حملة ترمب الانتخابية في الولاية عام 2016، برر سبب ضرورة توجه الرئيس إلى تكساس بأن هناك حاجة إلى زيادة نسبة المشاركين في الانتخابات لمصلحة كروز، وبالفعل استطاع باتريك تحقيق رغبته، وخرج ترمب على حسابه على تويتر، ليعلن نيته المشاركة في مهرجان انتخابي لدعم المرشح تيد كروز، وأنه يبحث عن أكبر صالة في الولاية لاستيعاب الحشود.

يعد ترمب في الوقت الحالي الشخصية الأولى في الحزب الجمهوري القادرة على تعبئة صفوف الناخبين وحثهم على الاقتراع للمرشحين المؤيدين لسياسات الحزب وإدارة البيت الأبيض.

خسارته ممكنة
وفي الوقت الذي يتزايد قلق الجمهوريين من إمكانية وجود احتمالات حقيقية لخسارة تيد كروز في المعركة الانتخابية، حيث يُنظر إلى الأداء الضعيف للسناتور الحالي بوصفه نقطة ضعف في مواجهة الديمقراطي بوروك، تعتبر شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري أن هذا القلق مبالغٌ فيه، غير أن تمسك هؤلاء بالتفاؤل قوّضه مدير مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، مايك مولفاني، الذي تحدث صراحة عن أن خسارة منافس ترمب في الانتخابات الرئاسية التمهيدية في الحزب الجمهوري عام 2016 ممكنة.

خصم كروز يستخدم ترمب ضده
المحافظون من جهتهم شحذوا هممهم في سبيل توفير أكبر دعم ممكن للمرشح الجمهوري، فتكساس تُعد أولوية بالنسبة إليهم. وبدأ التواصل مع المانحين لتأمين الأموال وإدارة الحملات الإعلانية. واللافت أن حملة أوروك تستخدم ترمب نفسه في سياق ضرب سمعة كروز.&

فالرئيس الحالي سبق له أن هاجم سناتور تكساس بشكل قاسٍ عام 2016 مطالبًا الناخبين بعدم التصويت له مجددًا، ووصل به الأمر حد تناول زوجته هايدي كروز بشكل سلبي، والتلميح إلى تورط والده في اغتيال الرئيس جون كيندي، بعد ظهوره في صورة مع القاتل لي هارفي أوزولد، والتشكيك في انتمائه إلى الإنجيليين على خلفية إطلاقه الأكاذيب بشكل دائم، بحسب قول ترمب وتسميته بـ"الكذاب".&

من جهته، لم يتوانَ كروز عن الرد على هجمات ترمب، حيث كان قد دعا علنًا في مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند في صيف عام 2016 إلى عدم التصويت للمرشح الجمهوري، قبل أن يعود في نهاية المطاف قبل أسابيع من الانتخابات ليعلن دعمه الكامل له في خطوة لقيت ترحيب ترمب، وساهمت في وضع نهاية للمواجهة بينهما.