الرباط: فارقت سيدتان (40، 60 سنة) الحياة، متأثرتين بإصابتهما خلال تدافع شهده معبر باب سبتة (مدينة تحتلها اسبانيا شمال المغرب) صباح اليوم الإثنين، فيما أصيبت 35 امرأة أخرى في الحادثة بجروح متفاوتة الخطورة.

وذكر مصدر محلي في مدينة الفنيدق المجاورة لسبتة أن المصابات تم نقلهن للمستشفى الإقليمي محمد السادس بمدينة الفنيدق لتلقي العلاجات الضرورية.

وأضاف المصدر أن الحادث وقع حوالي الساعة السادسة من صباح اليوم الإثنين، حيث شهد معبر « تاراخال 2 » تدافعا بين ممتهني التهريب بسبب محاصرتهم من قبل الشرطة الإسبانية داخل السياج الحديدي، ما أدى إلى وفاة سيدتين، و إصابة 35 امرأة أخرى.

من جهته، قال الحسن أقبايو، رئيس جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان بتطوان ل «إيلاف المغرب» إن حادث صباح اليوم الذي أودى بحياة سيدتين جديدتين (واحدة في الأربعين من عمرها و الثانية في الستين تقريبا) يعد ثالث حادث من نوعه، فارقت خمس نساء على إثره الحياة في ظرف سنة، مضيفا أنه حتما لن يكون الأخير. 

ووصف أقبايو معبر سبتة بمعبر «الذل والمهانة» في إشارة للقمة العيش الصعبة التي تسعى وراءها نساء مغربيات يشتغلن في التهريب المعيشي بباب سبتة، حيث يتعرضن لقساوة المعاملة، سواء من قبل الشرطة الإسبانية أو المغربية. 

وأضاف المتحدث أن جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان ما فتئت تطالب بوضع حد لما وصفه أقبايو بالمآسي الإنسانية التي تعيشها النساء المشتغلات في التهريب المعيشي، من أجل توفير لقمة العيش. 

وأشار أقبايو إلى أن جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان اختارت كشخصية لسنة 2017 المرأة المغربية التي تشتغل في مجال التهريب المعيشي، نظرا لما تعانيه هذه الفئة من النساء بسبب ظروف عيشهن القاسية، مؤكدا أن الظروف الإجتماعية الصعبة التي يعشنها المطلقات والأرامل تدفعهن لاقتحام باب « الذل » بحثا عن لقمة العيش. 

وطالب المتحدث المسؤولين بوقف ما أسماه" النزيف » الذي لن يزيد إلا حصد المزيد من الأرواح في القادم من الأيام في حال عدم توفير ظروف عيش كريم لهؤلاء النسوة اللواتي لا يجدن من سبيل إلا التوجه لمعبر سبتة لتهريب السلع. 

وسبق أن لقيت سيدتان حتفهما أواخر شهر اغسطس الماضي بنفس المعبر إثر تدافع بين ممتهني التهريب، ما دفع بالسلطات المغربية لإغلاق المعبر قبل أن يعاد فتحه من جديد.