يستمر الاحتلال الروسي وقوات النظام السوري في ممارسة الإجرام على الأرض السورية، وقد شهدت الأيام الماضية نماذج رهيبة من الجرائم في ريف إدلب وريف دمشق ومناطق أخرى في سوريا.

إيلاف: إضافة إلى القتل المستمر والتصعيد، تترافق كل غارة جوية وكل قصف، بقدر هائل من الدمار والفوضى والتشريد والتهجير، الذي يثبت مرة بعد أخرى أن النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين لا يتقنون سوى القتل والإجرام، وأن كل حراك على المستوى السياسي ليس سوى ضجيج إعلامي يهدف إلى تمرير الوقت.

وحذر الائتلاف الوطني السوري المعارض، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، من "مزيد من التصعيد والإجرام الروسي في الأيام المقبلة، على خلفية فشل المشروع الذي كانت روسيا تحاول فرضه على السوريين عبر مؤتمر "سوتشي"" بحسب البيان.

وطالب الائتلاف مجلس الأمن الدولي بـ"إدانة هذه المجازر ومرتكبيها، وملاحقتهم بكل الوسائل، والعمل من أجل حماية المدنيين السوريين وفرض حل عادل يحقق تطلعاتهم استنادًا إلى القرارات الصادرة منه".

وأشار إلى أن غالبية الجرائم المرتكبة خلال الأيام الماضية طالت المناطق المدنية في ريف إدلب، وأسفرت الغارات يوم الإثنين عن سقوط 16 قتيلًا في سوق الهال بمدينة أريحا، إضافة إلى عشرات الجرحى جميعهم من المدنيين النازحين، كما استهدفت الطائرات أول أمس مدينة سراقب، وطالت سوقها أيضًا، مخلفة أكثر من 10 قتلى من المدنيين وعشرات من الجرحى".

وأكد الائتلاف "أن هذه الجرائم تمثل بيانًا صريحًا عن الموقف الروسي، وأنه منهمك في دعم النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبه بكل الوسائل الممكنة من خلال فهم مقلوب للحل السياسي ولأي تفاهمات تتعلق بخفض التصعيد وإعلان الهدن ووقف القصف".

وأكد أنه "لن يفلت المحتلون من مسؤولياتهم تجاه جرائم الحرب التي يرتكبونها في سوريا، وستتم ملاحقة ومحاسبة كل من أجرم بحق السوريين بكل الطرق والوسائل الممكنة".

هذا وشدد مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أن تنظيم موسكو لمؤتمر "سوتشي" بهذه الطريقة، يعكس رؤيتها للدولة السورية في المستقبل، والذي تقوم على أساس استمرار الحكم الديكتاتوري، وتقوية شوكة المجرمين، وسلب إرادة الشعب السوري.

وقال أمين سر الهيئة السياسية محمد يحيى مكتبي في تصريح صحافي، إننا لا يمكن وصف ما حدث في مؤتمر "سوتشي" يوم أمس، إلا بأنه "سيرك" ولا يتناسب مع أقل المعايير التي وضعتها الأمم المتحدة للديمقراطية وحرية الشعوب والتعبير عن رأيها.

ولفت مكتبي إلى أن موسكو بهذا التنظيم تبيّن طريقة تفكيرها نحو سوريا المستقبل، مؤكدًا أنها تريد من سوريا أن تكون "تابعة ومسلوبة الإرادة".

استنكر مكتبي طريقة وجود هذا العدد الكبير من المدعوين "الكومبارس" الذي يشبه ما يسمى مجلس الشعب الهزلي التابع لبشار الأسد، كما استنكر دعوة شخصيات مسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا كـ "معراج أورال"، وهو شخص مطلوب للدولة التركية ومسؤول عن الجرائم التي حصلت بحق المدنيين في بانياس.

وشدد على رفضه لجميع محاولات موسكو لسلب إرادة السوريين ووضع الشروط عليهم، والانفراد بالحل السياسي في سوريا، مطالبًا الأمم المتحدة الالتزام بالقرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، وعلى رأسها بيان جنيف والقرار 2254 للوصول إلى انتقال سياسي كامل.