إيلاف من نيويورك: في يوم الدموع بالعاصمة الأميركية واشنطن، وقف بريت كافانوه، وكريستين بلايسي فورد، أستاذة علم النفس أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ للإدلاء بشهادتهما في جلسة امتدث لاكثر من ثماني ساعات.

القاضي المحافظ الذي يمر بفترة عصيبة منذ إتهامه من قبل أستاذة علم النفس الجامعية، اغرورقت عيناه وانهمرت الدموع على خده تماما كما حصل مع فورد التي افتتحت اليوم الطويل عبر الادلاء بشهادة أصرت خلالها على ان كافانوه مرشح ترمب حاول اغتصابها عام 1982.

&سيدة قادمة من اريزونا

والى جانب كافانوه وفورد، برز اسم راتشيل ميتشلز، القادمة من ولاية اريزونا والتي تعمل كمحققة في الجرائم الجنسية، وتم اختيارها من قبل رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، السناتور الجمهوري تشاك غراسلي لتوجيه أسئلة الى الطرفين عقب الاستماع الى شهادتهما، وكان هناك تخوف جمهوري من اختيار سيدة لطرح الأسئلة على خلفية إمكانية تعاطفها مع فورد.

سارق الاضواء

وبعدما كان الجميع ينتظر فقط الاستماع الى كافانوه وفورد، سرق سيناتور ساوث كارولينا الجمهوري، ليندساي غراهام الأضواء في فترة بعد الظهر بعدما شن هجوما عنيفا على زملائه الديمقراطيين على خلفية طريقة طرح الأسئلة والمطالب التي أرادوا تحقيقها.

&افضلية لفورد

اسهم فورد ارتفعت خلال الساعات الأولى وقدمت شهادة مصحوبة بدموع جراء استذكارها للحادثة الأليمة، أصرت على اتهامها المباشر لكافانوه التي قالت صراحة انه دفعها الى غرفة النوم في الطابق الثاني من المنزل اثناء مشاركتهما في الحفلة المسائية آنذاك، وحاول نزع ثيابها بالقوة وعلى مرأى من صديقه مارك جادج، قبل ان تنجح في الفرار.

النفي

كافانوه من جهته تمسك أيضا بنفي الرواية جملة وتفصيلا، لم ينكر تناوله البيرة في تلك الفترة (دراسته الثانوية)، والجدير بالذكر ان مرشح ترمب قال في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز يوم الاثنين الفائت، إنه لم يُمارس الجنس قط خلال تعليمه الثانوية وفي السنوات التي تلت هذه الفترة.

ميتشلز لم تكن وحدها توجه الأسئلة، فأعضاء اللجنة القضائية تناوبوا أيضا على سؤال المُدعية، والمُدعي عليه، الديمقراطيون أرادوا نقل الملف الى الأف بي آي، لفتح تحقيق من اجل جلاء الحقيقة.

التحول الكبير

عند الساعة الرابعة والنصف جاء التحول الكبير، سناتور الينوي الديمقراطي، ديك دوربن اطلق وابل من الأسئلة الى كافانوه، ثم اقترح عليه ان ينظر الى دونالد ماكغان، المستشار القانوني للبيت الأبيض والطلب منه تعليق عملية التصويت على ترشيحه حتى ينهي الاف بي آي تحقيقاته، وفي الوقت الذي بدت علامات الصدمة على كافانوه، بادر تشاك غراسلي الى القول "اللجنة (القضائية) تدير الجلسة، ليس ماكغان، وليس البيت الأبيض، وليس أنت كمرشح".

انتفاضة غراهام

وبعد دقائق من مداخلة دوربين، انتفض سناتور ساوث كارولينا، ليندساي غراهام مهاجما الديمقراطيين بشكل عنيف، ومتهما إياهم بمحاولة الدفع باتجاه تأجيل تعيين كافانوه على امل فوزهم في انتخابات الرئاسة عام 2020، ووصف ما يحدث لمرشح ترمب بالجحيم، وذكر بطريقة تعاطيه مع مرشحي الحزب الديمقراطي لعضوية المحكمة العليا في السابق حيث &قال "لن افعل ابدا مع (الينا كاغان وسونيا سوتومايور) ما يفعله الديمقراطيون مع كافانوه".

الانتفاضة التي قادها غراهام الصديق المقرب للسناتور الراحل جون ماكين، الذي يتطلع لشغل منصب وزاري في إدارة ترمب بعد الانتخابات النصفية القادمة، جعلت القاضي المحافظ يتنفس الصعداء أعطته جرعة امل بعدما وصل به الإحباط حد القول، "قد لا انجح في التصويت ولكن لن تدفعوني الى الانسحاب".

&صوتوا له

الرئيس الأميركي علق مساء الخميس على ما حدث بالقول، " القاضي كافانوه أظهر لأميركا لماذا سميته هو بالتحديد، لقد كانت شهادته قوية وصادقة ومثبتة". داعيا أعضاء مجلس الشيوخ للتصوبت على تعيينه في المحكمة العليا.

أول الغيث

الشهادة العاطفية لكافانوه، والهجوم الكاسح لغراهام الذي يعد من منتقدي إدارة ترمب، احدثا صدمة داخل الحزب الجمهوري، فبادر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بوب كوركر الى الإعلان صراحة دعم القاضي والتصويت لصالح تعيينه علما بأن كوركر كان موجودا في خانة الأصوات المتأرجحة.

بوش تدخل أيضا

وقالت تقارير إعلامية ان الرئيس السابق، جورج بوش الابن دخل على خط تأمين الدعم المطلوب لتثبيت تعيين كافانوه الذي عمل في ادارته، وذلك عبر التواصل مع جيف فلايك، وسوزان كولينز، وليزا موركوفسكي. الثلاثة لم يفصحوا عن نواياهم غير ان المعلومات تشير الى اجتماع ضم السيدتين، وسناتور انديانا الديمقراطي جو دانيللي، وسناتور وست فرجينيا جو منشين، اتفق خلاله الأربعة على التصويت بنفس الاتجاه سواء، والجدير بالذكر ان العضوين الديمقراطيين يخوضان الانتخابات في ولايات محسوبة على الرئيس دونالد ترمب.