الرباط: دعا ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي إلى التدبير الفعّال للحدود لمكافحة الهجرة القسرية والمتاجرة في البشر، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري من أجل أجندة إِفريقية حول الهجرة المنعقد الذي انطلقت أعماله صباح اليوم في الرباط.

وأكد بوريطة أن المؤتمر الوزاري يندرج في إطار استمرارية المسلسل الذي دعا اليه الملك محمد السادس منذ انعقاد مؤتمر الاتحاد الافريقي والرامي إلى وضع اللبنة الاولى لأفريقيا بخصوص الهجرة، مبرزاً أن اشتغال المغرب على مستوى الهجرة منذ نوفمبر 2017 يعتبر تحدياً حقيقياً.

وجدد بوريطة الدعوة من أجل تبني تصور إفريقي مشترك بشأن أجندة أفريقية عمليّة حول الهجرة وفق الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. مؤكداً أن مسلسل إعداد واعتماد الميثاق العالمي يتيح لإفريقيا فرصة تاريخية لإصلاح الحكامة العالمية للهجرة، مؤكداً أنه يجب على افريقيا أن تتكلم بصوت واحد من أجل فرض أجندتها بشأن قضايا الهجرة.

وقال الوزير المغربي إن المغرب يطمح بأن يدفع بالتفكير أبعد نحو رؤية استشرافية لأجندة الهجرة في إفريقيا إذ سترتكز الاجندة، حسب التصور المغربي على ثلاثة محاور رئيسية هي : جعل الهجرة اختياراً وليس ضرورة ، و تجاوز الرؤى والأفكار المسبقة والتخلي على الأفكار النمطية، و تكريس وإعداد رؤية شاملة ومندمجة حول الهجرة.

وأكد بوريطة أن موضوع الهجرة المهيكل والمتعدد القطاعات والبالغ الأهمية يعتبر في المقام الأول اعتراف بالإلتزام الشخصي للملك محمد السادس وقناعته العميقة لصالح اضطلاع القارة الافريقية بدور فاعل، مبرزاً في الوقت نفسه أن هذا الإختيار يعكس أيضاً نجاعة السياسة الوطنية للهجرة واللجوء التي أطلقت في عام 2013، والتي تعد في الوقت نفسه إنسانية وعالمية وتحترم حقوق الإنسان وحريصة على تنفيذ مسؤولية مشتركة وتعاون متعدد الأطراف متجدد.

وشدد بوريطة في ختام كلمته على ضرورة الاعتراف بإسهام المهاجرين في التنمية و استغلال الفرص المتاحة مثل الامتيازات الجغرافية، مبرزاً أن المغرب يعتبر الهجرة فرصة لإفريقيا والتعاون جنوب-جنوب، وعلى "افريقيا أن تتحمل مسؤوليتها وتضع أجندة دولية لها، وعلى القارة ان تَكُون رائدة في مجال الهجرة لأن المغرب اعتبر سنة 2018 "سنة إفريقيا"، مؤكداً أن افريقيا لا يجب ان تكون فقط منطقة عبور بل يجب ان تتعود على القيام بالمبادرات ، و مشروع الاجندة الافريقية سيكرس الرؤئ التي نسعى لها جميعاً".