ظلت جبهة النصرة وهو الاسم السابق لما يعرف حاليا بـ"هيئة تحرير الشام"، تشكل نقطة خلاف جوهرية، ويبدو أنها غير قابلة للحل، وهي تهدد الاتفاق الروسي – التركي في شأن المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.&

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تفاق الجيشين الروسي والتركي على حدود المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب (شمالي سوريا)، ليست "حلا نهائيا". وبالمقابل قال المتحدث الرئاسي التركي إن أنقرة لن تسمح بتعطيل تنفيذ الاتفاق؟

وأشار الوزير الروسي في مؤتمر صحفي يوم الجمعة إلى أن "جبهة النصرة" وهو الاسم عليها أن تغادر المنطقة منزوعة السلاح بحلول منتصف أكتوبر المقبل. &ورأى لافروف أن "التهديد الرئيسي لوحدة الأراضي السورية يأتي من الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة".

وكانت تركيا اتفقت مع روسيا الاثنين الماضي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومراقبتها، لتجنب هجوم من النظام السوري على هذه المحافظة التي تعتبر آخر معقل لفصائل المعارضة السورية.

ويقضي الاتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس ابتداء من 15 أكتوبر المقبل، وبانسحاب جميع الفصائل المسلحة التي وصفت بالمتطرفة من تلك المنطقة.

موقف أنقرة

على ذات الصعيد، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن أنقرة لن تسمح بعرقلة تنفيذ اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، وإن القوات المسلحة والاستخبارات التركية تنسق مع المعارضة السورية في المحافظة.

وذكر قالن في مؤتمر صحفي يوم الجمعة أن الخطوات التي تتخذ لإخراج "المعارضة المعتدلة" من إدلب غير مقبولة. وأضاف المتحدث أن تركيا تنسق مع روسيا لتنفيذ اتفاق المنطقة منزوعة السلاح، مشيرا إلى أنه تم تحديد 15 أكتوبر المقبل موعدا للانتهاء من إخلاء المنطقة من الأسلحة الثقيلة.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية أن "تحميل كل أعباء الأزمة السورية ومسألة إدلب ومكافحة الإرهاب على عاتق تركيا ليس عدلا ولا يمكن القبول به".

وخلال المؤتمر الصحفي نفسه، صرح قالن بأن تركيا والولايات المتحدة ستبدآن قريبا إجراء دوريات مشتركة وتدريبات في منطقة منبج (شمالي سوريا)، وفقا لخارطة طريق اتفق عليها الجانبان.

لكنه أكد أنه "لا يمكن القبول بتطبيق خارطة الطريق المتعلقة بمنبج من ناحية، وعلى الجانب الآخر مواصلة (الولايات المتحدة) توفير كافة أشكال الدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي لتنظيم ي ب ك – ب ي د (وحدات الشعب الكردية)".

أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم الجمعة عقد اجتماعات مع وفد روسي، جرى فيها تحديد حدود منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب السورية.

جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة، على خلفية اتفاق سوتشي المبرم بين البلدين الاثنين الماضي.

وأشار البيان إلى عقد اجتماعات مع وفد روسي بين 19 و21 سبتمبر / أيلول الحالي، حول أسس اتفاق سوتشي بشأن إدلب السورية.

وأكد أنه "جرى تحديد حدود المنطقة التي سيتم تطهيرها من الأسلحة في إدلب خلال الاجتماع (مع الوفد الروسي)، مع مراعاة خصائص البنية الجغرافية والمناطق السكنية".

والاثنين الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي، الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب.

ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة ومخلصة، للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجوما عسكريا على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.