في بلد تحكمه السياسة والتوازنات الطائفية، يبقى السؤال المطروح أي دور يمكن أن تلعبه حكومة من تكنوقراط في لبنان، حيث يبقى هذا الطرح متداولًا عند تأليف أي حكومة في لبنان.

إيلاف من بيروت: من ضمن الطروحات التي يتم التداول بها في مسألة تشكيل الحكومة يطرح موضوع تأليف حكومة لبنانية من تكنوقراط، فما هي أهمية هذا الطرح وهل يمكن تنفيذه في لبنان؟.

يؤكد النائب السابق إيلي ماروني لـ"إيلاف" أن اليوم وأمام تعثر تشكيل الحكومة والمحاصصة الوقحة التي يتم التعامل بها في شأن تشكيل الحكومة، وكأن الوطن قالب حلوى يجتمعون لتقاسمه، الأفضل أن تكون هناك حكومة من غير المرشحين، وكون كل الأحزاب مرشحة، من هنا يجب تسمية حكومة تكنوقراط، حتى لا تتحوّل الوزارات إلى تنافس انتخابي بتوزيع الخدمات يمينًا ويسارًا على المحسوبين، مما يؤدي إلى إفلاس لبنان أكثر فأكثر.

حكومات سابقة
ولدى سؤاله "هل نجحت حكومات التكنوقراط السابقة بالقيام بمهامها في لبنان؟"، يجيب ماروني "يجب السؤال هل نجحت الحكومات السابقة كلها بالقيام بمهامها؟، نحن أمام عجز حكومي شامل منذ سنوات طويلة حتى اليوم، وليست هناك حكومة واحدة نفذت بيانها الوزاري، أو قامت بإنجازات، وذلك منذ العام 1992 حتى اليوم، أين الكهرباء والمياه ومكافحة التلوث ومكافحة الفساد المستشري، حتى الفساد في الإدارة اللبنانية وغيرها من الأمور، لذلك قبل محاسبة حكومات التكنوقراط يجب محاسبة الحكومات السياسية، فهل هذه الأخيرة نجحت في أمر ما؟.

السياسة والطائفية
وردًا على سؤال في بلد تحكمه السياسة والتوازنات الطائفية أي دور لحكومة تكنوقراط في لبنان؟. يلفت ماروني إلى أن حكومة تكنوقراط تكون مهمتها إنماء لبنان، الذي يحتاج الكثير من الإنماء المتوازن، الإنماء العادل والشفاف، ومكافحة الفساد، والتعامل مع كل الأطراف السياسية مع اعتماد المساواة، والوقوف على مسافة متوازنة من كل الأطراف.

ثقافة
ما هي الثقافة التي يجب أن تتواجد من أجل تعزيز فكرة حكومة تكنوقراط في لبنان؟. يؤكد ماروني أن في لبنان الكثير من الكفاءات كما يوجد الكثير من الكفاءات خارج لبنان، علمًا أن لبنان يملك الكثير من الكفاءات العلمية المشهود لها بثقافتها، وبتقنيتها تستطيع القيام بدورها في حكومة تكنوقراط على أكمل وجه.

يضيف ماروني "ليس هناك أحد لا يلم بالسياسة في لبنان، حتى التكنوقراط ملمّون أيضًا بالقضايا السياسية".

حكومات سياسية
عن دور الحكومات السياسية السلبي في تنشيط الطائفية والمحسوبية في لبنان، يرى ماروني أن كل فريق يعمل لحسابه، وكل وزير كان يمثل حزبه وطائفته في الحكومة بامتياز، وحاولنا معالجة الأمر من خلال لجنة بكركي النيابية، كنا نرى كل وزير يحشد للمحسوبين عليه، ولم يكن هناك توازن طائفي، ولا توازن وطني في مختلف الإدارات.

حكومة قريبًا؟
أما هل سنشهد ولادة حكومة قريبًا في لبنان؟، يؤكد ماروني أن ذلك يجب أن يحصل من أجل الإقتصاد بالدرجة الأولى. وعن المطبات التي تواجه تشكيل الحكومة اللبنانية فيرى ماروني أن المحاصصة والمثالثة والطائفية تبقى الأبرز.


&