الرباط: اعترف رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، بأن مشكلة الأمية المتفشية بين المغاربة يؤرق البلاد، ويؤثر سلبا على الأفراد والمجتمع والاقتصاد الوطني، ودعا إلى التحلي بالحس الوطني والحس الإنساني لمحاربة هذه الآفة.&

وجاء كلام العثماني في افتتاح الدورة الرابعة لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، اليوم الأربعاء، بالرباط، والذي خصص لعرض حصيلة إنجازات الوكالة واستشراف آفاق عملها في إطار خارطة طريق ممتدة بين 2017 و2021.

وقال العثماني إنه على الرغم من الإنجازات التي تحققت والمجهودات التي بذلت من قبل مختلف الفاعلين فإن "الآثار السلبية لآفة الأمية ببلادنا سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع أو الاقتصاد الوطني، ما زالت تؤرقنا".

وأكد رئيس الحكومة على أن إنجاح " ورش محاربة الأمية ببلادنا يستلزم منا جميعا استحضار الحس الوطني والواجب الإنساني، وانخراط جميع مكونات المجتمع والالتحاق بركب محاربة الأمية لكسب رهان القضاء عليها لما في ذلك مصلحة البلاد والعباد".

وعبر العثماني ، في الآن ذاته، عن إشادته بالأهداف التي حققتها الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بدعم من عدد من الأطراف، حيث جرى تسجيل ، أكثر من مليون مستفيدة ومستفيد من برامج محاربة الأمية برسم الموسم القرائي 2017-2018، وهي أول مرة يتم فيها بلوغ هذا الرقم.&

كما اعتبر العثماني أن أعداد التسجيل في برامج ما بعد محو الأمية "فاقت التوقعات، إذ تم تسجيل 191 ألف و304 مستفيدا، في الوقت الذي كانت خارطة الطريق قد حددت العدد في 120 ألف مستفيد كهدف لها، وهو ما يمثل مؤشرا إيجابيا.&

وجدد رئيس الحكومة التذكير بالأهمية التي يوليها العاهل المغربي الملك محمد السادس لموضوع محاربة الأمية، منوها بطريقة عمل الوكالة التي طورت نظام الشراكة الخاص بتنفيذ برامج محاربة الأمية مع هيئات المجتمع المدني باعتماد مقاربة تشاركية عبر تنظيم 19 ورشة جهوية ساهمت فيها 324 جمعية وتعاونية قرائية بآرائها ومقترحاتها ذات الصلة.

ونجحت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية في استكمال هيكلتها من خلال إرساء تمثيلياتها الجهوية والإقليمية والمحلية، الأمر الذي عده العثماني "نقلة نوعية تندرج في مسار الجهوية المتقدمة، ستمكن مما لا شك فيه من تجويد وتتبع وتقييم كافة برامج محاربة الأمية على صعيد التراب الوطني"، حسب تعبيره.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نسبة الأمية بالمغرب تبلغ 30 في المائة، بعدما كانت تصل إلى 43 بالمائة في حدود سنة 2004، وتهدف المملكة إلى خفض هذا الرقم إلى أقل من 20 في المائة في أفق عام 2021، ويستمر العمل لبلوغ أقل من 10 في المائة خلال سنة 2026.

وحسب الأرقام التي أعلنتها المندوبية السامية للتخطيط (هيئة إحصاء رسمية)، بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لمحاربة الأمية، الذي يصادف الثامن من يناير من كل عام، فإن نسبة الأمية بلغت 41.9 بالمائة بالنسبة للإناث سنة 2014، مقابل 22.1 بالمائة بالنسبة للذكور، كما سجلت بأن نسبة الأمية تصل إلى 47.7 بالمائة في صفوف سكان العالم القروي، في الوقت الذي تبلغ 22.2 بالمائة في المدن والحواضر، وذلك خلال نفس السنة.