نصر المجالي: مع بدء محادثات السلام التي تجري برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة في فيينا يوم الخميس، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنه تم دعوة 1600 شخص، وكذلك الأمم المتحدة وغيرها من الدول الإقليمية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا إنه تم إرسال دعوات ومقترحات المشاركة للمشاركين السوريين، وإن حوالي 1600 شخص سيستلمون هذه الدعوات لمؤتمر "الحوار الوطني السوري" المزمع عقده في سوتشي في 29 و30 الجاري.

ولا يتوقع كثيرون تحقيق انفراجة خلال محادثات فيينا التي ستستمر يومين والتي تسعى لتناول قضايا مرتبطة بدستور جديد لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا عبر عن تفاؤله يوم الأربعاء قائلا "إنها لحظة حاسمة جدا. حاسمة جدا جدا".

رعاية

ورعت روسيا وتركيا وإيران ثماني اجتماعات بشأن سوريا في آستانة عاصمة كازاخستان العام الماضي بغية الاتفاق على مناطق "عدم التصعيد" لاحتواء المعارك في غرب سوريا حيث تملك تلك الدول الثلاث نفوذا.

وأعلن عن مؤتمر السلام في سوتشي بعد آخر اجتماع عقد في ديسمبر 2017، واعترف دي ميستورا بمؤتمر سوتشي لكن لم يتضح بعد كيف سيتعامل معه. وتعتقد دول غربية وبعض الدول العربية أن مبادرة موسكو قد تضع حجر الأساس لحل يرجح كفة الحكومة السورية وحلفائها.

دعوات لمرقبين

وإلى ذلك، أشارت المتحدثة الروسية إلى أنه "تم دعوة الأمم المتحدة وعدد من الشركاء المحليين والدوليين كمراقبين في مؤتمر سوتشي، كما نها أكدت أن الاستراتيجية الأميركية في سوريا تهدف لتقطيع هذه البلاد. وكشفت عن أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في المؤتمر. 

وأشارت إلى أن الخطط الأميركية للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا لا تتماشى مع العمل على تسوية الوضع في هذه الدولة. وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي: "استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بحق هذه الدولة لا تبدو إلا كتوجه لتقطيع أوصال هذا البلد".

وأضافت زاخاروفا: "أعلن عن أن واشنطن تعتزم جعل التواجد العسكري الأميركي في سوريا دون سقف زمني على أراضي هذه الدولة، أؤكد، ذات السيادة… واثقون أن هذا يخالف القانون الدولي ولا يخدم التسوية السياسية".

ونوهت المتحدث الروسية إلى أن الولايات المتحدة كانت ولا تزال تحدد حتى الآن عزل الرئيس الشرعي المنتخب في سوريا عن الحكم هدفا لعملياتها، وأُعلن أن واشنطن تعتزم جعل تواجدها العسكري في أراضي هذه الدولة السيادية غير محدد زمنيا... ونحن مقتنعون بأن هذه الأساليب تخالف القانون الدولي ولا تسهم في التسوية السياسية للقضايا الداخلية السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

تحديات خطيرة

وعلى ذات الصعيد، حذرت زاخاروفا من أن الإطالة في استئناف وحدة المجتمع السوري تهدد بتحديات خطيرة جديدة، مشيرة إلى تصريحات المسؤولين الأتراك بأن أنقرة أطلقت عملية عسكرية ضد الفصائل الكردية في منطقة عفرين ردا على مخاطر على أمنها القومي ظهرت في شمال سوريا على خلفية عدم خضوع المنطقة لسيطرة حكومة دمشق.

وحملت المتحدثة قوى خارجية، لا سيما في الغرب، المسؤولية عن استغلال القضية الكردية في سوريا لتحقيق مصالحها، نافية أنباء تتحدث عن دعم روسيا لعملية "غصن الزيتون" التركية في عفرين، ونوهت بأن هذه الأحاديث لم تصدر عن جهات رسمية.

وأكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو تبحث القضية الكردية مع زملائها الأتراك، مضيفة أن موسكو تبذل كل ما بوسعها من أجل إدخال القوى السياسية الكردية بالتسوية السياسية في سوريا وغيرها من الدول.
وختمت زاخاروفا قائلة إن الممثلين الأكراد تلقوا دعوات لحضور مؤتمر الحوار السوري، والكرة الآن في ملعبهم فيما يتعلق بمشاركتهم النشطة الممكنة في المؤتمر المقبل.