برلين: تواجه حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأربعاء موجة انتقادات واسعة بعد توصلها مع شركائها في التحالف الحكومي الى تسوية حول مصير رئيس الاستخبارات الداخلية.

وكانت ميركل قد قررت الثلاثاء مع رئيسي حزبين آخرين اعفاء هانس غيورغ ماسن (55 عاما) من منصبه كرئيس للاستخبارات الداخلية، بعد ادلائه بتعليقات تشكك بممارسة عصابات يمينية متطرفة للعنف في الأحداث التي شهدتها مدينة كيمنتس الشهر الماضي.

ومع ذلك فقد تم الاتفاق ايضا في اطار صفقة غطت على التشققات التي تعتري الائتلاف، على عدم احالة ماسن الى التقاعد، بل ترفيعه الى منصب آخر أعلى داخل وزارة الداخلية وبراتب أفضل.

وعلق موقع "شبيغل أونلاين" على الصفقة بالقول "تم انقاذ الحكومة وتدمير الثقة"، ووصف ما يحدث في برلين بأنه "نوع من السياسة لم يعد الأشخاص العاديون يملكون القدرة على فهمه".

ولم تقتصر التعليقات القاسية على أحزاب المعارضة مثل الخضر والديموقراطيين الأحرار ودي لينكيه، بل تعدتها الى الديموقراطيين الاشتراكيين شركاء ميركل في الائتلاف الذين قادوا الاتهام ضد ماسن.

ويتمحور الخلاف حول أعمال العنف التي وقعت في الشارع على خلفية رهاب الأجانب التي هزت مدينة كيمنتس أواخر آب/أغسطس الماضي، وذلك بعد طعن ألماني حتى الموت واتهام سوري وعراقي بالجريمة.&

وأسفت ميركل للطريقة التي "يصطاد" فيها رجال عصابات عنصريون أصحاب الملامح الأجنبية، لكن ماسن قال العكس لاحقا، معتبرا أن تسجيلات الفيديو حول أعمال العنف هذه، مختلقة وشكك بحصول عمليات "مطاردة".

وأشادت جماعات اليمين المتطرف المعادية للهجرة بتصريحات ماسن، لكن احزابا أخرى رفضتها، ليزداد الجدل بعد صفقة الثلاثاء ويأخذ منحى أكثر شدة.&

فقد قال وزير الخارجية السابق سيغمار غابريال من الحزب الاشتراكي الديموقراطي في تغريدة "تمت ترقية ماسن لفشله في منصبه".

واستهدف غابريال ايضا وزير الداخلية هورست زيهوفر من الحزب البافاري المحافظ الذي دافع عن ماسن الأربعاء وأثنى على "كفاءته ونزاهته".

وكتب غبريال "اذا كان انعدام الكفاءة والولاء في الحكومة من المعايير المهنية الجديدة، عندها لدى هورست زيهوفر حظوظ جيدة ليصبح الأمين العام للأمم المتحدة".

وطالت زيهوفر انتقادات أوسع بعد احالته وكيل وزارة الداخلية غونتر أدلر الوحيد من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الى التقاعد المبكر، وذلك لفتح الطريق أمام تعيين ماسن مكانه.&

وأعلن وزير الداخلية انه لم يتم حتى الآن اختيار أحد لخلافة ماسن كرئيس للاستخبارات الداخلية، وهي الهيئة التي تراقب المتطرفين من اليمين واليسار والجماعات الاسلامية، كما وتدير أجهزة مكافحة التجسس في الداخل.

وهاجمت صحيفة "بيلد" الخطوة الأخيرة لائتلاف ميركل الذي لا يجمع الود بين أصحابه والذي يحكم بغالبية ضئيلة بعد خسارة ملايين الاصوات لصالح حزب اليمين المتطرف "البديل لالمانيا" في انتخابات العام الماضي.&

وقال الصحيفة "الامر لم يكن يتعلق أبدا بماسن"، مضيفة "انه حول السلطة والأنانيات الكبرى في الائتلاف الكبير المتعثر الذي لم يعد قادرا بحق على انجاز اي شيء كبير".&