اعتبر وزير خارجية المعارضة الإيرانية اليوم أن الانتفاضة الشعبية التي تشهدها إيران قد كسرت حاجز الخوف وحطمت هيبة الحرس الثوري وأبرزت قوى شعبية متجذرة قادرة على إسقاط النظام.

إيلاف من لندن: قال محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية لـ "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: المستشار السياسي لرئيسة المجلس مريم رجوي في حديث هاتفي مع "إيلاف" من باريس الخميس إن الانتفاضة الشعبية في إيران قد غيّرت موازين القوى ضد نظام ولاية الفقيه، حيث نرى زعيم النظام علي خامنئي قد فقد أعصابه في خطاب له جاء بعد 13 يوماً من الصمت وبعد ما هتف ملايين من أبناء الشعب في 139 مدينة إيرانية بـ"الموت لخامنئي" و"خامنئي اخجل واترك السلطة" و "الموت للدكتاتور".

واعترف خامنئي بدور منظمة مجاهدي خلق المعارضة في قيادة وتنظيم المظاهرات الشعبية بقوله: "كانوا جاهزين منذ أشهر. وسائل أنباء المنافقين اعترفت. هذه الأيام قالوا إنهم كانوا على اتصال بالأميركيين. وقاموا بالتنظيم ليلعبوا دور القوة الراجلة. أن يذهبوا لزيارة هذا وذاك. وحدّدوا أناساً في الداخل. وجدوهم ليساعدوهم. ثم وجّهوا الدعوة إلى الشعب. هؤلاء هم الذين وجّهوا النداء. رفعوا شعار (لا للغلاء). وهذا الشعار يرحّب به الجميع. هذا الشعار يجلب مجموعات. بعد ذلك هم دخلوا الساحة وتابعوا أهدافهم المشؤومة ويجرّون الناس وراءهم...". 

كسر حاجز الخوف

وأشار محدثين إلى أنّ تصريحات خامنئي هذه تنطوي على ثلاث حقائق: الاولى كسر حاجز الخوف لدى الشعب الإيراني ولذا منذ يومين بدأ الناس يهتفون ضد النظام "خافوا خافوا إننا متحدّون"، فمن الآن فصاعدا يجب على الملالي أن يعيشوا في الخوف. 

وأوضح أن الحقيقة الثانية تؤكد بطلان هيبة قوات الحرس (ألثوري) حيث ان مراكز الحرس في 31 محافظة إيرانية والتي تشكّلت منذ سنوات لمنع إقامة مظاهرات فإنها قد فشلت في مهمتها. واضاف ان الحقيقة الثالثة تكمن في ابراز هذه الانتفاضة لوجود قوة متجذّرة في عمق الشعب الإيراني تستطيع إحداث هذه الانتفاضة. 

وقال محمدين إن النظام يدعي بأن المعارضين هم جماعات منفية خارج إيران، "لكن الآن هذا هو خامنئي يعترف بأن ما حدث كان عملاً "منظّماً" وراءه منظمة مجاهدي خلق وهو اعتراف من قمة السلطة في نظام ولاية الفقيه، الامر الذي يضع نهاية لأقاويل في الدول الغربية التي تتحدث عن قلة نفوذ مجاهدي خلق في الشارع الإيراني. 

وأوضح محدثين ان آخر التقارير الواردة من الداخل الإيراني في اليوم الثالث عشر للانتفاضة للحقائق من مختلف المدن والمحافظات تؤكد أن عدد المعتقلين بلغ ثمانية آلاف شخص. وهذا الرقم هو مجموع الاعتقالات بناءً على إعلانات النظام في مختلف المدن ومنها على سبيل المثال: 150 شخصاً في محافظه جولستان، 120 في مدينة رشت، 60 في مدينة كاشان، المحافظة المركزية ومدينة أراك 396 شخصًا، 138 شخصا في مدينة مشهد، 450 شخصا في طهران العاصمة خلال ثلاثة أيام فقط، في بلدة تاكستان 50 شخصاً، 80 شخصًا في كرمان، في إصفهان اكثر من 100 شخص، 150 شخصًا في مدينة همدان. 

وفي محافظة خوزستان تم اعتقال ما يقارب الف وستمائة شخص منهم 400 شخص في مدينة إيذة. وبناءً على تصريحات المسؤولين في النظام فإن 90% من المعتقلين كانت أعمارهم أقل من 25 عاماً و35% منهم من طلاب المدارس. 

يشار إلى أنّ شعار "الموت للدكتاتور" قد اصبح يتردد على ألسنة الإيرانيين بمختلف الطبقات العمرية ويكتب ليلًا على جدران المباني الحكومية والمؤسسات التابعة لرجال دين مقربين من السلطة من قبل شبان غاضبين على النظام والحكومة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وشعار "الموت للدكتاتور" يطلق للمرة الاولى ضد رموز النظام الإيراني منذ ثورة عام 1979 في الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 28 ديسمبر الماضي وكانت شرارتها في مدينة مشهد شمال شرق البلاد.