أراد الرئيس الأميركي دونالد ترمب استذكار الإعصار ماريا، الذي ضرب بورتوريكو منذ عام تقريبًا، في سياق حديثه عن إعصار فلورنس المقبل، فتسبب من دون أن يدري بإعصار من نوع آخر في البلاد.

إيلاف من نيويورك: ترمب وأثناء لقاء جمعه بمسؤولين في إدارته، خُصص للحديث عن إعصار فلورنس، الذي يشق طريقه نحو الساحل الشرقي للبلاد، أشاد بتجاوب إدارته الناجح جدًا مع الأعاصير التي ضربت بورتوريكو في سبتمبر من العام الماضي.

نجاح مذهل
قال ترمب إن "بورتوريكو كانت ناجحة بشكل لا يصدق"، معربًا عن اعتقاده بأن "العواصف التي ضربت الجزيرة ربما كانت الأصعب حتى الآن بسبب طبيعة الجزيرة".&

أضاف أن "العمل الذي قامت به وكالة الطوارئ وإنفاذ القانون مع حاكم بورتوريكو كان عملًا هائلًا، وتم تحقيق نجاح مذهل وغير مألوف".

خسائر هائلة
وكان الإعصار "ماريا" من الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات، قد ضرب بورتوريكو، وعاث فيها خرابًا، مخلفًا حوالى ثلاثة آلاف قتيل، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية، وشبكة الاتصالات والكهرباء، وأجبر مئات الآلاف على الفرار من منازلهم التي دمرت بشكل كامل.

انتقادات للرئيس
حديث ترمب عن نجاح إدارته في التعامل مع كارثة بورتوريكو دفع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين إلى مهاجمته علنًا، لا سيّما أن الرئيس نفسه كان قد تبادل الانتقادات مع المسؤولين المحليين في الجزيرة عقب الإعصار، وعمل كل طرف على تحميل الآخر مسؤولية الكارثة التي حلت.

فاتورة النجاح: ثلاثة آلاف قتيل
ووصف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر كلام ترمب بـ"التعليق المسيء والمؤذي والمزعج بشكل صارخ من الرئيس. لقد مات ما يقارب من 3000 مواطن من مواطنينا في بورتوريكو بعد إعصار ماريا، وهذا نقيض النجاح".&

وكتب السناتور بيرني ساندرز على حسابه في موقع تويتر يقول: "قُتل ما يقارب 3000 شخص. هذا ليس نجاحًا. هذه مأساة وعار".

كارمن يولين كروز، عمدة مدينة سان خوان في بورتوريكو، والتي انتقدت ترمب بشكل لاذع في العام الماضي، تساءلت في سياق تعليقها على حديث الرئيس الأخير بالقول: "نجاح؟.. التجاوب الفدرالي (الحكومة) في بورتوريكو كان ناجحًا، وفقًا لترمب. إذا كان يعتقد أن وفاة 3000 شخص هو نجاح، فليساعدنا الله جميعًا".

موعد مع الإعصار
ومن المتوقع أن يصل الإعصار العنيف يوم غد الخميس. وطلبت السلطات الأميركية الثلاثاء من أكثر من مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية مغادرة منازلهم، وأُعلنت حالة الطوارئ في ولايات كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية وفيرجينيا ومريلاند.

يتوقع أن يكون الإعصار "فلورنس" من الدرجة الرابعة مشابهًا لماريا من حيث القوة، كما يتوقع أن يكون أقوى إعصار يضرب هذه المنطقة منذ ثلاثة عقود.&

وأصدر رالف نورثام حاكم ولاية فيرجينيا أمرًا بإجلاء نحو 245 ألفًا من سكان الولاية الساحلية. وقال في مؤتمر صحافي: "هذه عاصفة خطيرة وستوثر على الولاية كلها... على الجميع في فيرجينيا أن يستعدوا". في حين أمر هنري مكماستر حاكم كارولينا الجنوبية بإجلاء أكثر من مليون يسكنون على امتداد الشريط الساحلي للولاية، وبدأت عملية إجلاء أكثر من مئتي ألف شخص في ولاية نورث كارولينا.


&